الحرب العالمية "الافتراضية".. دولارات "السوشيال ميديا" تكشف تطفل موسكو على واشنطن.. هاشتاج "إعلانات صديقة" يتصدر تويتر.. "فيس بوك": 126 مليون أمريكى تلقوا محتوى ممولا من روسيا.. وسنكشف هوية المعلنين السياسيين


كتبت رانيا فزاع

لفترة طويلة كانت إعلانات "السوشيال ميديا" أداة ترويج للسلع والمنتجات ذات النفع، والبضائع التى تتمتع بقاعدة رواج واسعة، ولكنها مؤخرا خرجت من دائرة التسويق التجارى لتدخل حلبة الصراعات السياسية بين الدول، وربما تكون بداية انكشاف هذا الأمر والغوص فى تفاصيله، من محطة الإعلان الذى أطلقه موقع التواصل الاجتماعى الأشهر "فيس بوك" عن حق المستخدمين فى التعرف على شخصية المعلن، خاصة أصحاب الإعلانات السياسية .

وشرح "فيس بوك" فى إعلانه، أن هذا الموقف جزء من سياسته الموسعة فى دعم الشفافية والالتزام بالمعايير الأخلاقية، وأنه سيتبعها خلال الفترة المقبلة بشكل شامل وعلى نطاق واسع، سعيا إلى دعم الديمقراطية والمساهمة الجيدة فى الانتخابات المنتظرة فى عدد من بلدان العالم.

1020590372
 

 

اتهامات التطفل تلاحق روسيا.. و"فيس بوك" تبدأ التحرك لحصار المال السياسى

يأتى إعلان "فيس بوك" الأخير فى الوقت الذى تعانى فيه "السوشيال ميديا" من اتهامات متصاعدة بلعب دور سياسى فى انتخابات الرئاسة الأمريكية الأخيرة، وبحسب موقع CNN الإخبارى، فإن روسيا متورطة فيما أسمته الشبكة بـ"التطفل على السياسة الأمريكية باستخدام حسابات سوشيال ميديا فى موقعى فيس بوك وتويتر"، وهو ما تداولته وسائل إعلام أمريكية أخرى تحدثت عن تدخلات لروسيا والكرملين، بتخطيط مباشر من الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، للتلاعب بمسار الانتخابات الرئاسية الأمريكية ونتيجتها.

ووفق الإعلان الأخير، فمن المتوقع أن تتيح شبكة "فيس بوك" واسعة الانتشار لمستخدميها إمكانية رؤية كل الأنشطة الإعلانية التى تُدار فى أى حساب، إضافة إلى مطالعة أرشيف معلومات كامل عن الإعلانات الخاصة بالانتخابات الفيدرالية الأمريكية، كما سيطلب "فيس بوك" أيضا من أصحاب الإعلانات السياسية كشف هوياتهم وتوثيقها والتعريف بها، إضافة إلى كشف دورهم فى الانتخابات، ووفق هذه المساحة العريضة من المعلومات سيصبح بمقدور المستخدمين "النقر" ورؤية مزيد من المعلومات والتفاصيل عن المعلنين وأنشطتهم.

20171031114505455

 

إدارة "فيس بوك" تبدأ اختبار نظام الإعلان الجديد فى كندا خلال ديسمبر المقبل

بحسب موقع CNN Money، سيتم اختبار هذه التغييرات التى أعلنت عنها إدارة "فيس بوك" فى كندا خلال الشهر المقبل، وسيبدأ تأثيرها على الولايات المتحدة الأمريكية منتصف صيف العام 2018.

خطوة "فيس بوك" تمثل تحركا مهما بصدد تبديد اتهامات شابة الموقع باستخدام السياسة لتوليد مدخول إضافى عبر أعمال دعائية وإعلانية غير واضحة الهوية، ولكن الحقيقة أن "فيس بوك" ليس الموقع الوحيد هو المتهم باستخدام السياسة فى الإعلانات المدفوعة، ولكن الأمر يمتد إلى "تويتر" و"جوجل" وغيرهما، ومن المقرر أن يظهر ممثلو تلك الشركات فى جلسة استماع بمجلس الشيوخ الأمريكى خلال الفترة المقبلة، للحديث عن دورهم فى تدخل روسيا السياسى فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

ووفقا لـCNN فقد اعترفت الشركات الثلاث بأنها باعت إعلانات لعملاء روسيين، سعوا لإحداث بلبلة فى الساحة السياسية الأمريكية، وفى إطار التحركات المتواصلة للهروب من هذه الاتهامات أعلنت شركة "تويتر" عن وضع علامة على موقعها تشير للإعلانات السياسة، وتزويد المستخدمين بمعلومات عن أصحاب الإعلانات وإنفاقهم للأموال عبر الموقع، ورغم أنه من المفترض توجيه الإعلانات السياسية المدفوعة لأفراد بعينهم، فإن الإعلانات التى أطلقها الروس لم تستهدف فئة معينة، واختارت موضوعات وُصِفت بأنها تحريضية، مثل قضايا اللاجئين والهجرة وبيع السلاح.

E58545B4-601C-468F-8AE0-BAC6B60FDFFD_w1023_r1_s

فيس بوك: 126 مليون أمريكى تلقوا محتوى ممولا من روسيا بين 2015 و2017

بحسب المعلن من إدارة "فيس بوك"، فإنه وفق منظومة الإعلان الجديدة التى تحدثت عنها التعديلات، سيطلب "فيس بوك" من عملائه مزيدا من البيانات دون استثناء أى معلن، وسيطلب توثيقا من السياسيين الذين يطلقون إعلانات، وسيبدأ الأمر بالانتخابات الفيدرالية المريكية، ثم يمتد لاحقا للدول الأخرى.

وفى هذا الإطار، قال مسؤول الإعلانات بشركة "فيس بوك"، بحسب ما نقلته شبكة CNN، إن الشركة ملتزمة لأبعد حد بحماية النزاهة الانتخابية عبر موقعها، وستستمر فى عملها مع شركاء الصناعة والمحامين والمجتمع بكامله، لزيادة الشفافية والمحاسبة فى الإعلانات، وفى تحرك موازٍ لاقى هاشتاج "إعلانات صادقة" عبر موقع تويتر، دعما واسعا من عدد من السياسيين والمواطنين الأمريكيين، للمطالبة بعدم تدخل "السوشيال ميديا" فى السياسة.

على الصعيد نفسه، دعم عدد من السياسيين الأمريكيين التعديلات الجديدة الساعية لضمان نزاهة الإعلانات عبر مواقع التواصل الاجتماعى، وامتدحوا إجراءات "فيس بوك" المزمع تطبيقها قريبا، خاصة مع إعلان "فيس بوك" أنه سيُعلم المشرّعين خلال الأسبوع الجارى، بأن حوالى 126 مليون أمريكى تلقوا محتوى ممولا من الحكومة الروسية بين 2015 و2017، وهذا الرقم التقريبى يوازى نصف عدد أصوات الناخبين الأمريكيين تقريبا، وهى البيانات التى توفر فهما أكبر لحدود التدخل الروسى فى السياسة الأمريكية.

 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع