بوابة صوت بلادى بأمريكا

مراقبة وتجسس وانتهاكات أخرى.. أرشيف 11سبتمبر يلاحق بلومبرج في انتخابات 2020.. كشف ممارسات المرشح الديمقراطى خلال توليه عمدية نيويورك.. وتؤكد: وضع المسلمين تحت رقابة شملت التنصت.. ويبرر: حماية الأمريكيين أولوية

يبدو أن المرشح الديمقراطى المحتمل لانتخابات الرئاسة الأمريكية مايكل بلومبرج، على موعد مع أزمة جديدة تهدد شعبيته لدى الأقليات المسلمة والأمريكيين من ذوي الأصول العربية والأفريقية، بعد الكشف عن طرق إدارته لأزمة تفجيرات 11 سبتمبر وما تلاها من تدابير أمنية أثناء توليه منصب عمدة نيويورك. 

وبعد قرابة 20 عاماً على التفجيرات الإرهابية الدامية، وفى وقت يخوض فيه بلومبرج سباق رئاسي أمام الرئيس الحالي دونالد ترامب الطامح في ولاية رئاسية ثانية، كشفت صحيفة نيويورك بوست عن تفاصيل صادمة بشأن برنامج مراقبة وضعه بلومبرج بالتعاون مع الأجهزة الأمنية في الولاية، يستهدف كافة أنشطة وتحركات التجمعات المسلمة، بما في ذلك ممارساتهم لحياتهم اليومية الطبيعية، ما ينطوى على انتهاكات واضحة لحقوق الإنسان.

واستمرت شرطة مدينة نيويورك بدعم من بلومبرج الذي شغل منصب عمدة المدينة وقتها ما لا يقل عن 6 سنوات في جمع المعلومات ومراقبة المجتمعات الإسلامية في المدينة ودراسة الأعمال التجارية التي يملكها المسلمون، والمساجد وغيرها من المدارس والمنظمات التابعة لهم.

 

وعملت شرطة المدينة مع وكالة المخابرات المركزية لنشر فرق من العملاء السريين الذي أطلق عليهم اسم "rakers" في الأحياء الإسلامية لجمع المعلومات، ووفقا لتقرير اسوشيتدبرس راقب الـ "rakers" الحياة اليومية للمسلمين في المكتبات والمقاهي كما راقبوا الخطب في المساجد وراقب مسئولين الشركة في نيويورك أئمة المساجد عن قرب.

 

وبحسب تقرير إعلامية أمريكية ، فإن الشرطة وقتها قامت بالتصنت على آلاف المحادثات بين المسلمين في المطاعم والمتاجر في مدينة نيويورك ونيوجيرسي وفي لونج آيلاند.

 

وفي عام 2015 ، قارن حكم صادر عن محكمة اتحادية بين التمييز العرقي والمراقبة السرية للمجتمعات الإسلامية التي تعيش في نيويورك تحت ولاية بلومبرج بالتمييز الذي يواجهة الأمريكيين الأفارقة خلال حركة الحقوق المدنية واليابانيين الأمريكيين خلال العالم الحرب الثانية.

 

ولا يوحي سجل بلومبرج مع الإسلام بالثقة، فعلى الرغم من دفاعه عن بناء مركز إسلامي في مانهاتن وانتقاده للحظر الاسلامي (الامر الذي اثار جدلا كبيرا) إلا أنه أشار إلى "العالم الإسلامي المجنون" حينما كان يشيد بموقف الصين مع الأقلية الصينية في الإيجور.

وفي مقابلة اجراها بلومبرج، قال إن هذا ما كان من المفترض أن تفعله السلطات بعد الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها البلاد، مشيراً إلى أن الهدف الوحيد كان الحصول على أكبر قدر من المعلومات لحماية البلاد من الإرهاب بعد أن قتل 3000 شخص.

 

ووفقا للتقرير ذهبت الإجراءات المتبعة في هذا الوقت إلى اقصى حد فعلى سبيل المثال قامت شرطة المدينة بالتنسيق مع السلطات في أماكن بعيدة مثل بافالو وارسلت عميل سري مع طلاب جامعيين أثناء قيامهم برحلة.

 

ورفعت عدة قضايا أمام المحاكم الأمريكية ضد برنامج المراقبة الذي اتبعه بلومبرج مما نتج في النهاية عن التوصل لاتفاق تسوية مع محكمة لم توافق على قانونيته، وتم الغائه عام 2014.

 

وقال مايكل بلومبرج أثناء المقابلة إنه لا يعتقد أن "جميع المسلمين إرهابيون، أو أن كل الإرهابيين مسلمون"، وذكر دعمه لاحد المساجد في إشارة منه لاحترامه حرية الأديان، وأضاف أن كل الإرهابيين في أحداث 11 سبتمبر كانوا من نفس المكان وجميعهم اشتركوا في ديانة واحدة وإذا لم يكونوا مسلمين كان سيتم اتباع نفس التدابير.

 

وقالت الصحيفة إنه لم ينتج عن البرنامج أي عملية اعتقال أو اكتشاف مؤامرة إرهابية محتملة.

ومن جانبه وصف عمدة دي بلاسيو المراقبة بأنها عنصرية وذات نتائج عكسية، حيث هاجم بلومبرج في تدوينة على موقع تويتر قائلا عن برنامج المراقبة السرية للمسلمين في نيويورك : "برنامج مراقبة بلومبرج كان عنصري وجاء بنتائج عكسية سوف أخبرك بما فعله، لقد جعلنا هذا في الواقع أقل أمانًا لقد ولدت الاستياء وعدم الثقة، فقط عندما كنا في أمس الحاجة إلى جلب الشرطة لدينا والمجتمع المسلم لدينا معا. بالفشل."

 

 


هذا الخبر منقول من اليوم السابع