حكاية مصرية اسمها "قرية الشباب".. 50 فدانا بصحراء سيناء حولها الشباب من كل المحافظات لمنطقة إنتاج خضراء.. على أرضها مزرعة زيتون ومعصرة ومصنع تخليل بمواصفات عالمية.. والقرية تقدم خدماتها للمزارعين بشمال سيناء

"قرية الشباب النموذجية"، اسم مشروع زراعى وانتاجى ناجح حققته الشباب والرياضة بشمال سيناء باستصلاح مساحة من رمال صحراوية بسيناء وتخضيرها وزراعتها بالزيتون وإقامة وحدات ومصانع انتاج زراعى قائم على انتاجها فى مدينة العريش بجهود شباب من كل محافظات مصر المشاركين فى المعسكرات الصيفية التى شهدتها المحافظة.

المشروع عبارة عن مساحات من زراعات الزيتون الخصبة، ومعصرة انتاج زيت زيتون لعصر الحبوب التى تنتجها اشجار المزرعة، وخدمة المزارعين فى مدن سيناء بسعر تنافسى، ومصنع للتخليل يجرى تجهيزه، ويقوم بخدمة هذه المكونات عمالة ثابتة تابعة للشباب والرياضة و عمالة موسمية من أسر وشباب يسكنون المناطق المجاورة لها.

حركة-عمل-يومية-2

قال المهندس عبدالقادر محمد عطية مدير قرية الشباب النموذجية بالعريش لـ"اليوم السابع"، ان جميع مكونات القرية الزراعية والانتاجية على هذه المساحة كانت عبارة عن أرض رملية صحراوية لا حياة فيها، حتى جأت فكرة ان تكون موقع لتعريف شباب مصر من كل المحافظات بزراعة الارض وكل شاب زائر من المشاركين فى المعسكرات الصيفية يترك بصمته بزراعة شجرة زيتون، وبالفعل منحت المحافظة للشباب والرياضة 50 فدانا هى مساحة القرية وبدأت خطوات التنفيذ.

اضاف ان مؤسسي المشروع قيادات الشباب والرياضة ورموز مجتمعية سابقة بشمال سيناء، وهما المرحومين عبد العزيز شاهين وكامل جودة، وكانت البداية بسيطة بمزرعة لا تمتلك اى مقومات نجاح، حيث تتم الزراعة ونقل المياه يدويا، ومع مرور الوقت تدخل أصحاب الخبرات من المهندسين الزراعيين وتم تجهيز المزرعة وتزويدها بأصناف جديدة من الزيتون ثنائى الإنتاج الصالح لإنتاج الزيتون والتخليل، ثم إنشاء معصرة زيتون للإستفادة من وجود إنتاج لعصره .

وقال ان انشاء المعصره يعد ثاني اهم خطوة فى نجاح المزرعة وتعمل من خلال خطين انتاج أحدهما بقوة 20 طن يومى، والثانى 50 طن فى اليوم، وتستقبل انتاج المزرعة وإنتاج المزارع الأخرى خدمة للمزارعين بسعر تنافسى وتحقيق مبدأ عدم الاحتكار بسعر أقل وجودة أعلى ، ويعمل فى المعصرة 20 عامل على فترتين مسائية وصباحية.

جانب-من-مصنع-التخليل

وقال ان المشروع الثالث الذي تحقق على أرض القرية الشبابية هو إنشاء مصنع للتخليل بمواصفات عالمية ويعمل من خلال 3 خطوط إنتاج تقوم بالفرز والطبخ والتخلص من النواة لإنتاج الزيتون المخلل المحشو وإنتاج حبات زيتون مخلل بحسب الحجم.

قال كليب راشد ، مدير مديرية الشباب والرياضة بشمال سيناء، ان مزرعه الشباب تم انشاءها عام 1986 بعد تحرير مدينة العريش وجلاء الاحتلال الاسرائيلى عنها، تبلغ مساحتها الاجمالية 50 فدان مزروع منها 35 فدان والباقى مناطق خدمات .

واشار انه تم زراعتها عن طريق معسكرات العمل التى ينظمها المجلس الأعلى للشباب والرياضة فى ذلك الوقت ويقوم شباب من كافة أنحاء مصر بالاشتراك فى المعسكرات يقومون بزراعة ورى الاشجار الزيتون خلال مدة المعسكر.

العمل-فى-عصر-الزيتون

واوضح مدير مديرية الشباب والرياضة بشمال سيناء، أنه قامت محافظة شمال سيناء فى عام 2009 بتزويد المزرعة بمعصرة للزيتون تقوم بعصر إنتاج المزرعه وخدمة المزارعين بالمحافظة، ويقوم خط الإنتاج الخاص بالمعصرة بعصر الزيتون على مراحل تبدأ بالوزن لتحديد كمية الزيت وحساب تكلفة العصر، ثم يوضع الزيتون فى قادوس سعة 500 كيلو جرام، بعدها يقوم سير السحب بنقل الزيتون الى المغسلة بعد التنقية من اوراق الاشجار والغسيل بالماء وصولا للعجانة بها 4 مراحل سعة الواحدة 750 ك، ثم مرحلة الطرد المركزى التى تقوم بفصل العجين من الماء والزيت، ويتم نقل للمرحلة الأخيرة وهى فصل الزيت عن الماء.
وأكد مدير عام الشباب والرياضة انه إلى جانب عصر الزيتون الخاص بمزرعة الشباب يتم توفير خدمات للمزارعين من أبناء المحافظة ممن يرغبون فى عصر زيتونهم ، وتنقية للزيت بفلاتر كما يوجد مصنع لتخليل الزيتون تحت الانشاء.

واشار ان ماتحققه المزرعة من جودة اقتصادية للمحافظة انها توفر فرص عمل لأكثر من 40 أسرة، فضلا عن تقديم خدمة عصر الزيتون للمزارعين من كافة مناطق وقرى العريش والشيخ زويد بسعر تنافسى، كما انها تحقق إيرادات وعوائد للدولة، وتقوم بتشغيل نفسها تلقائيا كمشروع ناجح قام على زراعات بدأها الشباب حتى نمت وتميزت ونجحت وتركت اثر لكل ابناء مصر فى تعمير سيناء بايديهم.
بدورهم اثنى المزارعون المستفيدون من خدمات القرية على دورها فى خدمتهم ومن بينهم المزارع نصار سليمان، الذى يقوم بزراعة الزيتون فى المناطق المجاورة للمزرعة ويستفيد من خدمة عصر إنتاج مزرعته بمعصرة الشباب والتي بحسب قوله تعطى انتاج متميز وتخدمهم ، وتابعت " فضية محمد عيد " من قرية قبر عمير شرق العريش بقولها، انها تقوم بزراعة 20 فدان زيتون، وتحرص ان تحضر الإنتاج لعصره فى معصرة الشباب كل عام لجودة مراحل العصر وعدم احتكار الأسعار، وتعبر هذه خدمة متميزة تقدمها لهم الدولة كمزارعين.

واشار سالم ابومحمد، احد الاهالي إلى انه من بين ذوي الاسر الذين يعملون فى مزرعة الشباب على مدار العام بمراحل قطف حبوب الزيتون، وتقليم الشجر ورعايته، لافتا ان هذه الارض كانت فى الماضى منطقة صحراوية مهملة حتى تدخلت الجهود وشهدت مراحل تحويلها لمنطقة خضراء عامرة بمزارع الزيتون ومصانعه.

وقال " محمد ابو احمد"، احد تجار زيت الزيتون، انه يحرص على الحضور لشراء إنتاج الزيتون الذى تنتجه المعصرة من المزارعين الذين يحضرون لعصر حبوب زيتونهم بها، ولاحظ تميز وجودة ونقاء الزيت المنتج.