احنا الصعايدة.. أكلات لا يعرفها إلا أهل الصعيد.. حلوة المذاق وسريعة التحضير وتناسب حر الصيف.. "الخمريد والشلولو" أبرزها.. و"الويكا" تلقى إعجاب السائحين فى النوبة.. و"النشابى" لاغنى عنه مع لحم الأضاحى.. صور

يشتهر صعيد مصر بعدد من الأكلات ذات المسميات المختلفة والغريبة نوعاً ما، ولكنها تناسب أهل الجنوب، اعتادوا عليها وتوارثوها عبر الأجيال ولا يزالون يحافظون عليها مع مرور الزمن، حتى أصبحت عادة لا غنى عنها وطبق رئيسى على معظم الموائد داخل البيوت وفى المناسبات العامة.

وهذه الأكلات منها ما يتناسب مع فصل الصيف ومنها ما هو للشتاء، وفى ظل ارتفاع درجات الحرارة فى كافة أنحاء البلاد وتزامن حلول فصل الصيف، يفضل أبناء الجنوب بعض هذه الأكلات ويعتبرها لا غنى فى هذا التوقيت:

الخمريد

وأولى هذه الأكلات هى "الخمريد"، وهى أكلة مشهورة لدى أبناء القبائل العربية فى صعيد مصر، خاصة فى محافظة أسوان، ومكوناتها بسيطة وسهلة وخفيفة على المعدة وسهلة الهضم.

قالت أم أحمد، من محافظة أسوان، لـ"اليوم السابع"، إن الخمريد نوع من الأكلات البسيطة التى يستخدمها أبناء الصعيد بكثرة خاصة فى فصل الصيف، وهى عبارة عن رقائق من الذرة يتم تقطيعها للفتة ويضاف عليها الملوخية الخضراء، ويمكن تناولها مع اللحمة وبعض البصل الأخضر أو السلطات.

وأشارت إلى أن مكوناتها، عبارة عن دقيق ذرة يتم إعداده وطحنه جيداً وتنظيفه ثم يضاف الماء بكميات معينة ليتم صناعة عجينة الخمريد، وهى عبارة عن عجينة خفيفة ويمكن إضافة بعض نكهات الأعشاب لها حتى يعطيها مذاقاً رائعاً، ويتم فرد العجينة على "الدوكة" وهى عبارة عن صاج حديدى دائرى الشكل، ويوضع تحته الطوب ليرتفع قليلاً عن النار، ويوضع حديثاً على المشعل مباشرة، ويضاف قليلاً من الزيت على الصاج حتى لا يلتصق الدقيق بالصاج، ثم يبدأ بوضع الدقيق المعجون بعد أن يصبح سائل على الدوكة بشكل دائرى يملأ الصاج تماماً، وبعد لحظات يتم رفعه ليصبح أشبه برقائق الفطير.

وتابعت أم أحمد الأسوانية، أن هذه الرقائق يتم وضع كمية منها فى طبق رئيسى كبير وذات عمق كاف، لإضافة الملوخية الساخنة عليها وتقلب مع بعضها البعض، وتوضع على الطبق الرئيسى فى مائدة الإفطار ويمكن أكلها مع اللحم، ويوضع معها قليل من الملوخية فى حالة إذا ما احتاجوا لإضافة كمية منها، مع وجود السلطات أو البصل.

الويكة

ومن الأكلات الصيفية التى يشتهر بها أهل الصعيد أيضاً هى "الويكة" أو "البامية المفروكة"، وهى من الأكلات الصيفية الخفيفة وتندرج ضمن المأكولات الشعبية التى يمكن وصفها بثقافة أهل الصعيد.

قال عبد الناصر صابر، مرشد سياحى، إن "الويكة"، من الأكلات التى تشتهر بها أسوان ويحرص على تناولها السائحون خلال زيارتهم للبيوت النوبية ويشيدون بمذاقها الرائع، مضيفاً أن طبيعة أسوان ذات الطقس الحار الجاف معظم أيام السنة تفرض على أهل أسوان الاتجاه إلى الأكلات الخفيفة التى تناسب هذا الجو فتكون سهلة الهضم ولذيذة الطعم.

وأضاف عبد الناصر صابر، أن الويكا المفروكة هى من الأكلات الصيفية الخفيفة، وعلى الأقل مرة فى الأسبوع أو أكثر يتواجد هذا الطبق اللذيذ على المائدة الأسوانية فى كل بيت، ومكوناته عبارة عن شوربة وبامية تقطع إلى قطع صغيرة وتوابل معروفة للجميع ويشتهر بها أهل أسوان، ثم يخرج هذا الطبق بهذه اللذة والطعم الطيب، ويمكن تناولها مع العيش الشمسى المشهور فى أسوان.

الشلولو

و"الشلولو" واحدة من المسميات الغريبة التى تطلق على "الملوخية الناشفة" والتى يتم إعدادها بطريقة معينة اعتاد عليها أهل الصعيد، وانتشرت فى الآونة الأخيرة لذهاب البعض أنها تحمى من الأمراض الفيروسية، ورغم احتمالية صحة هذا الافتراض من عدمه إلا أنها وجبة أساسية لدى الكثير من العائلات فى الصعيد.

أم على، واحدة من سيدات الصعيد، التى أكدت أن الشلولو أكلة بسيطة غنية بالعناصر الغذائية ومفيدة للجسم، ويفضلها العاملون فى الزراعات والذين يقضون وقتاً طويلاً فى أعمال الأرض الزراعية، موضحةً أن مكوناتها عبارة عن الملوخية الناشفة، والماء البار، وقليل من الثوم، والليمون، الشطة، والكمون، والتوابل"، ويتم خلط تلك المكونات على بعضها بحيث يتم فى النهاية مزجهم جميعًا، وتقدم بجانب البصل المقطع المضاف عليه قليل من الليمون.

فطائر النشابى مع لحم العيد

والنشابى نوع من الفطائر يكثر استخدامه بالتزامن مع عيد الأضحى حيث يضاف لهذه الفطائر كمية من الشوربة ويوضع عليها لحم الأضاحى ويمكن تناولها بشكل بسيط وسهل التحضير.

أوضحت أم عبده، من محافظة أسوان، أن النشابى عبارة عن فطائر رقيقة ويمكن تناولها مع إضافة الشوربة لها، أو مع الصلصة والأرز، ويوضع عليها قطع اللحم ويتم تناولها على مائدة الإفطار وتتميز بأنها وجبة دسمة وخفيفة فى نفس الوقت، مشيرة إلى أن الفطائر يتم إعدادها من خلال عجين يتم فرده على صينية ألمونيوم بها القليل من الدقيق وذلك بواسطة عصا النشابى الخشبية حتى تصبح العجينة رقيقة ويتم وضعها فى الفرن لفترة معينة قصيرة وبعد ذلك يتم سحبها وتجميع الفطائر فوق بعضها، وتخزينها لاستخدامها فى وجبات عيد الأضحى.