الإرهاب والجريمة فى أفريقيا.. جنوب أفريقيا الأكبر فى معدل الجرائم.. مقتل مغنى راب أحدث جريمة هزت البلاد.. وتقارير: 82 حالة قتل يومياً و4000 خطف خلال شهرين و 10 آلاف اغتصاب.. والشرطة تستحدث وحدة لملاحقة العصابات

 

تشهد القارة الأفريقية ارتفاعا فى معدل الجرائم المنظمة وتنوع فى طرق وأساليبها، لاسيما جنوب افريقيا التى تستحوذ على نسبة عالية فى جرائم القتل والسطو والسرقة، ويوميا تشهد عشرات الجرائم التى يسهم الفقر والعنف فى نموها بشكل كبير، وتقول تقارير اخبارية أن الجرائم تشكّل أحد عناصر المشهد العام للحياة اليومية في هذا البلد.

 

ووفقا لتقرير الوكالة الفرنسية فإنه وتُعد جرائم القتل المأجور شائعة في جنوب أفريقيا، فمنها ما يرمي إلى الحصول على أموال التأمين على الحياة، فيما تهدف أخرى للتخلص من منافس في السياسة أو موظف على علم بوجود مخالفات ما.

 

ويتقاضى المجرمون بين 150دولاراً وحوالى 8 آلاف دولار، وفقا لدراسة نشرتها عام 2021منظمة "غلوب انيشيتيف أغينست ترانسناشونال أورغنايزد كرايم" (GI-TOC).

 

وتشير أحدث إحصائيات للشرطة إلى انّ 82 جريمة قتل تُرتكب يومياً في هذا البلد، ونادراً ما تتوصل التحقيقات إلى نتائج ملموسة.

 

وتم قتل مغني الراب "ايه كاي ايه" (35 عاماً)، واسمه الحقيقي كيرنان فوربس، الذي قُتل في منتصف فبراير الجاري، حين كان يخرج من عشاء مع أصدقائه في أحد مطاعم مدينة دربان جنوب شرق البلاد. وأثارت هذه القضية صدمة في جنوب افريقيا المعتادة على أعمال عنف باتت أحداثاً شبه عادية فيها.

 

وتظهر مشاهد التقطتها كاميرات المراقبة وانتشرت بصورة كبيرة عبر الانترنت تنفيذ الجريمة الذي استغرق 19 ثانية. ويظهر في اللقطات رجل يَعبر الطريق ثم يبدأ بالركض نحو مغني الراب وأصدقائه قبل أن يطلق النار على "ايه كاي ايه" من مسافة قريبة، فيما تُسمع طلقات نارية يطلقها رجل آخر في الوقت نفسه، قبل أن يلوذ الرجلان المسؤولان عن الجريمة بالفرار.

 

ظاهرة الخطف من أجل فدية

فى جنوب افريقيا أيضا ازدهر نوع جديد من الجرائم هو الخطف من أجل فدية، وعثر في هذا الإطار، فى يناير الماضي، على جثة رجل أعمال أعدمه خاطفوه، بعد شهر من تحرير فتاة تبلغ من العمر 8 سنوات.

ووفقا لتقرير الوكالة الفرنسية، سُجّلت زيادة كبيرة لعمليات الخطف، إذ بلغ عدد الحالات 4000 بين شهري يوليو وسبتمبر. ولاحظت الحكومة أن هذه الظاهرة تضاعفت في عام واحد.

 

وتترافق هذه الجرائم التي تُرتكب بدافع الحصول على المال مع درجة متزايدة من العنف، وهي تحصل أحياناً على هامش سرقة سيارة أو عملية سطو، وباتت تالياً كابوساً يقلق السكان.

 

وفي الوقت نفسه، سُجّل أكثر من 7000 بلاغ عن جرائم قتل، أي بمعدل واحدة كل 19 دقيقة، إضافة إلى 10 آلاف حالة اغتصاب.

 

كذلك تستهدف هذه الجرائم الأجانب، وفي مقدمهم رجال أعمال هنود وباكستانيون وأفارقة، على ما لاحظ أمبراجي، مشيراً على سبيل المثال، إلى خطف صومالي أخيراً، في فندق بجوهانسبرج.

 

أما في جنوب إفريقيا، فالظاهرة «جديدة نسبياً، ولم تكن موجودة قبل 4 أو 5 سنوات»، بحسب مسؤول الأمن في بلدية كيب تاون، جان بيار سميث.

 

واستُحدثت عام 2021 وحدة خاصة، وأعلنت الشرطة في الآونة الأخيرة أنها تلاحق «عصابات منظمة» قد تكون لها امتدادات خارجية، نظراً إلى تضخم هذه الظاهرة.

 

الجماعات الارهابية تندمج مع جماعات إجرامية

وخلصت دراسة نشرها المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية الشهر الماضي، إلى أن تمدد الجماعة النيجيرية المتطرفة بوكو حرام في شمال الكاميرون، أدى إلى «تهيئة بيئة مؤاتية لشبكات الإجرام التي أعادت هيكلة تنظيم أنشطتها وتوسعت فيها مستفيدة من نفوذ الجماعة الإرهابية». وكشفت الدراسة أن هيكل «بوكو حرام»، «تندمج فيه جماعات إجرامية، ويمثل ذلك مشكلة خطيرة لبرامج مكافحة التطرف».

 

كما وجدت الدراسة أن ازدياد نفوذ التنظيم في المنطقة أدى إلى زيادة في الكم والنوع في أنماط الجريمة التي كانت تنتشر في شمال الكاميرون تقليدياً قبل ظهوره؛ إذ صارت العمليات الإجرامية التقليدية تمارس باحترافية أكبر ومشاركة من أناس من جنسيات مختلفة. وبحسب الدراسة، شملت تلك الجرائم التقليدية قطع الطرق بهدف السرقة في ما يعرف بـ«اللصوصية الريفية»، والتجارة غير المشروعة التي تشمل تجارة السلاح والمخدرات وتهريب وتجارة العظام البشرية والمستحضرات الصيدلانية المقلدة. وخلصت إلى أن «تفاقم التوترات بين المجموعات العرقية وتزايد رقعتها الجغرافية وتسليحها نتيجة لنفوذ التنظيم وتعاونه مع عصابات الجريمة».

 

الوضع في شرق أفريقيا لا يختلف كثيراً؛ فقد كشفت وزارة الخزانة الأميركية، في أكتوبر 2022 الماضي، أن حركة «الشباب الإرهابية» في الصومال، تدر نحو 100 مليون دولار سنوياً من خلال طرق متنوعة، منها تسهيلات مالية لعمليات التجارة غير المشروعة. وكشفت منظمة الأمم المتحدة عام 2019، أن الحركة تنفق ما يزيد على 21 مليون دولار سنوياً، على مقاتليها وأسلحتها وجهازها الاستخباراتي.

 


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع