يعد التنمر، أحد أبرز المشكلات التى لا تعانى منها مصر فقط، لكنها أزمة كل دول العالم، التى تشهد وقائع التنمر بشكل مستمر، من خلال قيام شخص بالإساءة إلى شخص آخر أضعف منه، وإلحاق الأذى به، سواء كان ذلك الأذى لفظيا أو جسديا أو حتى بالإيماءات التى تنال من الشخص الضعيف.
ولعل واقعة التنمر التى تعرض لها الطالب أحمد عمر، فى أثناء تقديمه بكلية التربية الرياضية، أحد أبرز أشكال التنمر.
فبسبب منشور كتبه الطالب عبر حسابه الشخصى على موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك"، كشف فيه تفاصيل تعرضه للتنمر بسبب إصابته بـ"الشفاه الأرنبية"، جاءت ردود الأفعال الغاضبة على جميع المستويات، الشعبية والتشريعية والتنفيذية، ودعت الجميع إلى الانتفاض من أجل مجابهة تلك الظاهرة البغيضة.
تفاصيل الواقعة
البداية كانت بمنشور الطالب على "فيسبوك"، الذى جاء تحت عنوان "أنا شكلى قبيح"، والذى كشف فيه الطالب عن تفاصيل واقعة التنمر التى تعرض إليها، فقال: "موقف حصلي انهارده وأنا بقدم فى كلية تربية رياضية.. رحت الساعه 9 الكلية عشان أقدم الورق وأدخل الاختبارات، وقعدت أنزل واطلع من الساعه 9 للساعه 1، وبعد كدا قعدت ساعة على ما دخلوني، ودفعت 450 جنيها الأول، غير الورق اللي صورته، وبعد كدا دخلت قست الطول والوزن وطلع مناسب جدا، بعدين رحت للدكتور التاني عشان الاختبار.. انزل عشره ضغط.. أقف على مشط رجلك ونط.. اقعد واقف وأنت مربع من غير ما تسند".
ويضيف الطالب فى منشوره: "قالولنا ننزل الكمامة، بعدها لقيت نظرات الدكتور ليا اتغيرت، وقعد مركز معايا شوية، ومركز فى شفتي قوي، بعدها ندهلي قالي اسمك إيه؟ قولتله كذا كذا يادكتور، قالي إيه اللي ف شفتك دا؟ قولتله عملية حضرتك وبعد خمس شهور بالكتير هعمل عمليه تانية وشفتي هترجع طبيعية، وهشيل التقويم وهبقى زي الفل، فقالي طب ارجع تاني، وقفت مع زمايلي فلقيته قالهم روحوا انتو للخطوات اللي بعد كدا وقالي اقف أنت عاوزك، طبعا أنا استغربت، اللي هو فيه إيه، وإيه البصات اللي بيبصهالي دي".
واستطرد الطالب ضحية التنمر: "بعد ما ذنبني شوية قالي تعالى، فروحت، قالي روح البس هدومك وروح.. قولتله ليه يا دكتور دا أنا حتى لسه ما دخلتش اختبار الجري، ولا حتى الخطوات اللي بعد كدا، قالي أنت شكلك مينفعش، قولتله الكليه كلها حركة وجرى وسباحة ولو فيه بوكس وملاكمة فأنا بقول لحضرتك أنا بعد خمس شهور كل دا هيبقا زي الفل.، قالي أنت كشكل أصلا مينفعش يابني، وبعد كدا قالي يلا اتفضل روح البس وروح".
وتساءل الطالب ضحية التنمر: "اللي موتني إن أنا ليه متقبلتش.. علشان شكلي مش لايق عالكلية على كلام اللي كان فوق فى الكشف الطبي؟ يعني أنا قبيح"، مضيفا: "أنا وأنا طفل ياما خدت تريقة هدت آمالي وطموحاتي في حاجه أنا مليش ذنب فيها".
واختتم ضحية التنمر: "والله مش أنا اللي خلقتني عشان أكون وحش فى نظركم".
تلك الكلمات التى سطرها الطالب الذى تعرض للتنمر، كان لها وقع فى نفس كل من قرأها، إذ تعاطف معه الكثيرون، بعد أن عبر عن تنمر المجتمع منه لوجود عيب خلقي بشفاهه، كما كان هناك موقف اتخذته قيادات المحافظة والجامعة بكفر الشيخ.
محافظ كفر الشيخ يدعو ضحية التنمر للقائه
وقالت هيام الطباخ، معاون محافظ كفر الشيخ، إن اللواء جمال نور الدين، محافظ كفر الشيخ، حدد الساعة 1 من ظهر غد السبت، للقاء الطالب صاحب واقعة التنمر بكلية التربية الرياضية بجامعة كفر الشيخ.
وأضافت معاون المحافظ، خلال اتصال هاتفي مع الطالب، أنها تقدم كل الدعم لأبناء كفر الشيخ من ذوي القدرات الخاصة قبل الأسوياء، ودعت الطالب أحمد إلى عدم التأثر بمثل هذا الموقف ومحاولة نسيانه.
رئيس الجامعة يبحث شكوى الطالب
من جهته، وجه الدكتور عبد الرازق دسوقي، رئيس جامعة كفر الشيخ، الدعوة إلى الطالب أحمد عمر، للحضور إلى مكتبه، غدا السبت، لمقابلته.
وقال رئيس الجامعة، إنه فور علمه بالواقعة، تم التواصل مع الدكتور عبد الحليم عكاشة، عميد كلية التربية الرياضية بالجامعة، للوقوف على ملابسات الواقعة، ووجه بنشر بيان توضيحى بخصوص الواقعة.
كما وجه رئيس الجامعة عميد كلية التربية الرياضية بالتواصل مع الطالب للحضور إلى الجامعة، غدا السبت، لإيضاح الحقائق وبحث تظلمه، مؤكدا استعداد الجامعة فور التحاق الطالب بإحدى كلياتها تقديم أفضل خدمة طبية ممكنة له وعلى نفقة الجامعة.
وأكد رئيس جامعة كفرالشيخ أن مجتمع الجامعة يرفض جملة وتفصيلا مبدأ التنمر، موضحا أن الجامعة بها طلاب من ذوى الهمم، وهم جزء عزيز جدا لدينا من طلاب الجامعة، وإدارة الجامعة حريصة على تقديم كل سبل الرعاية لهم، مؤكدا أن مكتبه مفتوح لاستقبالهم في أي وقت.
وأوضح أن كلية التربية الرياضية لها اختبارات قدرات ذات طبيعة خاصة وموحدة على مستوى الجمهورية، ويجب الوقوف على قوام الطالب بصورة كاملة، وتجرى الاختبارات تحت إشراف لجان من المجلس الأعلى للجامعات.
البرلمان يوافق على أول قانون لمواجهة التنمر
وفى مجلس النواب، شهدت الجلسة العامة التى عقدها البرلما، يوم الثلاثاء الماضى، برئاسة الدكتور علي عبد العال، الموافقة النهائية بأغلبية الأعضاء على مشروع قانون بتعديل بعض أحكام قانون العقوبات.
ويستهدف القانون مواجهة صريحة لأشكال الإساءة والإيذاء الموجه من قبل فرد أو مجموعة نحو فرد أو مجموعة تكون أضعف، وتكون فى أغلبها جسدية، حيث أكدت المذكرة الإيضاحية أن القانون يأتي لمواجهة ظاهرة تنامت الفترة الأخيرة، وتشكل خطرًا على المجتمع، وعائقا يحول دون تطبيق موجبات الحياة الكريمة للمواطنين.
وللتنمر عواقب وخيمة ومشددة، جاءت تباعا لموقف الدولة المصرية من تلك الظاهرة البغيضة، الرامى إلى القضاء عليها، من خلال تشديد العقوبات على المتنمرين، نجملها فيما يلى:
- وافق مجلس الوزراء، برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، على مشروع قانون بتعديل بعض أحكام قانون العقوبات، وذلك بإضافة مادة جديدة لقانون العقوبات، برقم "309 مكرر ب"، والتي أوردت تعريفًا خاصًا للتنمر.
- جاء إصدار مشروع القانون هذا في إطار تزايد ظاهرة التنمر وتناميها بشكل يمثل خطرًا على المجتمع المصري، مما استوجب هذا التعديل لتحقيق العدالة الاجتماعية.
- يعد التنمر كل استعراض قوة أو سيطرة للجاني، أو استغلال ضعف للمجني عليه، أو لحالة يعتقد الجاني أنها تسىء للمجني عليه، كالجنس أو العرق أو الدين أو الأوصاف البدنية، أو الحالة الصحية أو العقلية أو المستوى الاجتماعي، بقصد تخويفه أو وضعه موضع السخرية، أو الحط من شأنه أو إقصائه عن محيطه الاجتماعي.
- يعاقب المتنمر بالحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر، وبغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنيه، ولا تزيد على 30 ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين.
- يتم تشديد عقوبة التنمر في حالتين، الأولى: وقوع الجريمة من شخصين أو أكثر، والثانية: إذا كان الفاعل من أصول المجني عليه أو من القائمين على تربيته أو ملاحظته أو ممن لهم سلطة عليه.
- تشدد عقوبة التنمر أيضا إذا كان مسلمًا إليه بمقتضى القانون أو بموجب حكم قضائي أو كان خادمًا لدى الجاني، لتكون العقوبة الحبس مدة لا تقل عن سنة وبغرامة لا تقل عن 20 ألف جنيه، ولا تزيد على 100 ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين.
- يتضاعف الحد الأدنى لعقوبة التنمر في حالة اجتماع الظرفين وفي حالة العودة يتم مضاعفة العقوبة في حديها الأدنى والأقصى.
هذا الخبر منقول من الفجر