سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 11 نوفمبر 1976.. الرئيس السادات يعلن أمام مجلس الشعب تحويل المنابر الثلاثة «اليمين والوسط واليسار» إلى أحزاب

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 11 نوفمبر 1976.. الرئيس السادات يعلن أمام مجلس الشعب تحويل المنابر الثلاثة «اليمين والوسط واليسار» إلى أحزاب
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 11 نوفمبر 1976.. الرئيس السادات يعلن أمام مجلس الشعب تحويل المنابر الثلاثة «اليمين والوسط واليسار» إلى أحزاب

كان مجلس الشعب الجديد على موعد مع أول جلساته فى 11 نوفمبر، مثل هذا اليوم، 1976، بعد انتهاء الانتخابات فى 28 أكتوبر 1976، وكان المصريون يترقبون خطوة الرئيس السادات التالية لهذه الانتخابات، التى أجريت فى وجود ثلاثة منابر تأسست فى 14 مارس1976، وانبثقت عن الاتحاد الاشتراكى التنظيم السياسى الوحيد بمصر منذ 1962، وهى منبر اليمين «الأحرار الاشتراكيين»، منبر الوسط «مصر العربى الاشتراكى»، منبر اليسار «التجمع الوطنى التقدمى الوحدوى».

 

تقدم كل منبر بمرشحيه، وبلغ عدد المرشحين إجمالا 1660 يتنافسون على 350 مقعدا، ورشح منبر الوسط برئاسة ممدوح سالم رئيس الوزراء 746 مرشحا، ورشح منبر اليمين برئاسة مصطفى كامل مراد 311 مرشحا، أما منبر اليسار برئاسة خالد محيى الدين فرشح 65 مرشحا، وترشح 908 مستقلين، ولاقت هذه الانتخابات قبولا عاما.

 

أعلن السادات الخطوة التى ترقبها الجميع فى خطاب افتتاح المجلس يوم 11 نوفمبر 1976 بتحويل المنابر الثلاثة إلى أحزاب، وتذكر الأهرام، أن السادات قال وهو يقدم القرار:  «إننى بناء على نجاح تجربة الانتخابات واستئنافا للمسيرة، التى عاهدت الله والشعب عليها نحو الديمقراطية السليمة، اتخذت قرارا سيظل تاريخيا يرتبط بكم فى افتتاح مجلسكم».. تضيف الأهرام:  «وأعلن السادات قراره الذى صحبته موجة بالغة من التصفيق استمرت فترة طويلة».

 

أشار السادات إلى عناوين التغيرات، التى سيحدثها قراره، ومنها مراجعة النظام الأساسى للاتحاد الاشتراكى، وضرورة أن يرفع يده نهائيا عن الأحزاب، وأن النظام الأساسى للاتحاد الاشتراكى لا بد أن ينص على أسلوب للرقابة على موارد الأحزاب المالية، وأن تكون لها برامج ومهما اختلفت فهى ملتزمة بالأسس الثلاثة، التى لا خلاف عليها وهى، الوحدة الوطنية «لا تقوم أحزاب على أسس دينية أوعنصرية»، حتمية الحل الاشتراكى «لا رجعة إلى حكم الرأسمالية والإقطاع، ولا نكوص عن مكاسب العمال والفلاحين وكل المحرومين»، السلام الاجتماعى «لا حقد ولا انقسام ولا بث للكراهية بين الشعب».

 

تذكر الأهرام، أن ممدوح سالم رئيس الوزراء ورئيس حزب مصر العربى الاشتراكى، بعد إعلان السادات، قرر أن يتولى محمود أبووافية سكرتير عام الحزب زعامة الأغلبية داخل مجلس الشعب، ويعاونه فى ذلك، المأمون مشال، وعبدالمنصف حزين، ومحمد عبدالحميد رضوان، وعلوى حافظ، وكمال الشاذلى، وصلاح بدوى، أعضاء الحزب.

 

تضيف الأهرام، أنه تقرر أن يتولى مصطفى كامل مراد رئيس حزب الأحرار الاشتراكيين، زعامة المعارضة داخل مجلس الشعب، ويكشف مراد، أن السادات استدعاه بعد إلقائه خطابه وبحضور حسنى مبارك نائب الرئيس، والمهندس سيد مرعى رئيس المجلس، وممدوح سالم رئيس حزب مصر العربى الاشتراكى، وقال له: إنه تلقى كتابا يتضمن أن حزب الأحرار الاشتراكيين حصل على المقاعد التالية لحزب الأغلبية، ومن حقه تزعمه المعارضة طبقا للتقاليد البرلمانية، وكشف «مراد » أن السادات وافق على أن يتولى رئيس الحزب رئاسة المعارضة، وطلب من سيد مرعى تخصيص مقر للمعارضة بالمجلس ليمارس فيها عمله البرلمانى.

 

أما خالد محيى الدين، مقرر الحزب الوطنى التقدمى الوحدوى، فرحب بقرار الرئيس، وقال: إنه يجب أن يستكمل بأن يكون للحزب أداة تعبير، وأن يكون لكل حزب جريدة، لأن أى عمل سياسى بدون أداة تعبير لا معنى له.

يكشف الكاتب الصحفى أحمد بهاء الدين فى كتابه «محاوراتى مع السادات» أنه هو الذى كتب خطاب السادات.. يذكر أنه كان فى الكويت رئيسا لتحرير مجلة العربى الشهرية، وجاء إلى القاهرة بناء على استدعاء تقليدى عن طريق السفير المصرى عز العرب أمين.

 

 يذكر:  «طلبنى الرئيس السادات لكى أكتب له الخطاب، الذى سيلقيه فى جلسة افتتاح البرلمان الجديد، وكان موعدى مع السادات وقت الغروب باستراحة القناطر، ولم يكن هناك مجال لمناقشات طويلة عما سيرد فى الخطاب بوجه عام، إلا نقطة واحدة أدت إلى نشوب الجدل والنقاش بيننا إلى ما بعد منتصف الليل، قال لى السادات: إنه سعيد عموما بالانتخابات، ويعتقد أن تجربة المنابر الثلاثة «اليمين والوسط واليسار» نجحت، ويريد أن يعلن فى جلسة افتتاح البرلمان قراره بأن تتحول المنابر الثلاثة إلى أحزاب».

 

يذكر بهاء أنه قال للرئيس: «إن هذه الخطوة عظيمة، ولكن هناك مشكلة بسيطة وهى أن الدستور لا ينص على وجود أحزاب، والحل البسيط أن يعلن الرئيس فى الخطاب هذا الرأى، ويطلب من اللجنة التشريعية بالبرلمان أن تجتمع لإعداد مشروع التعديل الدستورى اللازم»، يؤكد بهاء أن السادات لم يوافق على هذا الرأى، وظل الحوار بينهما إلى ما بعد منتصف الليل، وأنهاه الرئيس قائلا: «يا أحمد لازم تكون عرفت طريقتى، طريقتى أن أعلن قرارى وبعد كده نشوف إذا كان عايز تعديل، وإذا كان عايز قانون نعمل قانون، لأنى لو قعدت أدرس فى كل قرار علشان يطلع مايخرش الميه، يبقى عمرى ما هاطلع قرارات، كفاية أعلن فى الخطاب قيام الأحزاب، وبعد كده نشوف إيه اللى يحتاجه الموقف».


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع