بوابة صوت بلادى بأمريكا

تلف الدماغ الخفى كابوس يهدد المتعافين من كورونا.. مشاكل عصبية قد تصيب ذوى الأعراض الخفيفة.. الهذيان والهلاوس والسكتات الدماغية الأبرز.. ومخاوف من تكرار سيناريو إنفلونزا 1918 وانتشار التهاب الدماغ الكسولة

كل يوم يظهر بحث جديد يؤكد أن فيروس كورونا لا يستهدف رئتينا فقط، حيث كشفت مجموعة من الأبحاث أن كوفيد -19 مرتبط بتلف الدماغ المحتمل أن يكون مميتًا وغيره من المشاكل العصبية، وأحدث الدراسات حذرت من تلف الدماغ بسبب كورونا ومضاعفات أخرى تهدد حياة المتعافين طوال العمر، وفى التقرير التالى نحاول الإجابة على مجموعة تساؤلات منها هل يهدد كورونا بانتشار تلف الدماغ بين المتعافين؟.

ووفقًا لدراسة نشرت فى مجلة Brain، يعانى بعض مرضى فيروس كورونا من تورم فى الدماغ مصحوبًا بنوبات من الهذيان بينما يعانى مرضى آخرون من اضطرابات فى الجهاز العصبى مثل متلازمة جيلان بيري التي يمكن أن تسبب الشلل، بينما يعاني البعض الآخر من السكتات الدماغية التي تهدد الحياة.

وقال مايكل زاندى، أحد مؤلفى الدراسة الجديدة، لصحيفة الجارديان: "نرى أشياء فى الطريقة التى يؤثر بها كوفيد -19 على الدماغ الذى لم نشهده من قبل مع فيروسات أخرى".

ووجد الباحثون أن الأعراض العصبية لم تقتصر على المرضى الذين يعانون من الحالات الشديدة، تلك التى تتطلب أجهزة التنفس الصناعى أو الأكسجين التكميلى.

وأضاف زاندى: "يمكن أن تكون مصابًا بأمراض عصبية شديدة، ويمكن أن تكون مريضًا للغاية، لكن فى الواقع لديك مرض رئوى تافه".

وفحص مؤلفو الدراسة 43 مريضا بالفيروس تتراوح أعمارهم بين 16 و85 عاما وتم علاجهم جميعا فى المستشفى الوطنى لأمراض الأعصاب وجراحة الأعصاب فى لندن بين 9 أبريل و15 مايو.

كان عشرة من هؤلاء المرضى يعانون من تورم شديد فى أدمغتهم مصحوبا بنوبات من الهذيان، بينهم امرأة تبلغ من العمر 55 عامًا ولم يكن لها أى تاريخ نفسي سابق، بدأت تتصرف بشكل غريب بعد ثلاثة أيام من خروجها من المستشفى، وفقًا لزوجها وقامت مرارًا وتكرارًا بخلع معطفها وارتدائه، ثم بدأت في الهلوسة السمعية والبصرية، بما في ذلك قولها إنها يمكن أن ترى الأسود والقرود في منزلها.

ثم طورت المريضة متلازمة كابجراس، وهو اضطراب نفسي حيث يعتقد الشخص أنه تم استبدال صديق أو فرد من العائلة بشخص محتال يشبههم في الشكل.

ولوحظ فى عشرات المرضى في الدراسة تورما فى أنظمتهم العصبية المركزية، مات شخص واحد ضمن تلك المجموعة، بينما تم تشخيص تسعة من هؤلاء المرضى الـ12 بالتهاب الدماغ والنخاع الحاد المنتشر (ADEM)، وهو نوع نادر من الالتهابات يهاجم الأعصاب في أدمغة الأطفال وحبال العمود الفقري بعد الإصابة مثل النكاف أو الحصبة.

وأفاد مؤلفو الدراسة أن عدد حالات التهاب الدماغ والنخاع الحاد المنتشر في المستشفى ارتفع من حالة واحدة في الشهر قبل جائحة كورونا إلى حالتين أو ثلاث في الأسبوع في أبريل ومايو.

وتم تشخيص سبعة مرضى آخرين فى الدراسة بمتلازمة جيلان باري وطور بعضهم أعراضًا عصبية حتى ثلاثة أسابيع بعد أعراض COVID-19 الأخرى.

بشكل عام، وجد الباحثون أن الحالات العصبية المهددة للحياة لم تكن مرتبطة بالضرورة بأعراض الجهاز التنفسي الحادة بين المرضى، وهذا يعني أن رئتي المريض يمكن أن تكون جيدة، لكن قد لا يكون دماغهم كذلك.

وكان ثمانية مرضى في الدراسة، بما فى ذلك امرأة تبلغ من العمر 27 عامًا، يعانون من أعراض فيروسات تاجية خفيفة - يعانون من سكتات دماغية بسبب جلطات دموية في أدمغتهم.

 

السكتات الدماغية المتعلقة بكورونا تحدث بغض النظر عن عمر المريض

ووجدت أبحاث حديثة أخرى أيضًا أنه حتى المرضى الصغار الذين يعانون من حالات COVID-19 الخفيفة يمكن أن يعانون من مضاعفات تتعلق بجلطة الدم مثل السكتات الدماغية.

وفي أبريل أفادت مجموعة من الأطباء في مدينة نيويورك أن خمسة مرضى بالفيروس التاجي في الثلاثينات والأربعينات من العمر، معظمهم لم يكن لديهم تاريخ طبى سابق، أصيبوا بسكتات الدماغية المهددة للحياة واضطروا إلى الذهاب إلى المستشفى.

وبالمثل وجدت دراسة أجريت على 214 مريضًا من COVID-19 في ثلاثة مستشفيات في ووهان بالصين، أن 36% يعانون من أعراض عصبية مثل ضعف الوعي أو أمراض الأوعية الدموية الدماغية، بما في ذلك السكتات الدماغية.

هل يهدد كورونا بانتشار تلف الدماغ بين المتعافين؟

ووفقاً لموقع "إنسايدر" يجب أن يتابع الأطباء مع مرضى فيروس كورونا للتأكد من العواقب طويلة الأجل لهذا الوباء.

يشعر الباحثون بالقلق من أن بعض مشاكل تلف الدماغ قد لا تظهر لبعض الوقت بعد مغادرة المرضى للمستشفى.

وقال أدريان أوين، عالم الأعصاب الكندي "قلقي هو أن لدينا الملايين من الأشخاص الذين يعانون من COVID-19 الآن، وإذا كان لدينا خلال عام واحد 10 ملايين شخص تم شفائهم، وهؤلاء الأشخاص يعانون من عجز إدراكي فإن ذلك سيؤثر على قدرتهم على العمل وقدرتهم على ممارسة أنشطة الحياة اليومية".

 

ظاهرة التهاب الدماغ الكسولة حدثت أعقاب جائحة الإنفلونزا الإسبانية

يشبه هذا ظاهرة لوحظت في العقود التي أعقبت جائحة الإنفلونزا الإسبانية عام 1918: بين عامي 1917 و 1930 ، تم تشخيص أكثر من مليون شخص بالتهاب الدماغ الخمول، أو "مرض النعاس" هذا الاضطراب، الناجم عن التورم في الدماغ، جلب النعاس المفرط والتنكس العصبي الشديد الذي ترك بعض المرضى لديهم إعاقات.

وقال زاندي "إنه أمر مثير للقلق إذا حدث وباء تلف الدماغ الخفي بعد COVID حيث سترى تأثيرات متأخرة على الدماغ ، لأنه قد تكون هناك تأثيرات خفية على الدماغ وتحدث أشياء ببطء على مدى السنوات القادمة، ولكن من المبكر جدًا بالنسبة لنا للحكم الآن".


هذا الخبر منقول من اليوم السابع