وفاء زكريا كبيرة المذيعين بالبرنامج العام فى حوار خاص مع "اليوم السابع": أول برنامج قدمته "همسة عتاب" بالمشاركة مع صفاء حجازى وكانت بدايتى مع الميكروفون قوية.. وبرنامج "البساط الأخضر" قدمته لأكثر من 28 عاما

- إسلام فارس كان له الفضل فى تشجيعى أنا وصفاء حجازى لتقديم برنامج خاص بنا

- تدربت على أيدى عمالقة فى الإذاعة أبرزهم محمود سلطان ومدام ميرفت رجب.. وعبد العال هنيدى مثلى الأعلى

- لم أحاول الانتقال إلى التليفزيون لتعلقى بالإذاعة وحبى للبرنامج العام

- صبرى سلامة كان يقول لى وزميلتى أمانى شحاتة "أنتما أكثر الموجودين تميزًا" وكان شجعنا دوما ونصائحه لنا كانت غالية

- فترة رئاسة فاروق شوشة للإذاعة كانت مميزة جدًا وعلاقتنا به كانت علاقة مباشرة
 

 

تعد أحد أبرز نجوم شبكة البرنامج العام، بدأت في الإذاعة المصرية كبيرة، لتخرج منها كبيرة أيضا، برامجها تعد علامة مميزة لدى عشاق الراديو، حيث تتسم بالبساطة وتنوع الأفكار، وتدرجت فى الشبكة الرئيسية بالإذاعة حتى تصل لكبيرة المذيعين بشبكة البرنامج العام، وتحفر اسمها ضمن رواد هذه الشبكة الإذاعية المهمة، إنها الإذاعية الكبيرة وفاء زكريا.

خلال حوارنا مع الإذاعية وفاء زكريا تحدثنا معها حول من أبرز من شجعها للاتجاه نحو العمل بالإذاعة، وكيف كانت بدايتها الإذاعية، وأبرز من دعمها خلال مشوارها الإعلامى، وأقرب البرامج التى قدمتها إلى قلبها، وأكثر نصيحة تلقتها وحرصت على تطبيقها في عملها ومثلها الأعلى فى العمل الإعلامى ودور الأسرة فى تشجيعها على النجاح وغيرها من القضايا والموضوعات فى الحوار التالى..

 

كيف جاء انضمامك للإذاعة المصرية.. وهل كان للأسرة دور فى عملك بالإذاعة؟

والدى كان من رجال التربية والتعليم، وكان مثلًا أعلى لنا، وإنسانًا مثقفًا للغاية ويتحدث في أي موضوع باستفاضة، وكان من عشاق الراديو ويفتح الإذاعة على المحطات المتاحة، ويستمع إلى البرنامج العام وصوت العرب بإنصات تام، وارتبطنا بالراديو من خلاله، وعندما دخلت كلية الإعلام أحببت الكلية للغاية، كما أن التدريب العملي بالكلية كان على أكمل وجه، وكانت لنا فرصة بعد التخرج؛ حيث كنت أحضر تمهيدي ماجستير، وكان معنا زميلنا الدكتور حسن علي، وقال لي: "تدربي في الإذاعة إلى أن يتم الإعلان عن وظائف للمذيعين"، فقد كان السبب في دخولي الإذاعة، وتدربت لمدة 6 شهور حتى جاء إعلان المذيعين.

الإذاعية وفاء زكريا
الإذاعية وفاء زكريا

 

ما هى أولى المحطات التى انضممتِ إليها فى بداية عملك بالإذاعة؟

فى البداية انضممت إلى إذاعة صوت العرب، وكانت مفارقة غريبة؛ لأن والدي كان يقول لي "أجمل الأصوات ستجدينها في شبكة صوت العرب"، ولذلك كان انضمامي إلى صوت العرب ذا معنى كبير بالنسبة لى.

 

وماذا عن أول برامجك فى الإذاعة المصرية؟

أول برنامج قدمته هو "همسة عتاب"، بالمشاركة مع زميلتي صفاء حجازي، وكانت بدايتي مع الميكروفون قوية؛ لأن البرنامج له جمهور ومستمعون، وكان هناك تشجيع لي لتقديم برامج خاصة، وكنا نتحدث عن فنانين وأحداث، أو عيد قومي في مكان ما، والبرنامج يشمل كل أوجه وأشكال الإذاعة التي يمكن تعلمها.

 

من شجعك على تقديم هذا البرنامج؟

الأستاذ إسلام فارس كان له الفضل في تشجيعي، أنا وصفاء حجازى، لتقديم برنامج خاص بنا، وكانت البداية في "أناس لا يعرفون اليأس".

الإذاعية وفاء زكريا خلال تكريمها
الإذاعية وفاء زكريا خلال تكريمها

 

من أبرز من تدربتِ على يديهم فى الإذاعة المصرية خلال بداية مشوارك الإذاعى؟

من توفيق الله لى أنني تدربت على أيدى عمالقة في الإذاعة، وكنا نجلس أمامهم مبهورين؛ فعندما يقول لى الأستاذ عبد العال هنيدي "انزلي كى تسمعي النشرة" كنت أرى منتهى الجمال والعمق والتركيز في الأشياء التي يقدمها بالنشرة، ومن حظي أنني عاصرت هذه الأجيال الجميلة، وكنت أتلقى تشجيعًا دائمًا، أنا وزميلة لي، بأننا نمتلك أصواتًا مميزة، وهذا أحببنا أكثر في الإذاعة.

 

من أبرز من دعمك خلال عملك الإذاعى؟

تدربتُ على يد الأستاذ محمود سلطان ومدام ميرفت رجب، تدربنا على أيدي عمالقة، وكنا نجلس مبهورين بهم، ولكن حدثت مشاجرات بين الكبار، وتم توزيعنا على الشبكات، وانتقلت إلى البرنامج العام، وكانت البداية مع الأستاذة هالة الحديدي، وأشكرها للغاية؛ لأنها غرست لدينا قيمًا كثيرة، وكانت تقول لنا: "لا بد أن نحضر للإذاعة مبكرًا ونراجع المادة، و(الشرائط وصلت أم لا)، حتى لا تحدث أي مشكلة على الهواء"، وبعد زواجي اتجهت إلى البرامج الخاصة في البرنامج العام، لظروفي العائلية التي تعارضت مع "اختلاف الشيفتات"، وعاصرنا أساتذة موهوبين للغاية، وإلى الآن وأنا في البرامج الخاصة.

 

احكِ لنا عن تجربتك في رئاسة البرامج العسكرية بالبرنامج العام؟

تدرجتُ في العمل بشبكة البرنامج العام إلى أن ترأست إدارة البرامج العسكرية، وكانت فترة مهمة؛ لأن البرامج العسكرية كانت تركز على الدور الذي تقوم به القوات المسلحة من ناحية، والداخلية من ناحية أخرى، وقدمنا برامج مثل "كلنا جنود شعب وجيش" و"عيون ساهرة"، وكان لها دور في توعية الناس وتعريفهم بالجهود المقدمة من خلال هذه الجهات، وحاولنا -قدر المستطاع- أن نقدم أفكارًا جديدة، وتم العمل على أكمل وجه، كما شاركتُ في تقديم مسابقة سنوية من الشئون المعنوية للقوات المسلحة على مدار أكثر من 10 سنوات.

الإذاعية وفاء زكريا خلال تكريمها مع أحد زملائها بالإذاعة
الإذاعية وفاء زكريا خلال تكريمها مع إحدى زملائها بالإذاعة

 

ما هى أبرز المناصب التى توليتِها خلال عملك بالإذاعة؟

مدير إدارة البرامج العسكرية، وأنا حاليًا كبير مقدمى برامج وكبير المذيعين بالبرنامج العام قبل خروجى على المعاش.

 

وما هى أكثر البرامج قربًا إلى قلبك؟

قدمتُ برنامج "حتى إشعار آخر"، وأعتز به جدًا، وكنت أتحدث فيه عن السلوكيات التي يجرمها القانون، وتتم تحت مرأى ومسمع من الجميع دون رادع، وكان البرنامج جيدًا للغاية. وتم توجيه الشكر إليّ على كل الحلقات التي قدمتها، ودائمًا ما أتذكر هذا البرنامج؛ لأنه تم تقديره بشكل جيد، وبذلنا فيه مجهودًا كبيرًا.

وهناك أيضًا برنامج "البساط الأخضر"، الذي قدمته على مدار أكثر من 28 عامًا، عبر فترات بينية؛ حيث كان يتوقف ويعود مرة أخرى، وهو البرنامج الوحيد المستمر فى البرنامج العام، وتناولت فيه العديد من القضايا؛ منها قضايا البيئة، وقمنا بحملات بيئية، سواء مع الجهات الحكومية أو الأهلية، وفي دراسة بكلية الإعلام عن البرامج البيئية لشبكات مختلفة، كان برنامج "البساط الأخضر" الأول من حيث المتابعة، وكان هذا شرفًا كبيرًا لي.

 

من أبرز الضيوف الذين تأثرتِ بهم خلال استضافتك لهم فى الإذاعة؟

أجريت لقاءات مع كبار الشخصيات فى المجتمع؛ وحاورت الفنان محمد عبد الوهاب، ومأمون الشناوي، والكاتب الصحفى مصطفى أمين، والرسام مصطفى حسين، وشخصيات كبيرة، وكانت أجمل الحوارات التي أجريتها؛ فهم يمتلكون لباقة واستعدادًا يزيدان من جودة الحوار الإذاعي، وهذه اللقاءات أعتز بها جميعًا، كما قدمت برامج لأعياد قومية لبورسعيد والسويس والإسماعيلية، وكنا نواكب كل الأحداث التى تتم فى المدن الجديدة، ونتابع الأنشطة الجديدة لحظة بلحظة، فالعمل في الإذاعة جعلنا مدركين لكافة الأحداث.

 

لماذا استمريتِ في البرنامج العام ولم تنتقلى لشبكة إذاعية أخرى؟

البرنامج العام هو الشبكة الرئيسية؛ حيث تستطيع أن تتحدث عن أي موضوع وبأي لون من البرامج الإذاعية، لا شيء متخصص، كما أن لدي انتماءً شديدًا للبرنامج العام، ورغم جاذبية القنوات الفضائية، إلا أنني لم أفكر في الانتقال إليها، نحن نركز على إعادة الإذاعة لأمجادها مرة أخرى.

 

وما سر عدم انتقالك للعمل فى التليفزيون؟

لم أحاول الانتقال إلى التليفزيون؛ لقد تعلقت بالإذاعة جدًا وأحببت البرنامج العام، وبالفعل تم فتح قنوات تليفزيونية، أثناء عملي بالإذاعة، مثل القناة الثالثة والفضائية المصرية، ولكن لم أرغب في ترك الإذاعة، وكنت أحرص دائمًا على الإجادة وتقديم الإضافة في المكان الذي أنتمي إليه.

تكريم الإذاعية وفاء زكريا
تكريم الإذاعية وفاء زكريا

 

أصعب موقف مررتِ به خلال عملك فى الإذاعة؟

أصعب المواقف بعد 25 يناير 2011؛ بسبب المظاهرات التى كانت تعيق دخولنا ماسبيرو، لقد كانت فترة صعبة ومرت على خير، وأدينا عملنا رغم كل المصاعب.

 

من هم أبرز رؤساء الإذاعة الذين كان لهم تأثير فى مشوارك الإذاعى؟

بدأت فى الإذاعة فى الثمانينيات، فى شبكة صوت العرب عام 1986، ثم انتقلت إلى شبكة البرنامج العام عام 1987، وحينها كان رئيس الإذاعة فهمي عمر، وبعد ذلك تولى فاروق شوشة رئاسة الإذاعة، ثم حلمي البلك، وعبد الرحمن رشاد، وإيناس جوهر، وانتصار شلبى.

فترة رئاسة فاروق شوشة للإذاعة كانت مميزة جدًا، وعلاقتنا به كانت علاقة مباشرة؛ لأنه تولى رئاسة شبكة البرنامج العام وكان أستاذى فى الكلية، ومن الشخصيات المتميزة إنسانيًا وإداريًا، وكان يتأذى من أخطاء المذيعين في اللغة العربية. وكذلك الأستاذ عمر بطيشة الذي كان منفتحًا للغاية وإداريًا بحق، ويأخذ القرارات في الوقت المناسب. وكذلك عبد الرحمن رشاد الذي كان إداريًا ناجحًا للغاية، وكان زميلنا فى البرنامج العام، وبرنامجه لا يزال مستمرًا وله مستمعون حتى الآن.

 

ما هى أبرز نصيحة تلقيتها خلال فى الإذاعة وحرصت على تطبيقها خلال عملك؟

نصيحة والدي الذي كان يستمع إليّ دائمًا، وكان يوجهني ويدفعني نحو التركيز في اللغة والأداء، وكذلك الأستاذ صبري سلامة الذي كان يميزنا دائمًا، أنا وزميلتي أماني شحاتة، ويقول لنا "أنتما أكثر الموجودين تميزًا، حاولا أن تثقفا أنفسكما"، كان يشجعنا دومًا، ونصائحه لنا كانت غالية، واستفدنا من كلامه معنا كثيرًا، لقد كانت فترة التدريب على يد الأستاذ صبري سلامة من أجمل فتراتي في الإذاعة.

 

كيف استطعتِ أن توازنى بين عملك فى الإذاعة وإدارتك لمنزلك وتربيتك لأولادك؟

هذا يعتمد بشكل كبير على شريك الحياة، إذا كان يشجعك أم لا، وأشهد الله أن زوجى كان خير رفيق، وتعاون معي ودعمني في أشياء كثيرة للغاية، أتذكر عندما كنا نذهب إلى المصيف، كنت أحب أن أسجل مع المواطنين، وكان يشجعني دائمًا ولم يعترض على هذا الأمر مطلقًا.

 

بحكم أنكِ من خريجى كلية الإعلام.. هل ترين أن المذيع يجب أن يكون من دارسي الإعلام أم يعتمد الأمر على الموهبة؟

لقد تخرجت في كلية الإعلام، وسعيدة أنني من خريجي كلية الإعلام وأعمل في ماسبيرو. أي أكاديمي يمكن أن يكون إذاعيًا، وليس شرطًا على الإطلاق أن يكون الإذاعي من خريجي كليات الإعلام؛ فالدورات التدريبية كفيلة بأن تكون إذاعيًا.

 

من هو مثلك الأعلى فى الإذاعة؟

مثلي الأعلى هو الإذاعى الكبير عبد العال هنيدي، الذى كان يشجعني كثيرًا، فهو مثال للإذاعي المتميز المتمكن.

 

ومن أقرب الناس إليك من الإعلاميين؟

كل زملائى قريبين مني، فلا يوجد شخص معين، وتعاملت مع كثيرين في مشواري المهني. صفاء حجازي كانت زميلة عزيزة علينا جدًا؛ فحتى آخر وقت، كنا نتقابل في أي مكان، وكانت ترحب بنا، ولم تتكبر على أحد، وكانت من أعز الناس، وكذلك الأستاذة هالة الحديدي التي أقدرها للغاية، والأستاذ عمر بطيشة الذي أعتز للغاية بعملي معه أثناء رئاسته للإذاعة.


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع