وصول حجاجنا إلى عرفات استعدادا لـ"الوقفة".. نجاح بعثة الحج في تصعيد ضيوف الرحمن للمشاعر المقدسة.. تسكين الحجيج بمخيمات مكيفة.. وتوفير وجبات وعصائر وأماكن للنوم والجلوس.. والأعلام المصرية تزين المكان "فيديو"


 

حجاجنا يصلون عرفات استعدادا للوقفة غدا.. نجاح بعثة الحج فى تصعيد ضيوف الرحمن للمشاعر المقدسة.. تسكين الحجيج بمخيمات مكيفة وتوفير وجبات وعصائر وأماكن للنوم والجلوس..والأعلام المصرية تزين المكان(فيديو)

بأصوات تصدح "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريكَ لك لبيك، أن الحمد والنِّعمةَ لك والملك، لا شريك لك"، وصل اليوم حجاجنا جبل عرفات فى مشهد رهيب، حيث تتوجه أنظار المسلمين وقلوبهم فى أنحاء العالم صوب عرفة غدا.

ونجحت بعثة حج القرعة فى تصعيد حجاج بيت الله الحرام إلى صعيد عرفات الله لإتمام أداء مناسك الحج حيث قام ضباط البعثة بتوجيه الحجاج بالنزول وفقاً لترتيب طوابق الإقامة مع التأكيد عليهم باصطحاب الاحتياجات الأساسية فقط لكل حاج حتى يتمكن من أداء النُسك بانسيابية ويُسر فى ظل خدمات تقدم لهم على مدار فترة إقامتهم بمنى عرفات "إعاشة ولوجستية".

وتم توفير حافلات نقل حديثة مزودة بخاصية "جى بى أس" مرتبطة بغرفة العمليات الرئيسية بمكة لمتابعة مسارها وذلك لتصعيد الحجاج إلى عرفات والتنقل بين المشاعر.. وقد تم تصعيدهم إلى عرفات الله منذ الساعات الأولى من صباح يوم التروية فى عملية نقل دقيقة.

 يأتى ذلك فى ضوء حرص وزارة الداخلية على متابعة وتلبية كافة احتياجات ضيوف الرحمن لضمان توفير كافة السبل التى توفر لهم الراحة خلال تأدية مناسك الحج، فضلاً عن متابعة جميع الخدمات المقدمة لهم على مدار الساعة.

ونجحت بعثة القرعة فى الحصول على موقع متميز لحجاج القرعة بمشعر عرفات إضافة إلى قربها من جبل الرحمة ومسجد نمرة وموقف للحافلات ملاصق للمخيمات لتيسير عملية النفرة لمزدلفة وإلى مشعر منى، حيث تفقد رئيس بعثة الحج المصرية مخيمات حجاج القرعة عرفات لمتابعة وتلبية كافة احتياجات ضيوف الرحمن لضمان توفير كافة السبل التى توفر لهم الراحة خلال تأدية مناسك الحج، فى ضوء حرص بعثة حج القرعة على بذل طاقاتها وإمكاناتها لتوفير شتى سُبل الراحة لضيوف الرحمن، وتهيئة احتياجاتهم حتى يتمكنوا من أداء نسكهم بكل سهولة ويسر وخشوع.. فضلاً عن متابعة جميع الخدمات المقدمة لهم على مدار الساعة.

هنا فى عرفات مخيمات ضخمة ممتدة على مساحات شائعة لاستيعاب آلاف الحجاج الذين أتوا من كل فج عميق، يرتدون ملابس واحدة، يقفون فى مكان واحد، بهتاف واحد "لبيك اللهم لبيك" يقصدون رباً واحداً.

مجموعات من الخيم المتراصة تم تجهيزها للحجاج المصريين للاستراحة بها فى مشعر عرفات، أثناء أداء الركن الأعظم فى الحج، حيث تم تجهيز المخيمات ووضع مكيفات للتغلب على ارتفاع درجة الحرارة، مع توفر كراسى للجلوس وأماكن للنوم.

الخيمة الواحدة تستوعب عددا من الحجاج، ويوجد بها توصيلات كهربائية وأماكن لشحن الهواتف المحمولة، ووضع المتعلقات الشخصية من هواتف محمولة وغيرها.

وبجوار المخيمات توجد استراحات ضخمة، بها أعداد كبيرة من المقاعد للاستراحة بها أسفل المظلات، فضلاً عن وجود أعداد كبيرة من الثلاجات تحتوى على عصائر ومياه معدنية لتقديمها للحجاج على مدار اليوم بالمجان، فضلاً عن وجود مشروبات ساخنة بكافة أنواعها.

وبجوار المخيمات تم تصميم أماكن للوضوء و"حمامات"، فضلاً عن وجود ساحات مكيفة للصلاة فيها وطرقات واسعة بين المخيمات للتحرك فيها.

وتحمل المخيمات أرقاما، لضمان عدم فقد الحجاج، فضلاً عن وضع أعلام مصرية عليها للاشارة إلى أنها خاصة بالبعثة المصرية.

ونصحت البعثة المصرية ضيوف الرحمن بعدم التعرض وقت طويل لأشعة الشمس، وتفادى التعرض للاجهاد والإرهاق واستعمال المظلات وشرب السوائل بشكل مستمر، واللجوء للعيادات الطبية الموجود بالمكان حال شعورهم بالتعب.

وتم وضع لافتات وعلامات إرشادية بالمكان، لارشاد الحجاج المصريين وضمان عدم فقدهم وسط الزحام، مع انتشار ضباط الشرطة المصريين بمداخل ومخارج عرفات لمساعدة ضيوف الرحمن فى الوصول لأماكنهم.

و يوجد غرفة عمليات تعمل على مدار الـ 24 ساعة لمتابعة أحوال حجاجنا والاطمئنان عليهم، مع انتشار العيادات الطبية المتنقلة لفحص الحالات المصرية وصرف الأدوية لهم، وحجاجنا بخير ويواصلون أداء المناسك فى سهولة ويسر، وسط دعوات لا تتوقف لمصرنا الحبيبة أن يرزقها الله نعمة الأمن والأمان.

ويوجد عدد من علماء الأزهر الشريف والأوقاف لشرح المناسك للحجاج والإجابة عن أية استفسارات، ويتم عقد لقاءات مع السيدات بصفة خاصة للإجابة عن الاستفسارات الخاصة بأمور السيدات، فيما تتواجد الشرطة النسائية لمساعدة السيدات من كبار السن وذوى الاحتياجات الخاصة

وحذرت "الصحة السعودية" جميع الحجاج من التعرض لأشعة الشمس فى مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، تجنباً للإصابة بضربات الشمس والإجهاد الحرارى.

 وأوضحت الوزارة أن موسم الحج لهذا العام يشهد ارتفاعاً عالياً فى درجة الحرارة، وعلى كل حاج استخدام المظلة طوال فترة النهار، والإكثار من شرب المياه والسوائل، لتجنب أخطار الإصابة بضربات الشمس أو الإجهاد الحرارى.

وتم استخدام تقنية طلاء الأسطح الإسفلتية لطرق ومسالك المشاعر المقدسة بهدف خفض درجة الحرارة على الحجاج؛ وتبريد المناخ للدرجات المعتدلة فى طرق المشاة.

 وتعمل التقنية الحديثة التى عملت عليها الهيئة العامة للطرق فى تحقيق الراحة التامة لضيوف الرحمن علميًا من خلال زيادة مستوى التبريد للمناخ من حولهم، حيث يسهم الطلاء الأبيض فى خفض درجة حرارة السطح بحوالى ٣٠ درجة مئوية، باستخدام عدة مواد محلية الصنع لها القدرة على امتصاص كمية أقل من الأشعة الشمسية.

 وأكد المكلف بالشؤون الإعلامية بالهيئة عبدالعزيز العتيبى أن تطبيق تقنية تخفيض درجة حرارة الأسطح الإسفلتية، بواسطة انعكاس أشعة الشمس، يأتى بالشراكة مع عدد من الجهات المشاركة لخدمة ضيوف الرحمن من الحجاج، بهدف الإسهام فى تخفيف درجات الحرارة ضمن مناطق محددة، وذلك فى طرق المشاة بالمشاعر المقدسة التى ترتفع بها درجات الحرارة.

 وأشار إلى أن آلية تبريد الطرق، تجرى علميًا عبر عكس أشعة الشمس وتقليل درجات الحرارة خلال النهار والليل، ويسعى المنتج المستخدم إلى إيجاد بيئات أكثر راحة وأسهل فى أماكن المشاة، رغبةً فى إيجاد بيئة صحية وجودة حياة أفضل.

وبعد الانتهاء من وقفة عرفة يتوجه الحجاج للمزدلفة لجمع الحصوات اقتداء بقوله تعالى "فاذا افضتم من عرفات فاذكروا الله عن المشعر الحرام"، ثم يتوجهوا لمنى لرمى الجمرات، حيث يقع مشعر منى بين مكة المكرمة ومشعر مزدلفة على بُعد سبعة كيلو مترات شمال شرق المسجد الحرام، وهو مشعر داخل حدود الحرم، وهو وادٍ تحيط به الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية، ولا يُسكن إلا مدة الحج، ويحُده من جهة مكة المكرمة جمرة العقبة، ومن جهة مشعر مزدلفة وادى محسر.

و يتجمع فيه وفود الرحمن سنوياً، فى أيام معدودات طمعاً وأملاً فى نيل مغفرة رب العباد، فيه رمى نبى الله إبراهيم عليه السلام الجمار، وذبح فدى إسماعيل عليه السلام، وشهد أرضه بيعتى العقبة الأولى والثانية، وفوق ثراه بُنى مسجد العقبة.

 ويرجع المؤرخون تسمية (مِنَى) إلى أنها أتت لما يراق فيها من الدماء المشروعة فى الحج، وقيل لتمنى آدم فيها الجنة، ورأى آخرون أنها لاجتماع الناس بها، والعرب تقول لكل مكان يجتمع فيه الناس مِنَى.

 وبمِنَى رمى إبراهيم عليه السلام الجمار، وذبح فدية لابنه إسماعيل عليه السلام، وفيه قال عزّ وجل (( فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْى قَالَ يَا بُنَى إِنِّى أَرَى فِى الْمَنَامِ أَنِّى أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِى أن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ وَنَادَيْنَاهُ أن يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِى الْمُحْسِنِينَ أن هَذَا لَهُوَ الْبَلاء الْمُبِينُ وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ )).

 ويقضى الحاج بمِنَى يوم التروية ويستحب فيه المبيت تأسيا واتباعاً لسنة النبى محمد صلى الله عليه وسلم، وسمى بذلك لأن الناس كانوا يتروون فيه من الماء ويحملون ما يحتاجون إليه، وفى هذا اليوم يذهب الحجيج إلى مِنَى،إذْ يصلى الناس الظهر والعصر والمغرب والعشاء قصراً بدون جمع.

 ويعود الحجاج إلى مِنَى صبيحة اليوم العاشر من ذى الحجة بعد وقوفهم على صعيد عرفات الطاهر، يوم التاسع من شهر ذى الحجة ومن ثم المبيت فى مزدلفة.

 ويقضون فى مِنَى أيام التشريق الثلاثة لرمى الجمرات الثلاث مبتدئين بالجمرة الصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى، ومن تعجل فى يومين فلا إثم عليه.

وكما جاء فى القرآن الكريم (( وَاذْكُرُوا اللهَ فِى أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ )) والمقصود بها مِنَى المكان الذى يبيت فيه الحاج ليالى معلومة من ذى الحجة يوم العيد وأيام التشريق الثلاثة بعده.

 وسُميت هذه الأيام بأيام التشريق لأن العرب كما قال ابن حجر: كانوا يُشرِّقون لحوم الأضاحى فى الشمس وهو تقطيع اللحم وتقديده ونشره.

 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع