كشف الفيروس التاجى عن انقسام خطير بين الجنسين دفع العلماء إلى البحث عن سبب كثرة إصابة الرجال بالمرض وموتهم، وقد أظهرت الدراسات فى عدة مناسبات أن الرجال يصبحون أكثر مرضًا من النساء حيث تبلغ نسبة الذكور 82% من مرضى وحدة العناية المركزة.
وأكد الدكتور فاراناك فتاحى، عالم أحياء الخلايا الجذعية بجامعة كاليفورنيا فى سان فرانسيسكو، أن السبب الأساسى وراء التفاوت هو هرمون التستوستيرون.
ووفقا لتقرير لموقع daily star البريطانى فى الولايات المتحدة تم إجراء المزيد من التقارير حول المرض، وبينما اختلفت النتائج بين الولايات فقد وجد بشكل عام أن عدد الرجال الذين ماتوا بسبب المرض يزيد بنسبة 5% عن النساء.
وأكد الدكتور جون شوارتزبيرج من جامعة كاليفورنيا فى بيركلى لصحيفة سان فرانسيسكو كرونيكل قائلا "أظهرت البيانات باستمرار أن معدل وفيات الذكور أعلى من الإناث، حيث يبدو أن الرجال لا يتعاملون مع الأمراض مثل الإناث".
وأوضح العلماء أن فيروس كورونا يشبة الأمراض المعدية الأخرى التى لها تأثير أسوأ على الرجال من النساء، حيث أكد الخبراء أن هرمون التستوستيرون نفسه يغير عدد المستقبلات على الخلايا وهو ما يجعل الهرمونات الجنسية الذكورية تزيد من خطر شدة كورونا.
وفحص عالم الأحياء 500 مريض فى بريطانيا وأمريكا والعديد منهم مصاب بأمراض البروستاتا، وهو ما يرتبط أيضًا بارتفاع مستويات هرمون التستوستيرون، وكشف أن الرجال الذين لديهم مستويات أعلى من الأندروجين هم أكثر عرضة للحاجة إلى العناية المركزة، والأندروجين هى مجموعة من الستيروئيدات الطبيعية والاصطناعية، التى تساعد فى نمو وظيفة الأعضاء التناسلية الثانوية عند الذكور.
ووفقا للتقرير أكد عالم الأحياء أن الفيروس ينشط بطريقة أو بأخرى الهرمونات التى تلعب أدوارًا فى سن البلوغ وتطور الذكور، ويتفاعل هذا الشكل من هرمون التستوستيرون مع إنزيم TMPRSS2 الذى يجعل الخلايا البشرية أكثر تقبلاً للفيروس التاجى كورونا، ويعتقد أنه يمكن أن يلتصق بمحدث الفيروس التاجى ثم يوجههم داخل الخلايا.
يأتى هذا التطور فى الوقت الذى تصل فيه حالات الإصابة بالفيروس التاجى إلى 3 ملايين فى الولايات المتحدة حيث تضغط المستشفيات على طاقتها.
وفى دراسات سابقه فى إيطاليا وفقا لتقرير لوكالة "رويترز" أظهرت دراسة على أكثر من 127700 إصابة بفيروس كورونا أن 52.9% من المصابين رجال و47.1% نساء، ومن بين أول 14860 حالة وفاة 68% كانوا رجالا.
وأظهر تقرير لمركز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الصين أنه من بين 44672 إصابة مؤكدة كان معدل الوفيات أعلى بنسبة 1.1% بين الرجال بالمقارنة بالنساء.
وقال جيمس جيل الأخصائى بكلية طب وارويك "الدلائل تتزايد على أن الرجال يعانون من أعراض أشد ومعدلات الوفاة بينهم أعلى بالمقارنة بالنساء".
هناك العديد من الأسئلة المعلقة عن سبب زيادة الإصابات بكورونا بين الرجال وتعرضهم لأعراض أشد لكن الخبراء يشيرون إلى عدة عوامل محتملة.
يقول الخبراء إن أحد العوامل قد يكون أن الرجال بشكل عام لا يعتنون بصحتهم بقدر ما تفعل النساء، من مستويات أقل في غسل اليدين والنظافة العامة ومستويات أعلى من التدخين وتعاطي الخمور والسمنة وسلوكيات أخرى غير صحية.
في العديد من الدول معدلات التدخين أعلى بين الرجال عن النساء، والتدخين عامل خطر معروف للعديد من الأمراض المهددة للحياة مثل أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم وأمراض الرئة والسرطان.
والتباين بين الرجال والنساء فى معدلات التدخين موجود فى الصين، حيث يدخن 50% من الرجال مقابل 5% من النساء. وفى إيطاليا أظهرت دراسة أجريت عام 2018 أن التدخين شائع أكثر بين الرجال بالمقارنة بالنساء فى جميع الفئات العمرية.
وعامل آخر هو تفاوت الاستجابات المناعية لدى الرجال والنساء، حيث تظهر أبحاث أن الاستجابات المناعية على مدار العمر تجاه كل شيء من الأمصال للعدوى وأمراض المناعة أكثر نشاطا بين النساء عن الرجال، وفيما يتعلق بفيروس كورونا، قد يكون هذا العامل مؤثرا بشكل خاص.
ويقول فيليب جولدر أستاذ علوم المناعة بجامعة أوكسفورد إن عدة عوامل تسهم في تحلي النساء بنظم مناعية أقوى من بينها أن النساء لديهن اثنين من كروموزوم إكس بالمقارنة بواحد لدى الرجال.
وأضاف أن هذا يعنى أن البروتين موجود بضعف الكمية فى العديد من الخلايا المناعية لدى النساء بالمقارنة بالرجال وهو ما قد يعزز بدوره قدرة النساء على تجنب الإصابة بكوفيد-19.
هذا الخبر منقول من اليوم السابع