من جديد تعود المقاصد السياحية المصرية للتألق فى المعارض الدولية، حيث تحل المقاصد السياحية المصرية بمنتجعاتها الفريدة ضيفا مميزا على معرض صربيا السياحى، ليكون محطة جديدة للترويج للسياحة المصرية فى قلب أوروبا السوق صاحب النصيب الأكبر لأعداد السائحين خلال العام الماضى.
ويعمل القطاع السياحى بشقيه الرسمى والخاص على وضع اللمسات الاخيرة لمشاركة مصر الخميس المقبل فى فعاليات الدورة 42 لمعرض بلجراد الدولي للسياحة بالعاصمة الصربية بلجراد، حيث ستكون مصر دولة شريك (ضيف شرف) هذا العام.
وتأتى أهمية المعرض من كون مصر ضيف شرف المعرض هذا العام مما يعد فرصة جيدة لبحث مزيد من التعاون السياحي المشترك بين البلدين، ودفع الحركة السياحية الوافدة من السوق الصربي باعتباره أحد الأسواق السياحية الواعدة والتي شهدت مصر زيادة ملحوظة فى أعداد السائحين الوافدين منها، حيث يُشارك في النسخة الحالية 50 دولة يُمثلهم 250 عارضاً، بالإضافة إلى 650 عارضاً من صربيا.
ويعد معرض بلجراد الدولي للسياحة هو أكبر حدث سياحي في جنوب شرق أوروبا، وينعقد هذا العام تحت شعار "خطوة الي الأمام"، وتأتى المشاركة المصرية فى الوقت الذى تسعى فيه وزارة السياحة والاثار إلى تحقيق طفرة فى ايرادات السياحة خلال العام 2020، وطرق أسواق جديدة، حيث قال أحمد يوسف رئيس هيئة تنشيط السياحة أن الهيئة تعمل على دراسة الأسواق السياحية المختلفة ومعرفة أفضل الأنماط والأنشطة المفضلة لهم للاهتمام بها وتسليط الضوء عليها لجذبهم.
ولفت إلى أن منطقة شرق أوروبا من أهم المناطق المستهدفة بالنسبة لمصر لزيادة الحركة السياحية منها، بالإضافة إلى الزيادات السنوية المعتادة من الأسواق لمصر من دول أوروبا الغربية والدول العربية.
وأكد أن تلك المشاركة المكثفة تأتى فى إطار العمل على خطة الهيئة لإستهداف أسواق جديدة فى أوروبا وأمريكا وغيرها من الأسواق لزيادة الحركة السياحية للمقاصد المصرية.
وأعرب عن تفاؤله بأن تحقق السياحة المصرية طفرة جديدة خلال العام الجارى، خاصة أن المؤشرات خلال العام الماضى تبشر بالخير، إلا أنه نوه إلى ضرورة الإعتماد على فتح أسواق جديدة وواعدة ووضع خطط تنشيطية لها، لافتا إلى أن السوق الصربى هو أحد تلك الأسواق.
وأشار إلى أن القطاع السياحى المصرى نجح مؤخرا فى اجتياز هذا الحاجز واتجه إلى أسواق سياحية متنوعة بعيدا عن تلك التقليدية التى اعتدنا عليها فى السابق، لافتا إلى أن هذا التوجه له دور مهم.
وعقدت غادة شلبي نائبة وزير السياحة والآثار لشئون السياحة، قد عقدت اجتماعا تنسيقيا مع أعضاء الوفد المصرى المشارك في المعرض، فى حضور ممثلين عن غرفة المنشآت الفندقية، وبعض شركات السياحة والطيران المشاركة في هذا المعرض، وجمعية مسثمرى البحر الأحمر، بالإضافة إلى عدد من ممثلى الوزارة والهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي.
وخلال الاجتماع عرض الحضور بعض المقترحات التي من شأنها أن تساهم فى زيادة السياحة الوافدة من السوق الصربي خاصة في ظل كون هذا السوق له دورا مركزيا في وسط دول البلقان بمنطقة شرق أوروبا، حيث أكدت شلبى على أهمية تضافر الجهود بين وزارة السياحة والآثار وشركاء المهنة من قطاع السياحة بأكمله لإظهار مصر بصورة مشرفة تليق بمكانتها الدولية وتراثها العريق أمام العالم.
وسيتم افتتاح الجناح الخاص بمصر بالمعرض الذى تستضيفه العاصمة الصربية بلجراد ويستمر حتى 23من الشهر الجارى، وبحضور السفير المصرى فى صربيا عمرو الجويلي، حيث تبلغ مساحة الجناح المصرى 200 متر، حيث يكتسب تصميم الجناح طابعاً فرعونياً يُساهم في الترويج للسياحة الثقافية خاصة في ضوء التحضيرات الجارية لافتتاح المتحف المصري الكبير.
وتعد هذه المرة الأولى التى تشارك فيها مصر بشكل رسمى فى مؤتمر سياحى كبير بصربيا حيث اقتصرت المشاركة العام الماضى على منتجعات البحر الأحمر فقط.
وشهدت الساعات الماضية جهودا من السفير المصرى فى صربيا لوضع اللمسات النهائية قبل افتتاح الجناح، حيث تأتى تلك المشاركة بالتنسيق بين كافة القطاعات السياحية ووزارة السياحة ولأثار وهيئة تنشيط السياحة، وجمعية مستثمري البحر الأحمر و غرفة المنشآت الفندقية.
وأكد عدد من المستثمرين المشاركين فى المعرض أن جهودا كبيرة بذلتها السفارة المصرية لوضع برنامج حافل على مدار أيام المعرض لإظهار المقاصد السياحية المصرية فى أبهى صورها، وتوفير لقاءات مع المسئولين الصرب وممثلى قنوات الإعلام والصحافة لضمان اكبر ترويج خلال أيام المعرض
ويتضمن جدول أعمال المؤتمر لقاءات بالمستثمرين ورجال الأعمال بصربيا، فضلا عن افتتاح مهرجان للأفلام المصرية مترجمة للغة الصربية، وكذلك إقامة ليلة مصرية تليق بسمعة السياحة لمصر ومدعو لها العديد من من المسئولين الصربيين والإعلاميين ورجال السياحة بالصرب .
وأكد عمروالجويلى أن مشاركة مصر كضيف شرف في المعرض تأتى في سياق تنامي العلاقات الثنائية مع صربيا، والتي توجت بترفيع مستوى عقد اللجنة الاقتصادية المشتركة لتصبح برئاسة وزيري خارجية البلدين، وتشكيل مجلس الأعمال المصري الصربي المُشترك المنتظر انعقاد دورته الأولى هذا العام فضلاً عن التوقيع على عدد من اتفاقيات التوأمة بين مدن مصرية وصربية.
وأشاد سفير مصر لدى صربيا بالتنسيق الدائم مع نائب وزير السياحة والآثار لشئون السياحة غادة شلبي، لا سيما أن مُشاركة الوفد الحكومي المصري رفيع المستوى ستُمثل فرصة هامة لتطوير التعاون في مجال السياحة بين البلدين حيث ستشمل لقاءات ثنائية مع نائب رئيس الوزراء وزير التجارة والسياحة والاتصالات ومديرة المنظمة الوطنية للسياحة الصربية، وذلك لبحث أطر التعاون المشترك وسبل تفعيل مذكرة التفاهم الموقعة بين البلدين في مجال السياحة.
ونوه "الجويلى" إلى أن الأنشطة ستمتد أيضاً إلى قطاع الأعمال، حيث تقوم السفارة بتنظيم مائدة مستديرة بعنوان "آفاق جديدة: فرص السياحة بين مصر وصربيا في العقد الجديد"، يوم 20 فبراير الجاري بمشاركة مُمثلين عن الحكومتين ووكلاء السفر ومُشغلي الرحلات بالبلدين، داعياً الشركات المصرية المشاركة لطرح عروض مُحددة تُساهم في الترويج للمقاصد السياحية المصرية خلال المعرض.
وقال سفير مصر في بلجراد أن مشاركة مصر كضيف شرف ستشمل أيضاً تنظيم مائدة مستديرة حول الآثار والسياحة: نموذج المتحف المصرى الكبير" يتحدث خلالها علماء المصريات الصرب بهدف الترويج للسياحة الثقافية، وتنويع مقاصد السياحة الوافدة من صربيا التي تتركز حالياً على السياحة الشاطئية.
وأضاف أن السفارة ستقوم كذلك بتظيم مائدة مستديرة بعنوان "صحافة السفر والسياحة: مصر بعيون الصحفيين الصرب" يتحدث خلالها أعضاء الوفدين الإعلاميين الذين قاما بزيارة مصر خلال العامين الماضيين، فضلاً عن تقديم نموذج جديد عن "مستقبل التعاون في مجال السياحة البيئية في مصر وصربيا"، تناقشه مائدة مستديرة يُشارك فيها ممثلو وزارة البيئة من البلدين، بما يعكس تطور الفكر السياحي ويُساهم في تدعيم التعاون الثنائي على ضوء رئاسة مصر للجنة التنمية المُستدامة لمنظمة السياحة العالمية، والتي تضطلع صربيا فيها بمنصب نائب الرئيس.
وأثنى سفير مصر في بلجراد على التحضيرات الماضية على قدم وساق بما في ذلك تنفيذ الجناح ومشاركة العارضين المصريين، بإشراف من هيئة تنشيط السياحة برئاسة المهندس أحمد يوسف.
وتعد صربيا الدولة الواقعة في مفترق الطرق بين وسط وجنوب شرق أوروبا من الأسواق السياحية الواعدة التى تضعها وزارة السياحة فى أولوياتها، حيث تشير الإحصائيات إلى أنها تُصدر مليون سائح سنويا للخارج، ولم تحصل مصر حتى الآن على حصة عادلة منها، وهو الأمر الذى وجه الأنظار تجاه ضرورة التواجد فى هذا المعرض الهام.
هذا الخبر منقول من اليوم السابع