تناولت مقالات صحف الخليج، العديد من القضايا الهامة أبرزها، أن الصداقة التي جمعت بين الرئيسين، الأمريكي دونالد ترامب، والكوري الشمالي كيم جونج أون، لم تفلح في وقوفهما جنباً الى جنب عندما دعت الحاجة، ذلك أن انعدام الثقة، والتاريخ الحافل بالعداء بين البلدين، كانا أقوى من لحظات الصداقة العابرة، والصور التي حملت ابتسامات ظاهرية مفعمة بالنفاق أمام وسائل الإعلام في أوقات معينة.
ممدوج المهينى
ممدوح المهيني: رش الدم على وجه جورج واشنطن
قال الكاتب في مقاله بصحيفة الشرق الأوسط، إن حالة الصخب والفوضى حول هدم التماثيل في الولايات المتحدة بلغت ذروتها عندما رش معترضون الدم على تمثال جورج واشنطن. لقد كان المنظر صادماً وشبيهاً بتدنيس صورة نبي سياسي. لقد سرت قشعريرة في أجساد الوطنيين الأمريكيين الذين يرون في واشنطن شخصية مقدسة سياسياً ويقع في قلب الهوية الأمريكية واختلطت سيرته في عمق المشاعر القومية.
لقد مثلت إهانة الشخصيات التاريخية فرصة للرئيس ترامب للمماطلة وجر قدميه لتصوير الغاضبين بأنهم حفنة من الفوضويين الماركسيين الساعين لتحويل بلاده إلى فنزويلا جائعة. إن منظرهم الهائج وهم واقعون تحت تأثير لفائف المخدر دعاية انتخابية مجانية له. ولكنه قرر سريعاً هذه المرة معاقبة المعتدين على جورج واشنطن لأن السكوت لا يعني الضعف ولكن ما هو أسوأ، التواطؤ في الخطيئة.
كيف تطورت الأمور سريعاً حتى وصلت لهذا الحد؟ لماذا تُدنّس تماثيل الزعماء وتُحرق الأعلام ويُهان رجال الشرطة ونراهم يركعون على أقدامهم خوفاً من غضب الغوغاء.
يونس السيد: صداقة كيم وترامب
قال الكاتب في مقاله بصحيفة الخليج الإماراتية، لم تفلح الصداقة التي جمعت بين الرئيسين، الأمريكي دونالد ترامب، والكوري الشمالي كيم جونج أون، في وقوفهما جنباً الى جنب عندما دعت الحاجة، ذلك أن انعدام الثقة، والتاريخ الحافل بالعداء بين البلدين، كانا أقوى من لحظات الصداقة العابرة، والصور التي حملت ابتسامات ظاهرية مفعمة بالنفاق أمام وسائل الإعلام في أوقات معينة.
ما نفع الصداقة إذا لم تكن مفتاحاً لحلّ الأزمات، ووقوف الأصدقاء إلى جانب بعضهما بعضاً في الأوقات الصعبة؟ فلا المصافحات ومظاهر التبجيل تمكنت من حلّ معضلة البرنامج الكوري الشمالي، لتنهال الاستثمارات والمساعدات الاقتصادية على بيونج يانج، وتنتشلها مما هي فيه من أوضاع حياتية بائسة، ولا تمكنت من إزالة التوتر مع الجارة الجنوبية، رغم بعض الانفراجات في فترات معينة، وبالتالي، بقي الوضع في شبه الجزيرة الكورية على ما هو عليه قابلاً للانفجار في أية لحظة.
وفي دلالة ذات مغزى، كشفت أزمة المنشورات الأخيرة بين الكوريتين، والتي قيل إنها استهدفت زوجة الزعيم الكوري الشمالي، وردّ بيونج يانج بتفجير مكتب الارتباط الواقع في المنطقة المحايدة، ونشر قواتها وأسلحتها الثقيلة في تلك المنطقة، وتهديدها بإغراق الجنوب بملايين المنشورات المضادة، ما دفع واشنطن إلى التهديد بالخيار العسكري، كلها كشفت عن هشاشة الاتفاقات التي تم التوصل إليها حول الكوريتين.
محمد المقاطع
محمد المقاطع: النظام الانتخابى بوابة الإصلاح السياسى
قال الكاتب في مقاله بصحيفة الجريدة الكويتية، تعيش الكويت حالة مُلحَّة من الحاجة إلى الإصلاح السياسي، ولعل شعار ومطالبات الإصلاح السياسي كان من أكثر الملفات التي تم رفعها وتلاحقت الجهود لتحقيقه منذ عام 1986 وحتى اليوم، فلم يكن وضع التراجع المخيف للبلد خافياً على كل مَنْ يشتغل بالعمل الوطني العام، فالإدارة العامة للبلد من ضعف لآخر، ومجلس الأمة صار شريكاً للفساد السياسي، ومؤسسات الدولة تتفكك، ونظامها المؤسسي في تلاشٍ، وملفات القضايا الأساسية بالبلد في تضخُّم مستمر، فالمال العام تتزايد جرائمه وناهبوه، والوظيفة العامة يغيب عنها تكافؤ الفرص وجدية شاغليها وفاعلية النهوض بواجباتها، والتعليم مُنحَناه في نزول حاد، والاقتصاد بلا إدارة حصيفة وأمينة، ومؤسسات المجتمع المدني صارت عبئاً وكمَّاً بلا فاعلية، والحُريات العامة حُوصرت، بل صُودرت، بجملة قوانين وإجراءات أشاعت الرهبة، وتوارت بسببها مظاهر ومجالات الحُريات التي عُرف بها مجتمعنا الكويتي، واحتياجات المواطن المُلحَّة بالسكن والصحة والخدمات العامة معلَّقة، ولا جديَّة بل ولا رغبة في حلِّها، والانتخابات تتعرَّض لتزوير مباشر أو غير مباشر، بنظام انتخابي مقيت وعليل بتمزيق المجتمع وشرذمته.
باختصار، نحتاج إلى تطهير حقيقي للبرلمان من الطبقة السياسية السائدة ونمطها الفاسد أو المتخاذل.
لذا، فالكويت اليوم بحاجة إلى عملية للتغيير من أجل الإصلاح السياسي، لا مجرَّد شعارات وتحالفات مع السُّلطة، أو مجاملتها على نحو يفاقم الفساد السياسي والإداري والمالي، كما شهدته السنوات الأخيرة.
فقد آن الأوان أن تتعالى الأصوات وتتضافر الجهود، وأن يتم التركيز على المدخل الصحيح لتحقيق الإصلاح السياسي، من خلال إصلاح النظام الانتخابي.
هذا الخبر منقول من اليوم السابع