أخبار عاجلة

مستشارة رئيس إندونيسيا لـ"اليوم السابع": تعاوننا وثيق مع مصر وتاريخنا طويل ومشترك.. سرى أديننجيسو: توفير خط طيران مباشر بين البلدين يشكل حافزا لجلب مزيد من الاستثمارات.. ونسعى لتعزيز التبادل التجارى مع القاهرة


حوار – محمود محيى

القاهرة وجاكرتا لديهما القدره على تحقيق مزيد من النمو الاقتصادى الذى سينعكس على التعاون الاقتصادى بينهما

التبادل التجارى بين مصر وإندونيسيا يمثل حوالى 1% من حجم التجارة الخارجية بإندونيسيا

نعمل على تحقيق مزيد من التكامل الاقتصادى بين البلدين

 

تحتفل كلا من مصر وإندونيسيا خلال الأيام الجارية بمرور 70 عاما على العلاقات الدبلوماسية الرسمية بينهم التى بدأت عام 1947، بعد عام واحد من اعتراف مصر باستقلال جمهورية إندونيسيا يوم 18 نوفمبر 1946، وبعد ذلك تم افتتاح سفارة  إندونيسيا فى القاهرة عام 1949، لتنطلق العلاقات التاريخية بينهم نحو آفاق بعيدة لا تزال قائمة حتى يومنا هذا بقوة.

 

وتزايدت العلاقة السياسية بين الدولتين مع تبادل الزيارات بين مسئولى البلدين، والتى كان أخرها الزيارة التاريخية للرئيس عبد الفتاح السيسي لجاكرتا عام 2015، والتى فتحت الباب مجددا لتعميق العلاقات الثنائية بين البلدين فى العديد من المجالات وعلى رأسها المجال التجارى والاقتصادى، كما تظهر قوة العلاقات بين البلدين فى وجود التفاهم المتبادل فى توفير الدعم المتبادل فى ترشيح كل من الدولتين فى مختلف المحافل الدولية.

 

وقبل الزيارة المرتقبة للرئيس الإندونيسى جوكو ويدودو، إلى مصر، التقت "اليوم السابع" بالدكتورة سرى أديننجيسو، رئيسة المجلس الاستشارى لرئيس الجمهورية الإندونيسى، خلال زيارتها الأخيرة للقاهرة، وأكدت على عمق وأهمية العلاقات بين البلدين، فى مختلف المجالات السياسية والثقافية والاجتماعية وكذلك التعليم.

 

الدكتورة أديننجيسو، تعتبر من أشهر وأهم الشخصيات السياسية المرموقة فى إندونيسيا، ولدت عام 1960، ولديها خبرة طويلة فى عالم الاقتصاد على المستوى الدولى، كما أنها أستاذ محاضر فى كلية الاقتصاد بجامعة "جادجاه مادا"، وعملت كعضو فى المجلس الاستشارى للرئاسة منذ 19 يناير 2015، وعينت عضوا فى اللجنة المخصصة لفريق خبراء البرلمانات عام 2001 وانتخبت بعد ذلك أمين اللجنة الدستورية، وهى الآن تشغل رئيس المجلس الاستشارى.

 

ورئيس المجلس الاستشارى الرئاسى لجمهورية إندونيسيا هو المسئول عن أعضاء المجلس الذى تم إنشاءه بمرسوم رئاسى من الرئيس السابق سوسيلو بامبانج، فى 26 مارس 2007، وافتتحت أول دوراته فى 10 أبريل 2007.

محمود محيى محرر اليوم السابع خلال احولار مع الدكتورة سرى أديننجيسو، رئيسة المجلس الاستشارى لرئيس الجمهورية الإندونيسى
محرر اليوم السابع خلال الحوار مع الدكتورة سرى أديننجيسو

 

وإلى نص الحوار..

ماهو تقييمك للعلاقات المصرية - الإندونيسية فى الوقت الحالى؟ وكيف يمكن تعزيز تلك العلاقات خلال الفترة القادمة؟

بشكل عام أرى أن هناك تعاونا وثيقا بين البلدين فى مختلف المجالات السياسية والثقافية والاجتماعية وكذلك التعليم. وللعلاقات المصرية - الإندونيسية تاريخ طويل وتحظى بأهمية كبيرة، ولكن فيما يتعلق بالتعاون الاقتصادى فالبرغم أن العلاقات الاقتصادية لا تزال دون المستوى نظرا للتقلبات الاقتصادية العالمية وتغير أسعار مختلف السلع إلا أنه يمكن القول إنه يوجد هناك تطور فى تلك العلاقات وإن كان طفيفا.

 

ومثل هذه الصعوبات الاقتصادية تجد تحديا للعلاقات الثنائية بين البلدين، ولكن البلدين لديهما القدرة على تحقيق مزيد من النمو الاقتصادى الذى سينعكس بدوره على التعاون المشترك بينهما وسيعود بالنفع على الشعب المصرى وكذلك الإندونيسى.

 

والاقتصاد الإندونيسى ينمو وكذلك الاقتصاد المصرى وهذا سيؤدى إلى تعزيز التعاون الاقتصادى بين البلدين خلال الفترة المقبلة.

 

وماذا عن التعاون المشترك بين البلدين فى مجال السياحة؟

نأمل أن تزداد أعداد المصريين الذين يقومون بزيارة إندونيسيا خصوصا أن هناك اهتمام متزايد بين الإندونيسيين لزيارة مصر ومنطقة الشرق الأوسط بشكل عام.

 

هل تعتقدين أنه لابد من تكثيف الجهود لتعزيز التعاون فى هذا المجال الحيوى والهام؟

إن كلا البلدين لديهما مقومات سياحية ومزارات سياحية غاية الروعة، ولذا أعتقد من خلال المزيد من الحملات الترويجية للسياحة التى يقوم بها سفراء الدولتين وكذلك التبادل الثقافى بين البلدين يمكن جذب المزيد من السياح المصريين لإندونيسيا والعكس.

 

بالإضافة إلى أن كل دولة تتميز بمقومات سياحية مختلفة عن الأخرى، فعلى سبيل المثال تتمتع إندونيسيا بوجود عدد كبير من من الجزر يبلغ عددها حوالى 17 ألف جزيرة ومياه غاية فى النقاء ومناظر طبيعية خلابة تجعلها وجهة سياحية ممتازة للمصريين .

 

جانب من حوار اليوم السابع مع بالدكتورة سرى أديننجيسو
جانب من الحوار

 

هل هناك جهود تبذل لإقامة خط طيران مباشر بين القاهرة وجاكرتا؟

هذه القضية غاية فى الأهمية.. حتى الآن لا يوجد عدد كافى من رحلات الطيران، ولكن أتمنى أن يكون هناك خط طيران مباشر بين البلدين لجعل السفر أكثر سهولة مثل خطوط الطيران المباشر بين إندونيسيا ودول آسيا.

وفى حال توفر خط طيران مباشر بين القاهرة وجاكرتا، فسيكون هذا حافز لجلب مزيد من الاستثمارات والسياح المصريين لإندونيسيا ومزيد من السياح الإندونيسيين لمصر.

 

هل هناك جهود تبذل بواسطة الحكومة الإندونيسية لجذب السياح المصريين؟

بالطبع فقد قام السفير بتنظيم معرض سياحى شهر سبتمبر الماضى، ولدينا أيضا مبادرات أخرى وبالطبع أتمنى أن يكون هناك مزيد من الحملات الترويجية التى تسلط الضوء على جمال إندونيسيا والثقافة الإندونيسية لجذب مزيد من السياح.

 

ماهو حجم التبادل التجارى الحالى بين مصر وإندونيسيا؟ وهل أنت راضية عن تلك المعدلات؟

هناك نمو فى حجم التبادل التجارى بين البلدين ولكنه  نمو بطئ، فالتبادل التجارى بين مصر وإندونيسيا يمثل حوالى 1% من حجم التجارة الخارجية بإندونيسيا، ولكن كما ذكرت سابقا فأن الاقتصاد الإندونيسى ينمو وكذلك الاقتصاد المصرى الأمر الذى سيؤدى بدوره إلى مزيد من التبادل التجارى وتحقيق مزيد من التكامل الاقتصادى بين البلدين.

 

وقامت السفارة الإندونيسية بالقاهرة مؤخرا بتنظيم معرض "اكسبو اندونيسيا 2017" بالقاهرة والإسكندرية كخطوة لتحقيق مزيد من التعاون الاقتصادى بين البلدين. وأتمنى أن يكون هناك مزيد من الجهود لتعزيز التبادل التجارى المشترك فى مصر وكذلك فى إندونيسيا.

محمود محيى والدكتورة سرى أديننجيسيو
الدكتورة سرى أديننجيسيو

 

ما هى نصيحتك للنهوض بالاقتصاد المصرى على غرار النهضة الاقتصادية الإندونيسية؟

أعتقد بشكل عام أن المشكلات التى تواجه الاقتصاد المصرى، شبيهة بتلك التى واجهت الاقتصاد الإندونيسى من قبل، وأن تلك المشكلات تتعلق برفع الميزة التنافسية والقدرة على التنافس عالميا.

وإندونيسيا اجتهدت من أجل تعزيز قدراتها التنافسية وقد نجحنا فى زيادة مؤشر التنافسية العالمية من 106 إلى 91 وفقا لمؤشر البنك الدولى، ثم أصحبت إندونيسيا من أكبر الاقتصادات الصاعدة.

ولا نزال نعمل على تعزيز قدراتنا التنافسية بشكل أكبر، ووفقا لتقرير التنافسية العالمية الصادر عن المنتدى الاقتصادى العالمى تقدمت 5 مراتب من المركز 41 لتحل بالمركز 36 ونحن نأمل فى تعزيز قدراتنا التنافسية بشكل أكبر وهذا ما يجب أن تركز عليه خطة الإصلاح الاقتصادى بمصر حتى تصبح قادرة على مزيد من  المنافسة فى الاسواق العالمية.

 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع