أمراض هزت عرش الشباب.. العمود الفقرى وارتفاع ضغط الدم أبرزها.. الضغوطات النفسية لعبت دورا فى ارتفاع الإصابة بالروماتيزم.. الأمراض النفسية أكثر من معدلاتها.. وأطباء يقدمون روشتة للتعافى من آثار كورونا

فى السنوات الأخيرة لوحظ انتشار عدد من الأمراض بين الشباب حول العالم بصفة عامة منها أمراض الجهاز العصبى والعمود الفقرى وارتفاع ضغط الدم والروماتيزم التوترى والروماتويد وغيرها من الأمراض التى تسببت كورونا والتعرض للضغط النفسى الشديد فى ارتفاع نسبتها.

وبالتزامن مع استقبال عام جديد، وبعد مرور ثلاثة سنوات على سيطرة فيروس كورونا المستجد على العالم أجمع، وانقلاب الموازين فى الحياة الإقتصادية والاجتماعية والأسرية وتأثر العالم بأكمله تأثرا سلبيًا، فكان لانعكاس كورونا على المجتمع تأثيرا كبيرا على المستوى الاقتصادى والصحى والنفسى للناس، وبعد سنوات من التعايش مع كورونا وتبعاتها السلبية.

WhatsApp Image 2023-01-02 at 1.38.48 PM (1)
 

أشار تقرير من جديد لوكالة أنباء ألمانية، إلى أن الصين ستشهد مرة أخرى أكثر من مليون حالة إصابة يوميا، ومن المتوقع أن تصل ذروة التفشى فى يناير ومارس 2023 بتسجيل 3.7 مليون و4.2 مليون حالة يوميا، مما يترتب على ذلك زعزعة الحالة النفسية والصحية واضطراب الوضع مرة أخرى.

ومن جانبه، أكد الدكتور هشام أبو النصر أستاذ جراحة المخ والأعصاب كلية الطب جامعة القاهرة، أن مشاكل الجهاز العصبى مرتفعة بين الشباب عالميا كارتفاع ضغط الدم ونزيف الجهاز العصبى وإنسداد الشرايين وارتفاع دهنيات الدم، ويكون ذلك نتيجة تناول الوجبات السريعة والتعرض للضغط النفسى وعدم الاستقرار عالميا بسبب كورونا والحرب بين أوكرانيا وروسيا.

WhatsApp Image 2023-01-02 at 1.38.47 PM (1)
 

 

وأشار إلى أنه بالنسبة لمصر كدولة نامية، ارتفعت بها معدلات الإصابة بمشاكل الجهاز العصبى والعمود الفقرى بين الشباب فى السنوات الأخيرة بداية من فترة كورونا فى 2020 حتى الوقت الحالي، ومن هذه الأمراض ارتفاع ضغط الدم   و جلطات  المخ  وارتفاع مشاكل الجهاز العصبى  وذلك لعدد من العوامل منها التدخين والضغط العصبى وتناول الوجبات السريعة و نمط الحياة الخاطئ  مما يؤدى  إلى تعرض الشرايين لترسبات الكوليسترول فينتج عنها ضيق أو انسداد بالشرايين.

وأوضح أستاذ جراحة المخ والأعصاب أن إرتفاع مشاكل الإصابة بالآلام الظهر والغضاريف بين الشباب فى مصر نتيجة أسلوب الحياة الخاطئ وعدم ممارسة الرياضة وعدم التعرض للشمس وسوء التغذية ونقص الفيتامينات بالجسم وخاصة فيتامين د، مضيفا أن فى فترة الإصابة بكورونا ارتفعت نسبة الإصابة بمشاكل العمود الفقرى، نتيجة الجلوس لفترات طويلة أمام جهاز الكمبيوتر والعمل من المنزل فى أوضاع غير صحية ومريحة والكسل وعدم ممارسة الرياضة.

وينصح دكتور هشام أبو النصر الشباب بضرورة ممارسة الرياضة والتغذية السليمة والبعد عن العادات السيئة كالتدخين وتناول الوجبات السريعة ومحاولة التقليل من الضغط النفسى.

 

WhatsApp Image 2023-01-02 at 1.38.47 PM (3)
 

وفى نفس السياق، قال الدكتور عادل محمود أستاذ ورئيس قسم الروماتيزم بكلية الطب جامعة عين شمس، إن من الأمراض الروماتيزمية الأكثر شيوعا فى الوقت الحالى بين الشباب فى أوائل العشرينات  هو الروماتيزم التوترى فهو ناتج عن التعرض للضغوطات النفسية وسرعة رتم الحياة والتنافس طوال الوقت مما أدى إلى انتشاره وظهور أعراضه فى السيدات أكثر بنسبة من 9 إلى 10 حالات مقارنة بالرجال.

وأوضح أستاذ ورئيس قسم الروماتيزم أن أعراض الإصابة بالروماتيزم التوترى هى الشكوى المستمرة من الآلام بجميع أجزاء الجسم التى تصيب المفاصل والعضلات والعظام ويصاحب هذه الآلام إرهاق شديد وعدم الشبع من النوم والصداع وتنميل فى الجسم وصعوبة  فى التنفس وتقلصات القولون وعدم القدرة على التركيز والنسيان والإحساس الداخلى بإرتفاع درجة الحرارة ولكن عند قياس حرارة الجسم تكون طبيعية، مضيفا أن جميع هذه الأعراض التى تم ذكرها تزداد شدتها عند التعرض للتوتر والضغوط النفسية.

أشار إلى أنه أثناء فترة الإصابة بفيروس كورونا ارتفعت معدلات الإصابة بالروماتيزم التوترى بشكل واضح فى العيادات والمستشفيات، نتيجة سماع أخبار سيئة طوال الوقت وازدياد معدلات الوفاة والرهبة من الإصابة بكورونا.

أضاف أنه للحد من الروماتيزم التوترى خلال السنوات القادمة يكون من خلال العلاج فيكون جزء منه دوائى، والجزء الآخر تحسين ظروف الحياة والبعد عن الضغوطات الشديدة وممارسة التمارين الرياضية.

وأكد أستاذ ورئيس قسم الروماتيزم جامعة عين شمس، على أن هناك عوامل بيئية كالتدخين والضغط النفسى والالتهابات المزمنة فى اللثة وأدوار العدوى المتكررة المسببة لضعف المناعة فجميعها تلعب دورا كبيرا بجانب العامل الوراثى فى إصابة الشباب بالأمراض المناعية  الروماتويد والصدفية والروماتيزم الصدفى  والذئبة الحمراء.

ومن جانبها، قالت "ف. ط" مصممة أزياء تبلغ من العمر 24 عاما، أنها تعرضت لموقف أثر على نفسيتها وسبب لها ضغط نفسى شديد، مضيفة "فى يوم نمت واستيقظت تشعر بألم فى الاكتاف و الركبة وألم فى القدم ولا استطيع الحركة بشكل طبيعى  وظل الأمر لمدة من 5 إلى 6 أيام وفى سابع يوم أصبحت لا أستطيع الإمساك بأى شيء بيدى وذهبت للطبيب ليس لدى قدرة على الحركة وطلب منى الفحوصات وأجريت تحليل rf وحينها كتشفت إصابتى بالروماتويد بنسبة 60% ونقص فيتامين د، وبدأت تلقى العلاج بالكورتيزون وحمض الفوليك وبعض العلاجات الأخرى وأجريت فحوصات أخرى على الكبد والكلى والالتهابات لتجنب الآثار السلبية للأدوية".

وأكدت ف.ط: "لا يوجد فى عائلتى أى شخص  مصاب بالروماتويد أو أى مشاكل بالعظام وعندما ذهبت للطبيب قال لى أن الذى تسبب لى فى ذلك اتباع نظام غذائى خاطئ وتعرضى لحالة نفسية سيئة تسبب فى ضعف جهاز المناعة وظهور الأعراض التى ذكرتها بشكل مفاجئ".

وفى سياق آخر، قال الدكتور محمد عادل الحديدى أستاذ الطب النفسى وعلاج الإدمان جامعة المنصورة، إن فى عام 2020 أثناء فترة الإصابة بفيروس كورونا المستجد ارتفعت معدلات الإصابة بالأمراض النفسية فى جميع دول العالم وخاصة القلق والاكتئاب والوسواس القهرى ازدادت معدلات الإصابة بنسبة من 30 إلى 40% عما كانت عليه قبل فترة كورونا وجاء ذلك وفقا للإحصائيات العالمية.

وأكد محمد عادل الحديدى، أن التعرض للضغط النفسى الشديد والعزلة وسماع أخبار وفيات بمعدلات عالية وفقدان الأقارب والمعارف والتأثر بالحالة الاقتصادية لعبت دورا كبيرا على الحالة النفسية فى جميع دول العالم.

وأوضح محمد عادل الحديدى، أن علاج الاضطرابات النفسية يعتمد على العلاج الدوائى أو السلوكي، مشيرا إلى أن هناك  أعراض عند ملاحظتها على الأشخاص المحيطين بك وهى العصبية الزائدة والعنف اتجاه الآخرين فمن الضرورى اللجوء لطبيب متخصص قبل أذية نفسه أو الآخرين.

 

WhatsApp Image 2023-01-02 at 1.38.47 PM

لذا يقدم أستاذ الطب النفسي، روشتة من النصائح لتجنب مضاعفات الإضطرابات النفسية والحد منها ويكون ذلك عن طريق:

1.ممارسة الرياضة بشكل يومى ومنتظم.

2.التعامل مع المشاكل خطوة بخطوة.

3.التقرب من الله والاهتمام بالجانب الديني.

4.التخطيط للمستقبل وعدم وضع طموحات أكثر من  اللازم.

5.عدم الاستسلام للظروف الاجتماعية الصعبة ودعم الأشخاص لبعضهم البعض مما يقلل من الأزمة ويساعد على الإحساس بالأمان والطمأنينة.

6.مساعدة الأشخاص المحيطين بك والإيمان بفكرة العطاء، لأنها  نوع من أنواع الإحساس الإيجابى التى تشعر الأشخاص بالقرب.

 

 

 

 


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع