أكرم القصاص يكتب: الاستثمار فى نجاح قمة المناخ محليا وأفريقيا ودوليا

بعد النجاح الذى حققته قمة المناخ نحن بحاجة إلى استثمار هذا النجاح بما يعود بالنفع على الدولة والمجتمع، ونقصد بالنجاح كل عناصر العمل من التنظيم إلى النتائج التى تم التوصل إليها والتعهدات التى قدمتها الدول الصناعية الكبرى، بناء على بدائل التمويل ومرونة التفاوض بالشكل الذى يتيح قدرات أكثر على التعامل مع أزمة التغيرات المناخية.

 

ويمكن توظيف واستثمار هذا النجاح من خلال الاستفادة من تجربة التعامل مع قضية المناخ فى باقى القضايا التى تحتاج إلى تواصل وحوارات مع جهات دولية أو إقليمية، للوصول إلى مواقف جماعية فى القضايا الإقليمية والدولية، انطلاقا من مفهوم أرستها الدولة فيما يتعلق بالشراكة والتعاون فى التعامل مع الجهات الدولية والمنظمات المستعدة للتواصل والتفاهم فى الموضوعات المشتركة.

  

أفريقيا، فإن قمة المناخ أظهرت بشكل كبير شكل وحجم الإخلاص الذى تكنه الدولة المصرية فيما يتعلق بالقضايا المشتركة ومنها قضية المناخ، حيث كان توجه الدولة والرئيس عبدالفتاح السيسى، منذ القمة الماضية السادسة والعشرين هو التعامل بأن قضية التغيرات المناخية لا تخص مصر وحدها، لكنها تخص القارة الأفريقية والأكثر تضررا من الانبعاثات والأنشطة الصناعية، وهو ما تأكد على مدى عام كامل وتجسد فى القمة المنعقدة الآن فى شرم الشيخ، حيث قدمت الدولة المصرية مبادرات وبدائل، منها «نوفى وحياة كريمة من أجل أفريقيا» والتى تدعم حق القارة فى تلقى الدعم والخاص بتغيرات المناخ والتحول إلى الطاقة المتجددة والخضراء. 

 

وبناء عليه فإن قمة المناخ عززت من الثقة الأفريقية فى الإخلاص من قبل الدولة المصرية للقارة، الأمر الذى يضاعف من حجم الثقة الأفريقية فى مصر، ويدعم اتجاهات التعاون والاقتصادى والسياسى بشكل يعود على أطرافه بالنتائج المفيدة.

 

نفس الأمر فيما يتعلق بالدائرة العربية حيث تتشارك الدول العربية فى التعامل مع قضية المناخ من خلال التعاون والتوسع فى المشروعات المشتركة.

 

محليا فإن استثمار نجاح القمة يمكن أن يستثمر فى صورة توسيع المبادرات والتحركات للتعريف بقضية المناخ وتأثيراتها على الحياة فى الريف والحضر وتأثيراتها على الزراعة والغذاء، وأيضا مضاعفة التوجه نحو أدوات إنتاج الطاقة المتجددة، خاصة الطاقة الشمسية من خلال تدعيم صناعات مستلزمات الطاقة الشمسية، لتكون فى متناول الجميع، وتعميمها فى الزراعة والمنازل بما يوفر طاقة نظيفة رخصية للزراعة والاستخدام المنزلى، بما يوفر فى استهلاك الوقود، خاصة أن مبادرة حياة كريمة تضع توصيل الغاز الطبيعى للمنازل فى قرى وتوابع المبادرة بما يقلل من حجم الأضرار والانبعاثات، وفى حال إقناع المجتمع بفوائد مصادر الطاقة المتجددة وتدعيم إنتاج مستلزماتها محليا، يسهم فى خفض التكلفة ويشجع الأفراد والجماعات على استخدام الطاقة الشمسية. 

 

ومن عناصر النجاح، تأكيد قدرات  شباب البرنامج الرئاسى والمتطوعين ، وهؤلاء أصبحوا يمثلون ثروة بشرية يمكن استغلالها فى تدريب المزيد من الشباب للعمل فى كل الجهات والمواقع لتطوير العمل الإدارى والجماعى بشكل كبير حيث يمكنهم أن يدربوا كوادر أخرى تضع الشباب فى مكانهم، بعد نجاحهم فى تحمل مسؤولية تنظيم مؤتمرات دولية ومحلية كثيفة الحضور.

 

يضاف إلى ذلك أن القمة أظهرت بشكل جيد عددا من المنظمات الأهلية المصرية التى قدمت أنشطة مهمة فيما يتعلق بقضية المناخ، وارتبطت وتعاونت مع منظمات أفريقية ودولية، تشير إلى تجربة يمكن استثمارها فى العمل الأهلى والعام بشكل يضاعف من نشاطها، ويخدم المجتمع بشكل كبير.

 

يضاف إلى ذلك أهمية استثمار وتوظيف الدعاية الكبيرة لنجاح المؤتمر فى  برامج سياحية بتكاليف مناسبة، سواء فيما يتعلق بسياحة المؤتمرات الدولية الكبرى، تنظيما وتنفيذا، أو دراسة برامج سياحية مناسبة يمكن أن توظيف هذا القطاع طوال العام استغلالا للإمكانات المتاحة، وهو ما يمكن أن ينعكس فى صورة فرص عمل وعوائد مباشرة، للمنشآت السياحية، وأيضا لكل العناصر المرتبطة بهذا القطاع المهم.

 

نحن أمام فرص يتيحها نجاح تنظيم قمة المناخ، لاستثمار هذا الرصيد فى مزيد من الفرص والأفكار التى تعود بنتائج على الدولة والمنظمات المختلفة، والنشاط السياحة والاقتصادى.

 


p

 


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع