أخبار عاجلة

ذكرى رحيل الأب الروحى للقراء الشيخ عبد الفتاح الشعشاعى.. ثانى قارئ يلتحق بالإذاعة بعد محمد رفعت.. قرأ فى الإذاعة بعد فتوى عدم حرمة الميكرفون.. ترك التواشيح الدينية وتفرغ للتلاوة.. مقرئ مآتم سعد زغلول وعدلى يكن

يعتبره الكثير أبًا روحيًا - مع الشيخ محمد رفعت - لقراء القرآن الكريم، فرغم بزوغ نجمه فى فترة الخمسينيات إلا أن تسجيلاته مازالت تعد مرجعًا للقراء الذين يريدون تعلم علوم القرآن وفنون القراءات، وملاذًا للسميعة لتطرب آذانهم بتلاوته العطرة، إنه الشيخ عبد الفتاح الشعشاعى، الذى تمر اليوم 11 نوفمبر الذكرى الـ 60 لرحيله.

 

كغيره من قراء القرآن الكريم، ارتبط الشعشاعى، المولود فى قرية شعشاع بالمنوفية فى 21 مارس 1890، منذ نعومة أظافره بكتاب الله، حيث حفظ القرآن الكريم كاملًا فى طفولته على يد والده الشيخ محمود الشعشاعى، ثم ألحقه والده بالمسجد الأحمدى فى مدينة طنطا لتلقى علوم القرآن هناك، ليلتحق بعدها بالأزهر الشريف فى مدينة القاهرة عام 1916 لاستكمال علوم القرآن الكريم والقراءات.

 

الشيخ عبد الفتاح الشعشاعى
الشيخ عبد الفتاح الشعشاعى

 

فى القاهرة وأثناء دراسته بالأزهر الشريف، ذاع صيت الشيخ عبد الفتاح الشعشاعى، وحقق شعرة واسعة مع عمالقة دولة التلاوة ومن بينهم "الشيخ على محمود، والشيخ محمد رفعت"، خاصة حينما شارك بتلاوات مع عمالقة التلاوة فى ذلك الوقت فى الليلة الختامية لمولد الحسين رضى الله عنه بالقاهرة، وذاع صيته أكثر حينما قرأ فى مأتم سعد باشا زغلول، وعدلى باشا يكن، ومحمد محمود رؤساء وزراء مصر فى هذه الفترة.

 

إلى جانب تلاوة القرآن الكريم، تميز الشعشاعى فى التواشيخ الدينية، فكون فرقة خاصة بالتواشيح الدينية وكان من بين أفراد بطانته الشيخ زكريا أحمد، إلا أنه فى عام 1930 قرر التفرغ لتلاوة القرآن الكريم، إثر إصابته بمرض فى حنجرته نصحه على إثره الأطباء بترك التواشيح لأنها تحتاج إلى مجهود أكبر وصوت وحنجرة قوية.

 

الشعشاعى يتلو القرآن الكريم بحضور عدد من رجال مجلس قيادة ثورة 23 يوليو
الشعشاعى يتلو القرآن الكريم بحضور عدد من رجال مجلس قيادة ثورة 23 يوليو

 

فى عام 1934 التحق الشيخ عبد الفتاح الشعشاعى بالإذاعة المصرية، وكان ثانى قارئ يلتحق بها بعد الشيخ محمد رفعت، وحينما وجد أنه مضطرا للتلاوة أمام الميكرفون رفض فى بادئ الأمر، بسبب اعتقاده بأن تلاوة القرآن الكريم فى الميكروفون حرام، ولكن بعدها صدرت فتوى تجيز تلاوة القرآن الكريم فى الميكرفون وبدأ بالفعل تسجيل عدد كبير من التلاوات للإذاعة المصرية .

 

 

وفى عام 1948 سافر الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي لأداء فريضة الحج، وهناك قرأ القرآن الكريم على مسامع الحجاج، وكان أول من يقرأ القرآن الكريم بمكبرات الصوت في مكة والمسجد النبوى ووقفة عرفات، كما سافر إلى العراق عام 1954.

 

الشيخ  عبد الفتاح الشعشاعى
الشيخ عبد الفتاح الشعشاعى

 

وفى تصريحات سابقة لـ "اليوم السابع"، أكد كرير إبراهيم عبدالفتاح الشعشاعى حفيد الشيخ، أن جده كانت له صداقات عديدة فى الوسط الفنى، مثل كوكب الشرق أم كلثوم والموسيقار محمد عبدالوهاب، لافتا إلى حلقة الوصل بينهم كان الشيخ زكريا أحمد والذى كان من بطانة الشيخ عبدالفتاح، وبعدها عمل فى التلحين، وأصبح حلقة الوصل، وكان اللقاء كل 15 يوما أو كل شهر، فى لقاءات متنوعة، وعلاقة صداقة.

 

الشيخ عبدالفتاح الشعشاعى مع الرئيس الراحل جمال عبدالناصر
الشيخ عبدالفتاح الشعشاعى مع الرئيس الراحل جمال عبدالناصر

 

عُين الشيخ عبد الفتاح الشعشاعى قارئًا للسورة فى مسجد السيدة نفيسة رضى الله عنها، ومسجد السيدة زينب رضى الله عنها، وحصل على العديد من الأوسمة الرسمية، وتوفى فى 11 نوفمبر 1962 عن عمر يناهز 72 عامًا، وكانت الجنازة شعبية مهيبة، بحضور العديد من الشخصيات العامة والقيادات، وخلف وراءه تراثًا عظيما من التسجيلات القيمة للقرآن الكريم، وورث صوته ابنه الشيخ إبراهيم الشعشاعى الذى توفى في مثل هذا اليوم 9 يونيو عام 1962، عن عمر يناهز 72 عامًا، وبعد وفاته وتحديدا فى عام 1990 منح الرئيس الأسبق حسنى مبارك اسم الشيخ الشعشاعى وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى تقديراً لدوره فى مجال تلاوة القرآن.


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع