خطوة إيجابية لمكافحة كورونا.. أهالى الأقصر يحتفلون بالمولد السنوي لسيدى أبو الحجاج والأمير غانم بن عياض بالمنازل.. الأطفال يعدون أكلة "الكباب" بالبيوت ويرفعون لافتات: خليك فى البيت مصر محتجالك.. صور

فى خطوة إيجابية ضمن الإجراءات الوقائية والاحترازية لحماية أبناء محافظة الأقصر بالبقاء فى منازلهم لمكافحة انتشار فيروس كورونا، رغم قدوم النصف من شعبان، وهى الذكرى السنوية لاحتفالات مولد سيدى أبو الحجاج الأقصرى بوسط مدينة الأقصر، ومولد الأمير غانم بن عياض بأصفون المطاعنة فى مدينة إسنا، على طريقتهم الخاصة وهى تبادل التهانى والإحتفالات بالموالد السنوية على صفحات التواصل الإجتماعى، وعبر الهواتف فقط دون أية تجمعات أو إقامة احتفالات كما هى العادة السنوية، وذلك للإعلان عن إلتزام أبناء عاصمة التراث الفرعونى بقرارات الحكومة بمنع التجمعات وإلغاء إقامة سرادقات الموالد في مختلف أنحاء مصر ضمن خطط مكافحة فيروس كورونا.

 

ففى مدينة الأقصر، أعلن أبناء وسط المدينة عن تجهيز "كباب أبوالحجاج" الأكلة الشهيرة بمدينة الأقصر فى مواعيد المحددة منذ سنوات وهى ليلة النصف من شعبان مع بدء احتفالات مولد العارف بالله الإمام "أبوالحجاج الأقصري"، والتى تعتبر من أبرز الأكلات التى تميز مولد سيدى أبو الحجاج، وذلك داخل منازلهم ووسط أطفالهم دون أية تجمعات فى الشوارع أو سرادقات للمولد، حيث إحتفل الأطفال بالمولد برفع لافتات فى منازلهم تناشد الجميع بضرورة البقاء فى منازلهم، حيث جاءت تلك اللافتات:- (خليك فى البيت مصر محتاجالك).

 

وتعتبر أكلة "كباب أبوالحجاج" هى الأكلة الشهيرة المتاحة للجميع فى المولد السنوى، وكانت تقوم السيدات وأطفالهم وأزواجهم وأبناؤهم بإعدادها داخل منازلهم لتوزيعها على الأهالى بصورة سنوية فى المولد، ولكن هذا العام أعدوها داخل منازلهم وقدموا لأسرهم فقط لحماية الجميع من العدوى بالفيروس، حيث تقول منى محمد من أبناء منطقة المنشية المحيطة لميدان سيدى أبو الحجاج الأقصرى، أنها وأشقاؤها وأطفالهم بالكامل كانوا يلتفون حول صوانى الكباب لتصنيعها وتجهيزها احتفالاً بالمولد لتقديمها للضيوف والأصدقاء والأحبة من باقى مدن وقرى المحافظة خلال أيام المولد، مؤكدةً على أن رجال أسرتهم بعد تجهيز الكباب كانوا يجلبون ضيوفهم من مختلف أنحاء الأقصر لحضور موائد الغداء والعشاء، والإستمتاع بأكله الكباب التى تتميز بها الأقصر عن غيرها من باقى محافظات صعيد مصر، وهذا العام تقرر عدم تنظيم أية فعاليات لمنع التجمعات، وقام عدد من الأهالى بتجهيز الأكلة داخل منازلهم لتقديمها لأطفالهم وأبناؤهم فى ظل مكافحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19".

 

 

وعن التصنيع تؤكد منى محمد، أن الكباب الأقصرى أكلة الموالد الشهيرة، وتقوم بإعداد بمواصفات خاصة ، حيث تجلب الأرز والزيوت والبهارات واللحوم والخضرة من الكسبرة والشمار ويتم طحنها جميعاً، وتقوم برفقة أبناء أسرتها بلف الكباب فى دوائر صغيرة تشبه قليلاً أقراص الطعمية الأكلة الشهيرة بمصر، ثم تتركها فى الهواء على صوانى كبيرة لكى تتشبع بالبهارات جيداً، وتخزنها داخل الثلاجة لكى تقوم بتطييبها يوم الاحتفالات وتدخل الزيت بمواعيد محددة حتى تتحمر وتصبح جاهزة للأكل تماماً.

 

 

وفى مدينة إسنا تقرر عدم إقامة المولد السنوي والإحتفال لأول مرة منذ عشرات السنين، حيث يقول عادل الليثى إبن الأقصر، أنه رغم إقامة المولد فإن هذا لا يمنع من تهنئة جميع أبناء العمومة بقرية أصفون المطاعنة، موجهاً التهنئة للجميع بهذه الإحتفالات المميزة فى مولد "الأمير غانم بن عياض الأشعري" الذي كان يقام سنويا في النصف الأول من شهر شعبان، وكانت تستقبل القرية زوارها من كافة القري المراكز والقرى المجاورة للإحتفال بالليلة الختامية للمولد، حيث تظل ساحات القرية مفتوحة حتى الصباح لاستقبال الضيوف، ولكن تم إلغاؤه هذا العام لمنع التجمعات وإنتشار فيروس كورونا المستجد.

 

ويضيف عادل الليثى إبن مدينة إسنا، أن "الأمير غانم بن عياض الأشعري" كان قد ذكره الواقدي في كتاب "فتح البهنسا الغراء على أيدي الصحابة الشهداء"، حيث قال فيه أنه جاء الأمير غانم بن عياض الأشعري أميراً على ميسرة الجيش، تحت قيادة خالد بن الوليد في زمن عمرو بن العاص، وخلافه سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنهم آجمعين، وقد تولى الأمير غانم على رأس خمسمائة فارس من عظماء المجاهدين في الإسلام، وأبناء عم الرسول صلى الله عليه وسلم وأبناء الخلفاء، وكبار الصحابة مثل أبي أيوب الأنصاري، وجعفر بن عقيل بن ابي طالب، وعبد الله بن عمر وايان بن عثمان وغيرهم، كما فتح الشيخ غانم بعد ذلك كثيراً من بلاد الصعيد، ودارت معركة في أصفون بين المسلمين، والروم، وكانت الغلبة للمسلمين، وقد أستشهد في تلك المعركة الأمير غانم، وبعض أصحابه، كما دفن بمقابر "جبانة" أصفون في إسنا جنوب محافظة الأقصر، ومقامه الطاهر بالجهة الغربية بالجبانه، وله مسجد بإسمه، كما يقام له مولد سنوي، في النصف الأول من شهر شعبان، وقد مدحه الشاعر أبو مفضل الأصفوني بأبيات مكتوبة في مقامه حيث يقول: "يا غانماً ملك القلوب فأصبحت .. تلك الروابط حرمه وذماما لما قدمت لرفع دين المصطفي .. أضحى الصعيد هدايه وسلاما فغدا به صرح التصوف شامخا .. وغدا التدين للحياه قواما يا أشعري إليك منى نفثه .. شعريه أرجو بها اكرما فإذا مدحتك فهو حق ناطق .. مس اللسان فردد الانغاما صلى الإله على النبي محمد .. وبنوره قد رفرفت أعلاماً".