تستعد دور النشر المسيحية للمشاركة فى معرض القاهرة الدولى للكتاب الذى ينطلق فى الثانى والعشرين من يناير الجارى، إذ تتنوع إصدارات دور النشر المشاركة من بينها دار رسالتنا للنشر ودار النشر الأسقفية ومدرسة الإسكندرية للدراسات المسيحية بالإضافة إلى دار الكتاب المقدس وغيرها.
يعود الكاتب الصحفى روبير الفارس للاشتباك من جديد بكتابه أنياب القديس الذى يطرح فيه وجهات نظر المستبعدين فى عصر البابا شنودة يستند الفارس فى مقدمة كتابه إلى مقال للبابا شنودة يقول فيه: إذا أردت أن تكون عادلاً فى أحكامك على الناس، ينبغى باستمرار أن تستمع إلى الطرف الآخر، ولا تأخذ الحقائق من جانب واحد فقط، فمن حق كل إنسان أن يوضح موقفه. ومن حقه أن يدافع عن نفسه فى كل ما يُنسَب إليه، ولا يجوز لنا أن نحكم على أحد بمجرد السماع، ومجرد ما يُقال عنه.
ربما الذى تحدَّث ضده، لم يرَ بنفسه، ولم يسمع المعلومات من مصدر وثيق. وربما فهم الأمور بطريقة خاطئة. واستنتاجاته. وقد تكون هذه الاستنتاجات سليمة، وهناك خلفيات لا يعرفها.
إن قالت لك امرأة أن زوجها يعاملها معاملة سيئة، اسألها: لماذا؟ وماذا فعلتِ حتى يعامِلك هكذا؟ ثم اسأل الطرف الآخر: ماذا حدث؟ ولماذا؟ وبهذا تأخذ صورة متكاملة عن الموضوع، وتكون قد استمعت إلى الطرفين.
تصور أن الله نفسه العالِم بكل شيء، سأل حواء وآدم والحية، قبل أن يُصدِر حكمه. وسأل قايين، لقد أعطى الطرف الآخر فرصة ليتحدث عن نفسه، ويوضح موقفه. وأن يدافع عن نفسه أن أراد.
وسؤال الطرف الآخر، ليس القصد منه مجرد معرفة الحقيقة ومعرفتها من جميع جوانبها، ومعرفة ظروفها وأسبابها.
إنما سؤال الطرف الآخر، قد يعطيه الفرصة للاعتذار، ولتصحيح موقفه، ومعالجة نتائج تصرفه، وإضافة فهم إلى فهمه، مثل ما جاء فى العهد القديم عندما قامت المرأة الحكيمة أبيجايل لما تحدثت مع داود، أعطته فرصة أن يرجع عن قراره ولا ينتقم لنفسه (سفر صموئيل الأول 25: 33)، وناثان النبى لما تحدث مع داود، أعطاه فرصة أن يفهم عمق خطيئته، وأن يعترف قائلاً: "أخطأت إلى الرب" (سفر صموئيل الثانى 12: 13).
وفى علاقاتك أنت مع الناس، حاول أن تفهم الطرف الآخر، حتى أن كان يُعارِضَك. افهم وجهة نظره، ونوع عقليته ونفسيته، لكى تعرف كيف تتعامل معه.
لا تنظر إلى الطرف الآخر باستمرار كعدو. إنما حاوِل أن تدرس وجهة نظره، وتتفاهم معه، وتصل إلى حل، فى حب".
ويوضح الفارس لليوم السابع أن الكتاب يعطى فرصة للطرف الآخر ممن وُصِفوا بالمختلفين مع البابا شنودة الثالث، أو يعتبرهم البعض أعداء له.
أما دار رسالتنا للنشر، فتدخل المعرض الجديد بسلسلة إصدارات متنوعة من بينها
كتاب شمس البر، دراسة فى قداس القديس يوحنا الحبيب، وهو من تراث قداسات الكنيسة الأثيوبية الشقيقة للكنيسة القبطية، وكان يعتقد إلى وقت قريب أنه من صلوات الكنيسة القبطية التى اندثرت مع الوقت، ولكن البحث ربما له رأى آخر، كما انه دراسة فى الفكر اللاهوتى الذى يقدمه القداس مع ترجمة لنصه من النص الأصلى، الكتاب أعده مينا رمزى ومن مراجعة الأنبا مكاريوس أسقف المنيا.
وكذلك تصدر الدار كتاب رؤية شرقية لقانون الكتاب المقدس، يوئيل كالفسماكى، ودانيل لوين، ترجمة وائل مكرم، الكتاب يتحدث عن قانونية العهد القديم وأصل الترجمة السبعينية ومنظوراها الإيمانى وأيضا، وقانونية العهد الجديد وكيف تكونت هذه القانونية عبر تاريخ الكنيسة المبكر فى الشرق المسيحي.
بينما يدخل المرنم ماهر فايز منطقة جديدة بكتابه الذى يطرح سؤالا لماذا لا يوجد تصوف فى المسيحية؟، ويعد هذا الكتاب هو الأول من نوعه لإيضاح معنى ومفهوم التصوُّف، وهل يوجد أو لا يوجد هذا المعنى فى المسيحية، وقد علّق عليه الدكتور القس جاد الله الطيب، راعى الكنيسة العربية الإنجيلية ببريطانيا بقوله:
أكبر العقبات التى تواجه أى باحث مخلص عندما ينقب فى الموروثات الدينية، ويزيح الغبار المتراكم على بعض الأفكار الأصيلة والخبرات الروحية التى لا يمكن التغاضى عنها أو تجاهلها، بسبب عدم ضبط المصطلح المنسوب لتلك الخبرات أو القناعات الروحية. قد يكون استخدام المصطلح متداول فى معتقدات تختلف عن معتقدات الباحث، أو تطور المصطلح من زمن لزمن واستخدمه فى سياقات تاريخية ودينية مختلفة. إلا شيوع المصطلح عند أجناس مختلفة ومعتقدات متباينة، لا ينزع خصوصية وتفرد ومعنى المصطلح لكل منهما على حدا
فيما خصص الباحث عماد توماس المتخصص فى المسيحية العربية جهده هذا العام لكتاب «المَسِيْحِيُّون العَرَب..سِيْرَةٌ وَمَسِيْرَةٌ» ويتناول 20 شخصية مسيحية عربية لها إسهامات مُتعددة فى الحضارة العربية، فيتعرض الكتاب للإطار المعرفى لكل شخصية من حيث التعريف بالشخص ونشاطه الفكرى ومؤلفاته وإسهاماته العلمية التى تركها. وفى تقديمه للكتاب، قال الدكتور القس أندريه زكى، رئيس الطائفة الإنجيلية بـ " مصر " : ( أن المسيحيين العرب لم يكونوا يومًا بمعزل عن الثقافة المحيطة بهم، بل دائمًا ما أثَّروا وتأثروا بالمجتمع، دائمًا ما كانوا داخل نسيج المجتمع وكان لهم دور مؤثر فيه.. فلم يعتزلوا أو ينعزلوا بل كان لهم دور رائد فى مجتمعاتهم المختلفة، كان بينهم أدباء وفلاسفة وعلماء، فالمسيحيون كانوا ولازالوا جزءًا لا يتجزَّأ من الحضارة العربية، وهذا الكتاب يقدم رؤية تاريخية وتحليلية ونقدية عن عشرين شخصية مسيحية كان لها إسهام ودور فى المجتمع وفى الحضارة العربية عمومًا، ويقدم الكاتب فى هذا الكتاب رؤية عميقة لهؤلاء العرب المسيحيين بعد الرجوع لمراجع ومصادر قديمة وحديثة على حدٍّ سواء، وتفتقر المكتبة العربية لمثل هذه الكتب التى تقدم طرحًا مختلفًا ومميزًا.
هذا الخبر منقول من اليوم السابع