بوابة صوت بلادى بأمريكا

كيف تتعامل مستشفيات العزل بالبحيرة مع مرضى كورونا نفسيا بعد زيادة حالات الاكتئاب ومحاولات الهروب؟.. مبادرة لدعم المصابين بجلسات نفسية وعقاقير.. والأطباء يطالبون بتطبيق وسائل الاتصال المرئى للتواصل مع المرضى

"مصابو كورونا يظنون أنهم وصلوا إلى النهاية ولذلك تظهر عليهم أعراض نفسية حادة تدفعهم إلى محاولة الهروب من مستشفيات العزل أو القيام بأعمال خطرة".. هكذا أكد الدكتور ياسر زايد مدير مستشفى كفر العام، مشيرا إلى أهمية الدعم النفسى للمصابين بالفيروس والتى لا تقل أهمية عن تطبيق البروتوكولات العلاجية.

وعلى الرغم من الجهود المبذولة التى تقوم بها الدولة لعلاج المصابين بفيروس كورونا وتخصيص العديد من المستشفيات الحكومية للفحص والعزل الصحى، إلا أن دور الدعم النفسى  للمصابين داخل مستشفيات الحجر  الصحى مازال خافتا رغم أهميته القصوى وذلك مع انتشار حالة الهلع والفزع بين المصابين بهذا الوباء.

وشهدت مستشفى كفر الدوار العام بالبحيرة والتى تم تخصيصها بالكامل للعزل الصحى للمصابين بفيروس كورونا تطبيق مبادرة الدعم النفسى للمرضى تحت إشراف الأمانة العامة للصحة النفسية بوزارة الصحة.

وتستهدف هذه المبادرة تقديم كافة أشكال الدعم النفسى للحالات المصابة بفيروس كورونا وكذلك الأطقم الطبية من الأطباء والممرضين داخل مستشفيات العزل الصحى مع ارتفاع اعداد المصابين بهذه الصورة الكارثية.

"اليوم السابع" حاول الاقتراب من هذا المشهد الذى يبدو متواريا مع الأحداث المتلاحقة وارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا.

وقال الدكتور ياسر زايد  مدير مستشفى كفر العام، إن القدرات النفسية للمرضى تختلف من شخص لآخر خاصة أن بعض المصابين بفيروس كورونا يعتقدون أنه بمجرد دخولهم مستشفى العزل الصحى أنهم وصلوا إلى نهاية الحياة، ولذلك تظهر عليهم أعراض نفسية حادة تدفعهم إلى محاولة الهروب من المستشفى أو القيام بأعمال خطرة  تمثل خطرا داهما على حياتهم مثل تحطيم زجاج الغرف والمستلزمات الطبية .

وأشار مدير مستشفى كفر الدوار إلى توفير كافة الخدمات النفسية لمرضى فيروس كورونا على أيدى أطباء وخبراء يتم انتدابهم من مستشفيات الصحة النفسية لمواجهة أى حالات طارئة فى هذا الشأن وكذلك تقديم الدعم النفسى للمرضى والأطقم الطبية.

فيما أكد الدكتور صموئيل طلعت بمركز عباس حلمي للطب النفسي وعلاج الإدمان بالإسكندرية والذى انتدب للعمل فى مستشفى كفر الدوار للحجر الصحى أن مريض فيروس كورونا له وضع خاص عن المرضى الآخرين ولذلك يحتاج إلى دعم نفسى أكبر وكذلك  الأطقم  الطبية التى تتفاوت قدراتهم النفسية، مضيفا أن القلق والتوتر هو السمة الغالبة على معظم المحتجزين بمستشفيات الحجر  الصحى  وذلك لانعزالهم عن المجتمع خلال فترة العلاج، وكذلك لتأثرهم الشديد بالمناخ العام الذى ترتفع معه حالة الفزع والهلع من هذا الوباء .

وأوضح الدكتور صموئيل طلعت أن الوضع  النفسى لمريض فيروس كورونا يساهم بشكل كبير فى مدى تعافيه خاصة أن بعض المرضى تتملكهم أعراض  الاكتئاب الشديد والخوف من الموت مما يدفعهم إلى رفض تناول العلاج بشكل تام ولذلك لابد من التعامل معهم نفسيا بشكل فورى قبل تدهور أوضاعهم  الصحية.

وطالب طلعت وزارة الصحة بتوفير وسائل للاتصال الصوتي والمرئي للتواصل مع المرضى بمستشفيات العزل الصحى وذلك لتيسير مهمة الأطباء النفسيين وتحقيق الخصوصية خلال العلاج.

وعن كيفية العلاج النفسى لمرضى فيروس كورونا بمستشفيات الحجر الصحى أكدت الدكتورة ريهام عصام الطبيبة النفسية بمستشفى المعمورة للأمراض النفسية بالإسكندرية أن علاج هؤلاء المصابين بفيروس كورونا يتم من خلال مسارين الأول هو التواصل المباشر مع الحالات المرضية عبر الجلسات النفسية  المكثفة والثانى من خلال  العلاج الدوائي  والذى تنظمه بروتوكولات متخصصة حتى لا يتعارض مع البروتوكول الأساسى لعلاج فيروس كورونا.

وأضافت أن العلاج النفسى للمصابين بفيروس كورونا يتم تحت إشراف مباشر من الأمانة العامة للصحة النفسية التابعة لوزارة الصحة التى تقدم المشورة الطبية للتعامل مع الحالات المرضية من خلال أكبر خبراء الصحة النفسية فى مصر  بالإضافة إلى تقديم  الدورات المتخصصة للمنتدبين بمستشفيات الحجر الصحى.

وأوضحت الدكتورة ريهام عصام أن السيدات هن أكثر تأثرا بالعامل النفسى داخل مستشفى العزل الصحى خاصة مع وفاة بعض المرضى خلال فترة العلاج و كذلك  مع انعزالهن عن عائلتهن واولادهن اللذين قد يكونوا أصيبوا بالعدوى  وتم نقلهم الى مستشفيات أخرى للعلاج .

يذكر ان الامانة العامة للصحة النفسية التابعة لوزارة الصحة  قدمت العديد  من الخدمات النفسية بالتزامن مع انتشار فيروس كورونا، حيث قدمت خدمة الخط الساخن للاستشارات النفسية  على مدار 24 ساعة يوميا وخصصت لذلك ما يقرب من 150 من العاملين والمتخصصين فى الصحة النفسية وتدريبهم على الدعم النفسى المتخصص اثناء الازمة الحالية .

كما دفعت فرق من الأطباء النفسيين بالتواجد داخل مستشفيات العزل الصحى لتقديم خدمات الدعم النفسي للمصابين بفيروس كورونا وكذلك الأطباء المعالجين  داخل المستشفيات مما كان له أكبر الأثر على التعامل مع الأعراض  وخطورتها وتعافي العديد من المرضى وتماثلهم للشفاء.

وكثفت  الأمانة العامة للصحة النفسية جهود التوعية والنشر على صفحات التواصل الاجتماعى من اجل الحد من اعراض القلق والتوتر فى هذه المرحلة.

وكذلك قامت بمراجعة العقاقير التى يتم تقديمها لمصابى فيروس كورونا اثناء العلاج والاعراض الجانبية النفسية التى قد تظهر وكيفية التعامل معها من الجانب الطبى.

وقال الدكتور محمد على أستاذ الطب النفسى، مسئول الخط الساخن بالأمانة العامة للصحة النفسية بوزارة الصحة، إنه في هذه الظروف الاستثنائية جمعت الأمانة العامة للصحة النفسية طلبات من المتخصصين الذين يشاركون في الدعم النفسى للمواطنين، وجرى تلقى 2800 طلب، وتم تدريب 300 متخصص للتعامل مع المواطنين.

وأوضح مسئول الخط الساخن بالأمانة العامة للصحة النفسية بوزارة الصحة، أن القلق والتوتر أكثر الأعراض التي يعانى منها المتصلين بخدمة تقديم الدعم النفسى لمواجهة كورونا، لافتاً إلى أن الإجراءات التي يجرى اتخاذها لمنع العدوى هى أهم ما يتم اتخاذه، والقلق والتوتر سيكونا ليس منهما فائدة، وأن نأخذ الحقائق التى تنشرها وزارة الصحة أو منظمة الصحة العالمية للحماية من فيروس كورونا، مشيرا الى أنه تم فتح الخط الساخن للاستشارات النفسية على الأرقام  0800888700 - 0220816831.


هذا الخبر منقول من اليوم السابع