إيديه تتلف فى حرير.. الأسطى مجدى توحه أشهر صنايعى تشكيل نحاس بجوار مسجد سيدى أحمد البدوى بطنطا.. 40 سنة من تصنيع حلل النحاس و"أهلة" المآذن.. ويؤكد: ورثتها عن أبويا وجدى وعلمتها لأولادى.. صور

تُعد مهنة النحاسين من أقدم المهن على مر التاريخ، والتي يختص بها مجموعة من الحرفيين المهرة فى ذلك المجال، لتشكيل النحاس بالأشكال والأحجام المطلوبة بدقة وبراعة كبيرة.

وفى مدينة طنطا تشتهر المنطقة المحيطة بمسجد العارف بالله سيدي أحمد البدوى، بوجود منطقة الحرفيين ومن أشهرها منطقة سوق النحاس والتي تضم مجموعة من أمهر الحرفيين فى تشكيل النحاس وتصنيعه منذ عقود طويلة ومازالت المحلات والورش تحتفظ بالذكريات والتراث منذ سنوات طويلة وحتى الآن.

وفى إحدى الورش بسوق النحاس يجلس الأسطي مجدي توحه صاحب الـ 60 عاما على كرسي ممسكا شاكوش ويقوم بالدق على حلة نحاس ويجلس أمامه نجله الصغير يساعدة فى العمل.

يقول الأسطي"توحه" أنه يعمل فى ذلك المجال منذ 40 عاما وكان ينزل للورشة مع والده منذ أن كان طفلا صغيرا وتعلم هذه المهنة من والده والتي ورثها هو عن والده أيضا، وقضي سنوات عمره فى هذه المهنة.

وأضاف أنهم كانوا فى الماضي يصنعون الأباريق والحلل النحاس والطشوط النحاس، وكان زبائنهم يأتون من الأرياف لتجهيز العرائس ، وتطورت المهنة وأصبحوا يصنعون آذنات "حلل" والتي تستخدم فى مصانع حلاوة المولد، وقطارات وتستخدم فى الدول العربية لتصنيع العطور، وتصنيع هلال المساجد.

وأشار أن أفضل خامات لتصنيع هلال المساجد من النحاس والتي يتمتع بالصلابة ولا يتأثر بالعوامل الجوية عكس المصنوعة من الألومنيوم فتتعرض للتلف بمرور الوقت بسبب العوامل الجوية المختلفة، مشيرا أن النحاس المستخدم فى حلل مصانع حلاوة المولد أفضل وأمتن بكثير من الخامات الأخرى لتحمله أعلى درجات الحرارة.

وأوضح أن ارتفاع أسعار النحاس دفعت الكثير لاستخدام الالومنيوم بدلا من النحاس، مبينا أنه يستخدمون النحاس القديم ويقومون بإعادة تدويره واستخدامه فى الصناعة والتشكيل مرة أخرى.

وأكد الأواني النحاسية من أجود الأنواع من حيث استخدامها فى تناول الطعام أو الصناعة لوجودها العالية، مشيرا أن النحاس القديم يتم إعادة طلائة بالأزير لإضافة لمعة ومتانة له فى وقت الاستخدام.

وأشار أنه يستخدم الشاكوش فى الدق على النحاس حتي يسهل تشكيله، بعد تمريره على درجة حرارة عالية لتسهيل عمليات التشكيل والفرد، مبينا أن أولاده الـ 4 يعملون معه فى تلك المهنة وعمل على إكسابهم الخبرة اللازمة فى تشكيل النحاس.