دا سيلفا يعيد هيكلة البرازيل بعد ساعات من تنصيبه.. الرئيس الجديد يلغى إجراءات مثيرة للجدل أقرها سلفه.. فرض رقابة على حيازة الأسلحة وأعاد صندوق أمازون لحماية المنطقة.. ويحيى مكانة المرأة وذوى البشرة السمراء

تولى لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، رئاسة البرازيل للمرة الثالثة، بعد فوزه فى الانتخابات الأخيرة أكتوبر الماضى، وبعد ساعات من تنصيبه قام بمحى ما قام به سلفه، جايير بولسونارو، حيث أنه اتخذ الخطوة الاولى من توليه منصب الرئيس بقرار إلغاء اجراءات مثيرة للجدل اصدرها بولسونارو، وهى بشأن الأسلحة والبيئة.

 

وأشارت صحيفة "فولها دى ساو باولو" البرازيلية إلى أن دا سيلفا، وقع أمس بعد ساعات قليلة من تنصيبه رئيسا للبرازيل 13 مرسوما، معظمها يمهد الطريق لمراجعة واسعة للعديد من السياسات التى روجت لها الحكومة السابقة.

 

فيما يتعلق بالأسلحة، علق لولا إصدار تصاريح جديدة لشراء وإنشاء نوادي الرماية ، وأمر بإنشاء سجل جديد لجميع الأسلحة التي اشتراها المدنيون في السنوات الأربع الماضية، وأن فريق عمل مكرس لتحديد سياسة جديدة لنزع السلاح مرة أخرى.

 

وكان بولسونارو قام بإلغاء مرسوم يخفف حيازة السلاح، وهو الذى كان يتيح لملايين البرازيليين حمل السلاح فى الشوارع بعد أن كان مجلس الشيوخ قد صوت ضده فى البداية ، وهو ما يعتبر من أبرز الإجراءات التى اتخذها بولسونارو مثيرة للجدل، فهو من شأنه أن يتيح لآلاف البرازيليّين من سائقي شاحنات وسياسيين وصيادين وحتى صحفيين حمل سلاح في الشارع أو في أماكن عملهم من دون أن يكونوا مضطرين لإثبات ما يبرر حيازته.

cf85883b8a.jpg

 

وكان هذا المرسوم أثار جدلا واسعا ولقي معارضة قوية، حتى من قبل حكام ولايات تشهد تفشيا لأعمال العنف إذ اعتبروا أن المرسوم لا يعزز الأمن.

وفى القطاع البيئى، حدد إعادة تنشيط ما يسمى صندوق أمازون، الذي تم إنشاؤه بتبرعات من ألمانيا والنرويج للمساهمة في حماية الأمازون والذي تم تعليقه بقرار بولسونارو في عام 2019.

 

ويبلغ حجم هذا الصندوق حاليا نحو 600 مليون دولار ستنقذه الحكومة الجديدة وتستخدمه في البرامج التي ستحددها وزارة البيئة.

 

كما قرر رئيس البرازيل الجديد  إلغاء مرسوم أصدره بولسونارو في الأيام الأخيرة من ولايته، والذي بموجبه تم تمديد تراخيص استغلال الموارد المعدنية في منطقة الأمازون وحتى على أراضي السكان الأصليين.

 

إعادة دور المرأة

كان الرئيس السابق بولسونارو، معروف بمعاداته للمرأة وذوى البشرة السمراء ، وفى عام 2014 تهجم على زميلته فى البرلمان وهى نائبة من  اليسار، بقوله إنها لا تستحق أن يغتصبها لأنها قبيحة، وليست جذابة بما يكفي، موضحًا: "ليست نوعي المفضل من النساء، وأنا في الواقع لست مغتصبًا، لكنني لو كنت كذلك بالفعل، لما فعلت هذا معها، لأنها لا تستحق هذا العناء".

وعندما سئل في 2011 فيما سيقوم به لو أحب ابنه امرأة ذات بشرة سمراء، أجاب: "لن أضع نفسي في هذه المعضلة، لأن أبنائي تعلموا جيدًا"، ليس هذا فحسب بل نظر إلى إنجاب الفتيات باعتباره «ضعفًا»، كما قال إنه لن يوظف النساء بصورة متساوية مع الرجال، نظرًا لحصولهن على مزايا عمل أكثر.

cf3cefd462.jpg

 

وجاء لولا دا سيلفا ليحي دور المرأة من جديد، حيث أنه عين فى حكومة لولا دا سيلفا 11 امرأة، منهم لأول مرة وزيرة للشعوب الأصلية، وفى المقدمة تأتى المدافعة عن البيئة مارينا سيلفا وزيرة للبيئة، وزعيمة السكان الأصليين سونيا جواجاجارا على رأس وزارة غير مسبوقة من الشعوب الأصلية.

وقالت وزيرة البيئة، سيلفا،: "أنا سعيدة لأنه لم يحدث من قبل في تاريخ البرازيل وجود هذا العدد الكبير من الوزيرات، ولم يكن لدينا قط وزيرة للشعوب الأصلية".

وشغلت مارينا سيلفا، 64 عامًا، هذا المنصب بالفعل خلال فترات ولاية لولا السابقة (2003-2010) ، لكنها انفصلت عن معلمها في عام 2008، واتهمته بعدم دعمها بشكل كافٍ في الدفاع عن منطقة الأمازون.

أما سونيا جواجارا ، 48 عامًا ، والتي أدرجت هذا العام في قائمة مجلة تايم لأكثر 100 شخص نفوذاً في العالم ، كانت من أشد المنتقدين لحكومة البرازيل جايير بولسونارو ، التي قالت إنها تعطى أولوياتها لأجندة تدمير" في غابات الأمازون والشعوب الأصلية.

 

وتم انتخاب جواجارا كنائب في أكتوبر، وستترأس وزارة الشعوب الأصلية، وهي أول حقيبة في البرازيل مخصصة بالكامل للسكان الأصليين.

 

كرئيسة للتخطيط، عين لولا السيناتور الوسطي سيمون تيبيت، وهو ما كشف عنه في الانتخابات الرئاسية، حيث احتلت المركز الثالث في الجولة الأولى قبل أن تدعم لولا في الجولة الثانية، بحسب وسائل الإعلام.

 

كما أنه عين امرأة من ذوى البشرة السمراء فى حكومته الجديدة لتصبح وزيرة الثقافة، حيث أعلنت المغنية مارجريت مينيزيس، البرازيلية التى تغنى موسيقى من نوع "افرو بوب" ، وفقا لقناة "تيلى سور" الفنزويلية.

 

وقالت مينيزيس (60 عاما) فى برازيليا "تحدثنا وقبلت المهمة.. أستقبلها كمهمة"، مشددة على أن هدفها كوزيرة للثقافة، هو استعادة اهداف الوزارة التى لم تتحقق فى عهد الرئيس السابق، جاير بولسونارو، مضيفة أنها الآن توجد فى المكان التى كانت دائما تستحق.

 

وتعتبر مينيزيس واحدة من أكثر الرموز شهرة فى نوع موسيقى أفروبوب وهو نوع لموسيقى شعبية أفريقية وتعود إلى الحركة السوداء فى البرازيل.

 

كما أن مينيزيس واحدة من رواد موسيقى السامبا،، وحققت نجاحًا كبيرًا فى أغنية "Faraó-"، وهى ترنيمة حقيقية تُعرض كل عام فى الكرنفالات البرازيلية.

 

وسيتولى لولا، زعيم حزب العمال، الرئاسة البرازيلية فى الأول من يناير للمرة الثالثة، بعد أن حكم البلاد لفترتين بين عامى 2003 و2010.

 

فى ولايته الأولى، اختار أيضًا شخصية مشهورة من عالم الفن لتوجيه وزارة الثقافة، وكان جيلبرتو جيل، أحد أعظم أصوات الموسيقى البرازيلية جنبًا إلى جنب مع كايتانو فيلوسو وتشيكو بواركى والذى شغل هذا المنصب بين عامى 2003 و2008.

 

 


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع