تتمتع العاصمة الأمريكية "واشنطن دى سى" بوضع فريد فى الولايات المتحدة ، فهى لا تنتمى إلى ولاية واحدة بل تضم أجزاء من ولايتى فرجينيا وميريلاند، كما أنها تقع تحت سيطرة الحكومة الفيدرالية مباشرة ولا تتبع أى من الولايات، ورغم أن لها رئيس بلدية ومجلس بلدى مكون من 13 عضوا، إلا أن الكونجرس له السلطة العليا على المدينة ويمكنه إلغاء القوانين المحلية.
لكن مجلس النواب الأمريكى يريد تغيير هذا الوضع، وأن تصبح واشنطن هى الولاية رقم 51، للتمتع بحقوق تصويت فى انتخابات المجلس التشريعى التى يحرم منها سكانها حتى الآن.
وبعد أربعة عقود على إطلاق مساعيها نحو التحول إلى ولاية، فمن المقرر أن يصوت مجلس النواب على هذا القرار، لكنه يظل بحاجة إلى موافقة مجلس الشيوخ، وهو أمر من المستبعد حدوثه، فالديمقراطيون يحظون بأغلبية فى المدينة، وعارض الجمهوريون، أصحاب الأغلبية فى مجلس الشيوخ، إنشاء ولاية يتوقعون أن تنتخب الديمقراطيين فى الكونجرس.
ففى التاريخ الحديث، قام سكان واشنطن بانتخاب رؤساء بلدية من الديمقراطيين فقط، وتحويلها إلى ولاية سيعنى على الأرجح مزيد من الصعوبات لفوز الديمقراطيين بأغلبية فى مجلس الشيوخ.
وكان الرئيس ترامب قد قال فى مقابلته مع صحيفة "نيويورك بوست" الشهر الماضي: "هل تقصد تحويل مقاطعة كولومبيا إلى ولاية؟ لماذا حتى نستطيع أن يكون هناك سيناتورات آخرين وخمسة نواب من الديمقراطيين. لا شكرا، هذا لن يحدث أبدا".
لكن لو حدث هذا، تقول رويترز إن واشنطن، فى حال أصبحت ولاية، سيكون لها فى نائب واحد فقط فى مجلس النواب، وليس خمسة. وسيتغير اسمها من مقاطعة كولومبيا إلى "واشنطن دوجلاس كومونولث" لتجمع بذلك بين اسم أول رئيس أمريكى جوروج واشنطن وفريديك دوجلاس، رائد مناهضة العبودية فى الولايات المتحدة.
وفى مؤتمر صحفى أمس الخميس، قالت عمدة المدينة الحالية موريل باوسر، وهى أمريكية من أصل أفريقى واجهت الرئيس ترامب أثناء المظاهرات الحاشدة التى شهدتها الولايات المتحدة قبل أسابيع احتجاجا على مقتل جورج فلوريد، "لسنا فقط ليس لدينا أعضاء فى مجلس الشيوخ لهم حق التصويت، ومندوبتنا فى الكونجرس ليس لها حق التصويت، بل إن نزوات الحكومة الفيدرالية يمكن أن تتعدى على حكمنا الذاتى المحدود".
وقالت بوزر، إن سكان واشنطن يدفعون الضرائب ويخدمون في الجيش ويديرون الأعمال ويربون العائلات ومع ذلك فإنهم محرومون من الحقوق لأنهم لا يملكون حق التصويت فى الكونجرس. وأضافت قائلة: "هذا خطأ تاريخى يجب تصحيحه وأنا ولدت هنا بدون تصويت، لكنى أقسم أننى لن أموت هنا بدون تصويت".
عمدة واشنطن
ويعيش أكثر من 700 آلاف أمريكي فى واشنطن، ويزيد عدد سكانها عن سكان ولايتى يومبينج وفيرمونت.
وعلى مدار سنوات تقدم أعضاء الكونجرس بمشروعات قوانين لجعل واشنطن ولاية، كان اغلبها من مندوبتها التى لا تملك حق التصويت إلينور هولمز نورتون. وفى عام 1933، صوت الكونجرس على تشريع فى هذا الشأن من قبل أحد اللجان لكن التصويت فشل أمام مجلس النواب بالكامل.
وكانت آخر مرة شهدت فيها الولايات المتحدة توسعا فى عام 1959 عندما وافق الكونجرس على الاعتراف ألاسكا وهاواى باعتبارهما الولايتين الـ 49 و50 على التوالى بعد تصويت من الكونجرس ودعم من الرئيس.
ويمنح الدستور الأمريكى الكونجرس سلطة الاعتراف بالولايات الجديدة دون تحديد عملية.
هذا الخبر منقول من اليوم السابع