بوابة صوت بلادى بأمريكا

فى الذكرى الـ38 لوفاة البطل المصرى رأفت الهجان.. جاك بيتون الألمانى وديفيد شارل سمحون الإسرائيلى.. اليوم السابع فى "دار مشتات" بألمانيا محل إقامته.. وجولة فى المقابر التاريخية بحثا عن مدفنه.. صور

الطريق إلى دارمشتات بألمانيا، المدينة التى عاش فيها البطل المصرى رأفت الهجان "رفعت الجمال"، يستغرق نحو 15 دقيقة من مدينة فرانكفورت التابعة لولاية هيسن الألمانية، إذ تبعد المسافة نحو 35 كيلومترا فقط، ولا سيما أن الطريق الرابط بينها، هو طريق دولى مفتوح فيه السرعات، وعلى جانبيه محطات الأتوبيس الكهربائي الجديد، التى تمتد لمسافة نحو 10 كيلومترات على جانبى الطريق.

مدينة دار مشتات 

مدخل المدينة من اتجاه فرانكفورت تقع فيه شركة مرسيدس العملاقة، ثم محطة القطارات المركزية، وعلى بعد نحو 10 دقائق بالسيارة من وسط المدينة تقع مقابر دار مشتات الكبيرة، والتى تضم قبر رأفت الهجان، وقبور بعضها يرجع إلى عام 1846.

الملاحظ أن هناك خارطة للمقابر على اليمين من البوابة، وعلى اليسار كافيتريا تقدم المأكولات الخفيفة والمشروبات للزائرين، يقطع المقابر طريقا طويلا يصل لنحو 800 متر تقطعه عدم طرق جانبيه فى منطقة أشبه بالغابات الشجرية، المقابر تضم رفات متوفين على اليمين من الحرب العالمية الأولى.

ذهبنا هناك بحثا عن مزايا تلك البلد التى فضل بطلنا المصرى رأفت الهجان العيش فيها، ثم انتقلنا بحثا عن مقبرته، حيث توفى بطلنا فى 30 يناير 1982، ودفن يوم 3 فبراير من نفس العام.

ورأفت الهجان هو الاسم الحركى للمواطن المصرى رفعت على سليمان الجمال الذى ولد فى 1 يوليو 1927 وتوفى فى 30 يناير 1982، وبطلنا رحل إلى إسرائيل بتكليف من المخابرات المصرية فى إطار خطة منظمة فى يونيو عام 1956 مع بداية هجرته إلى المانيا واقامته فى دار مشتات وهى منطقة تسكنها جالية يهودية، وتمكن من إقامة مصالح تجارية واسعة وناجحة فى تل أبيب وأصبح شخصية بارزة فى المجتمع الإسرائيلى.

الهجان قام ولسنوات طويلة تحت اسم ديفيد شارل سمحون بالتجسس وإمداد جهاز المخابرات المصرى بمعلومات مهمة تحت ستار شركة سياحية داخل إسرائيل حيث زودنا بمعلومات خطيرة منها موعد حرب يونيو لسنة 1967 وكان له دور فعال فى الإعداد لحرب أكتوبر سنة 1973 بعد أن زود مصر بتفاصيل عن خط بارليف.

عاش الهجان نحو 17 عاما فى إسرائيل ثم تعاقد بعد انتار اكتوبر 1973 وظل بقية حياته فى ألمانيا تحت اسم جاك بيتون حيث أنجب طفله الوحيد دانيال من زوجته الألمانية وله حفيد يدعى اسكندر التى لم تعرف حقيقته إلا يوم وفاته، تزوج مرتين الأولى من إلى فالفرود والثانية من فالتراود بيتون.

 

  

محرر اليوم السابع فى مقابر دار مشتات 

المدينة التى عاش فيها رافت الهجان "دارمشتادت" بالألمانية Darmstadt هى مدينة تقع فى ولاية هسن الألمانية، وبحسب المعلومات يزيد عدد سكانها حاليا على 250 ألف موطن، وتضم المدينة جامعة دارمشتادت التقنية، أحد أقوى جامعات ألمانيا فى المجال الهندسى، وتقع قرب مطار فرانكفورت وتشتهر بالصناعات التكنولوجية وبها مقر المركز الفضائى الأوروبى.

تنتمى أغلب كنائسها إلى الكنيسة البروتستانتية، كما بها مساجد للجاليات المسلمة التركية والعربية والأمازيغية أشهرها مسجد الأمير سلطان (جالية الأتراك) ومسجد السلام (جالية المغاربة) ومسجد الرحمة (جالية العرب).

فى المدينة يقع فى المدينة قبر بطلنا لكن لا أحد يعرفه هناك لا من الألمان ولا حتى من الجاليات العربية والمسلمة التى تعيش فى المدينة بل تفاجأ بعض ممن سألناهم عن مكان قبره بذلك وبأنه مدفون هناك.

 وتتميّز هذه المدينة بطرازها المعمارى الذى مازال محافظاً على شكله القديم الساحر والعريق، إضافة إلى وجود بعض الأبنية الحديثة وتبلغ مساحتها حوالى 122.23كم²، وترتفع فوق مستوى سطح البحر بما يقرب 144م.

كما تضم المدينة التى تشبه المدن الخضراء متحف ميسيل وهو من أهمّ المتاحف المتعلّقة بالأحفوريّات، والذى يقصده معظم علماء العالم، ويبعد حوالى خمسة كيلومترات عن المدينة.

 

جانب من المقابر

كما أن حفرة ميسيل التى تقع على مقربةٍ من المدينة دار لها شهرة كبيرة، وخاصّة بعد إعلانها من منظمة اليونسكو بأنّها من مواقع التراث العالمى، وكان ذلك فى عام 1990م.

 تُعتبر هذه الحفرة منجماً مهماً فى تاريخ المنطقة، حيث عثر فيها على أحافير لحيوانات تعود لأكثر من أربعين مليون عاماً، وتعود للعصر الإيوسينى، وأغلبها من الحيوانات المنقرضة، وهى متنوعة ما بين حشرات أو فقاريات أو نباتات متحجّرة، وأهمّ الأحافير التى عُثر عليها من الحيوانات المنقرضة هما الحصانان Eurohipus، وPropalaeotherium، وطائر الكركى المنقرض والمعروف باسم ميسيلورنيس كريستاتا، وداروينيوس ماسيلاى، وثعبان ذو حجم كبير يعود إلى عائلة بيثور المنقرضة، ويُعرف باسم Palaeophthon fischeri، وأسماك Amphiperca multiformis المنقرضة، وأيضاً الخنفساء ذات الدرع البرّاق، ولوجود هذه الحفرة بالقرب من دار مشتات علا شأن المدينة، وكثر روّادها وقاصدوها.

تمتاز مدينة دار مشتات بطاعب معمارى مميز، فعند دخولك إلى مدينة دارمشتات يمكنك ملاحظة أبنية فخمة تعود إلى القرن الثامن عشر، حين كانت المدينة مقراً للدوق الأكبر.

ويقع قصر الدوق فى مركز المدينة تقابله دار البلدية التى تطل على ساحة السوق، والتى يرجع بناؤها إلى عصر النهضة.

 ولا يقتصر الأمر على المبانى، فالحدائق العامة منتشرة فى شتى أنحاء المدينة وتتميز بمقصوراتها وقصورها الصغيرة من عصر الباروك أيضاً.

 

مدخل مقابر دارمشتات 

 أما مرتفعات ماتيلدا، فهي تحوي العديد من المباني الفنية المتميزة، فبها متحف ومبنى للمعارض وبرج حفلات الزفاف وحديقة كبيرة وبيوت الفنانين مكونة بذلك منتجع فني كبير وجميل أنشئ قبل مئة عام. تشكل مرتفعات ماتيلدا مركزاً جاذباً لعدد من المعاهد الفنية العالمية المشهورة، لذلك اختار عدد منها أن يجعل مركزه الرئيسي في هذا المجمع الفني الجميل.

جزء من المقابر

ومن مزايا تلك المدينة أيضا ووفق المعلومات المعلنة والمتداولة، أن عدد العاملين فى مجال البحث والتطوير يضعها على رأس المدن الألمانية فى هذا المجال. جامعتها التقنية شهدت اختراع الساعة اللاسلكية على يد البروفسير هيلبرت، علاوة على ذلك أنشأت المدينة جامعات ومعاهد تدرس اختصاصات جديدة، وحضرت الأفواج من الطلبة إلى المدينة.

فى أواخر القرن التاسع عشر، أقيمت أول كلية للالكترونيات فى ألمانيا فى تلك المدينة الصغيرة، وفى عام 1913 ً أسس معهد لتدريس علم الملاحة الجوية وهندسة الطيران.

 فى مذكراته يكشف "رفعت الجمَّال" بأنه قد انضمّ، أثناء وجوده فى الإسكندرية، إلى الوحدة اليهودية (131)، التى أنشأها الكولونيل اليهودى إبراهام دار، لحساب المخابرات الحربية الإسرائيلية "أمان"، والتى شرع بعض أفرادها فى القيام بعمليات تخريبية، ضد بعض المنشآت الأمريكية والأجنبية، على نحو يجعلها تبدو كما لو أنها من صنع بعض المنظمات التحتية المصرية، فيما عرف بعدها باسم فضيحة لافون، نسبة إلى بنحاس لافون، وزير الدفاع الإسرائيلى آنذاك. وفى الوحدة (131)، كان (رفعت الجمَّال) زميلاً لعدد من الأسماء، التى أصبحت فيما بعد شديدة الأهمية مثل مارسيل نينو وماكس بينيت، وإيلى كوهين، ذلك الجاسوس الذى كاد يحتلّ منصبًا شديد الحساسية والخطورة، بعد هذا بعدة سنوات، فى سوريا.


مقابر دارمشتات

 

أثناء رحلة الجمّال الطويلة فى مشوار عمله الجاسوسى والاستخبارى تنقل لعدد من المحطات المهمة للوثوب إلى هدفه أهمها فرنسا وإيطاليا والعراق الذى زارها بمهمة رسمية عام 1965 على عهد الرئيس العراقى الراحل عبد السلام عارف ضمن اتفاق الوحدة الثلاثية بين مصر والعراق وسوريا حيث اتفقت الحكومات الثلاث لاتخاذ خطوات من شأنها تفعيل الإجراءات الخاصة بالوحدة من خلال تنفيذ خطة التبادل الاستراتيجى للدفاع المشترك الخاص بانتشار القطع العسكرية لتلك الدول على أراضيها حيث أرسلت بعض وحدات المشاة وأسراب الطائرات العراقية لمصر وسوريا وتم استقبال وحدات تلك الدول فى العراق بضمنها كتيبة من القوات الخاصة المصرية ومجموعة من عناصر جهاز المخابرات المصرى العامل ضد "إسرائيل" وكان بضمنهم رفعت الجمال.

ويضيف رأفت الهجان مرة أخرى وجدت نفسى أقف عند نقطة تحول خطيرة فى حياتي.

لم أكن أتصور أننى ما أزال مدينًا لهم، ولكن الأمر كان شديد الحساسية عندما يتعلق بجهاز المخابرات.

فمن ناحية روعتنى فكرة الذهاب إلى قلب عرين الأسد. فليس ثمة مكان للاختباء فى إسرائيل، وإذا قُبض على هناك فسوف يسدل الستار على نهائيًا والمعروف أن إسرائيل لا تضيع وقتًا مع العملاء الأجانب. يستجوبونهم ثم يقتلونهم. ولست مشوقًا إلى ذلك. ولكنى كنت أصبحت راسخ القدمين فى الدور الذى تقمصته، كما لو كنت أمثل دورًا فى السينما، وكنت قد أحببت قيامى بدور "جاك بيتون". أحببت اللعبة، والفارق الوحيد هذه المرة هو أن المسرح الذى سأؤدى عليه دورى هو العالم باتساعه، وموضوع الرواية هو الجاسوسية الدولية. وقلت فى نفسى أى عرض مسرحى مذهل هذا؟... لقد اعتدت دائمًا وبصورة ما أن أكون مغامرًا مقامرًا، وأحببت مذاق المخاطرة. وتدبرت أمرى فى إطار هذه الأفكار، وتبين لى أن لا خيار أمامي.

سوف أؤدى أفضل أدوار حياتى لأواجه خيارين فى نهاية المطاف: إما أن يُقبض على واستجوب وأشنق، أو أن أنجح فى أداء الدور واستحق عليه جائزة الأوسكار.

 


دار مشتات

 

قرر الهجان أن يكتب مذكراته، وأودعها لدى محاميه، على أن يتم تسليمها لزوجته بعد وفاته بثلاث سنوات حتى تكون قد استعادت رباط جأشها ولديها القدرة على أن تتماسك وتتفهم حقيقة زوجها الذى عاش معها طوال هذه السنوات الطوال ويروى فى مذكراته كيف حصل على امتياز التنقيب عن البترول المصرى، فى عام 1977 ليعود أخيرًا إلى مصر وفى نهاية مذكراته، يتحدَّث رفعت الجمَّال عن إصابته بمرض خبيث، وتلقيه العلاج الكيمائى، فى أكتوبر، وقد كتب "الجمال" وصية تفتح فى حال وفاته، وكان نصها كالتالى : رأفت الهجان هذه وصيتي. أضعها أمانة فى أيديكم الكريمة. السلام على من اتبع الهدى. بسم الله الرحمن الرحيم إنّا لله وإنّا إليه راجعون لقد سبق وتركت معكم ما يشبه وصية، وأرجو التكرم باعتبارها لاغية، وها أنا ذا أقدم لسيادتكم وصيتى بعد تعديلها إلى ما هو آت: فى حالة عدم عودتى حيا أرزق إلى أرض الوطن الحبيب مصر أى أن تكتشف حقيقة أمرى فى إسرائيل، وينتهى بى الأمر إلى المصير المحتوم الوحيد فى هذه الحال، وهو الإعدام شنقا، فإننى أرجو صرف المبالغ الآتية:

لأخى من أبى سالم على الجمال، القاطن برقم شارع الإمام على مبلغ جنيه.

 أعتقد أنه يساوى أن لم يكن يزيد على المبالغ التى صرفها على منذ وفاة المرحوم والدى عام 1935، وبذلك أصبح غير مدين له بشيء.

لأخى حبيب على الهجان، ومكتبه بشارع عماد الدين رقم، مبلغ كان يدّعى أنى مدين له به، وليترحم على أن أراد.

مبلغ لشقيقتى العزيزة حرم الصاغ والمقيمة بشارع الفيوم رقم بمصر الجديدة بصفة هدية رمزية متواضعة منى لها، وأسألها الدعاء لى دائما بالرحمة.

المبلغ المتبقى من مستحقاتى يقسم كالآتي: نصف المبلغ لنجل الصاغ وشقيقتى، وليعلم أننى كنت أكن له محبة كبيرة. النصف الثانى يصرف لملاجئ الأيتام بذلك أكون قد أبرأت ذمتى أمام الله، بعد أن بذلت كل ما فى وسعى لخدمة الوطن العزيز، والله أكبر والعزة لمصر الحبيبة إنا لله وإنا إليه راجعون.


وسط مدينة دارمشتات الالمانية

 

 

محطة قطارات دارمشتات

وفيما يتعلق بزوجته وحسب ما ذكره الكاتب الصحفى الكبير، سعيد الشحات فى زاويته "ذات يوم" المنشورة باليوم السابع يوم 3 فبراير 2017 تلقت «فالتر واد بيتون» زوجة «جاك بيتون» مكالمة من المستشفى بألمانيا بوفاة زوجها يوم 30 يناير 1982، بعد معاناة من سرطان الرئة، فأجرت عدة اتصالات بأصدقائه لإبلاغهم بالخبر، كان من بينها اتصال بـ«محمد الجمال»، الذى جاء وفور وصوله طالبا منها بأن ينفرد بها لبضع دقائق، وفيها أخبرها بالمفاجأة المذهلة: «زوجك ليس اسمه جاك بيتون، بل رفعت على سليمان الجمال، رأفت الهجان فى المسلسل الشهير، الذى حمل نفس الاسم» وهو عمى، شقيق أبى سامى، وهو ليس يهوديًا بل مسلم، وأنه عميل سرى لجهاز المخابرات المصرية، الذى زرعه فى إسرائيل».

 


الطريق المؤدى للمقابر

 

 

انقلبت حياة الزوجة رأسا على عقب فور سماعها هذا الكلام حسب تأكيدها فى كتاب «18 عامًا خداعًا لإسرائيل - قصة الجاسوس المصرى رفعت الجمال»، «مؤسسة الأهرام - القاهرة»، ويحتوى الكتاب على نص رسالة طويلة من الجمال تركها لدى محامى الأسرة شرط أن يتم فتحها بعد ثلاث سنوات من وفاته، وفيها يكشف عن حقيقته، كما يحتوى على مذكراتها هى معه منذ بداية تعارفهما حتى زواجهما واستقرارهما فى ألمانيا موطنها، غير أن كشف «محمد الجمال» «لحقيقة عمه لها عجل بمعرفتها أصل الزوج، الذى عاشت معه وأحبته وأنجبت منه ولدا دون أن تعرف حقيقته، التى أخفاها عنها بتقديم نفسه إليها وإلى غيرها كما تؤكد هى، بأنه يهودى فرنسى ولد فى مدينة المنصورة يوم 23 أغسطس 1929، وأبوه كان رجل أعمال فرنسيا عمل فى مصر وتزوج من مصرية ولدت له ابنين، كان جاك هو الأكبر، وانتحر روبرت الأخ الأصغر، وبعد وفاة أم جاك تزوج أبوه للمرة الثانية من امرأة فرنسية، ومن ثم أصبحت حياة جاك غير مريحة مع أختيه من زوجة أبيه، فآثر الهروب.تعلق فالتر:”تلك هى القصة التى صدقناها دائمًا».

 

 

 

وسط مدينة دارمشتات

 

اتصلت «فالتر» بمحمد الجمال، لأنه كان حسب قولها: «صديقا مصريا لزوجها يعيش فى ألمانيا»، وتتذكر: «لازمنا الجمال طوال فترة مرض جاك، كان يأتى ويذهب باستمرار ويجلس معه ساعات طويلة يثرثران باللغة العربية، قبل ذلك كان محمد  قد بقى معنا فى البيت عندما جاء لألمانيا لأول مرة وعاش معنا لفترة باعتباره ابن أستاذه ومدرسه السابق فى مصر، حتى هيأنا له وظيفة فى مستشفى «ماينز» الجامعى كطبيب وعندها انتقل من عندنا ليعيش فى «ماينز».

 


المدينة التى عاش فيما رافت الهجان

 

اشترت الزوجة تابوتا من نوع جيد، وبدأت إجراءات الجنازة كما تؤكد فى العاشرة من صباح 3 فبراير «مثل هذا اليوم» 1982، ووفقا للزوجة: «التزمنا فيها بجميع القواعد والمراسم المتبعة فى ألمانيا واخترنا له الملابس، التى سيرتديها ووسادة حرير وغطاء من الحرير لونه أبيض ضارب إلى الصفرة، وقامت بكل هذه الإجراءات شركة لدفن الموتى لأنه من غير المسموح به فى ألمانيا إبقاء جثث الموتى فى البيوت.. أغلقنا التابوت وغطيناه بـ600 زهرة حمراء، وأجرى القس جميع الإجراءات،ثم حملوا التابوت فى سيارة مغلقة إلى المقبرة، حيث تحدث القس مرة ثانية عن مناقبه، وتلا صلاة قصيرة، وهناك وقف محمد يقرأ القرآن من مصحف معه بصوت عال، والناس مندهشون ينظرون إليه باستغراب، لم يكونوا يعرفون ماذا يقول أو يفعل، وبعد ذلك أنزلوا التابوت فى المقبرة، ونثر الحاضرون الزهور والتراب ثم قدموا إلى عزائهم».

 


ميدان فى مدينة دارمشتات

 

عقب الدفن تناول المعزون الطعام كما تقضى التقاليد فى ألمانيا، وتؤكد «فالتر» أن القصة التى رواها «محمد الجمال» لم تفارقها، فجاءت إلى مصر فى العاشر من فبراير 1982 لتجرى عملية بحث واسعة النطاق عن الحقيقة.


هذا الخبر منقول من اليوم السابع