عم سيد عباس مسن بقلب شاب فى قنا.. أطلق عليه ساحر الصفيح لمهارته في صناعة المجسمات .. بدأ الحرفة بعد بلوغه سن المعاش ويصنع سيارات للأطفال وأدوات للخبيز.. ويؤكد: عاصرت 3 حروب وتلقيت العديد من التكريمات

تظهر على ملامح وجهه حكايات عديدة، فلون بشرته القمحاوي يشبه حبات القمح المزروعة في الأرض الجنوبية التي ولد فيها وعاش شبابه وشيخوخته، شاهدة علي أن عملًا جميلًا مر من هنا ، وما زال يستكمل رحلة عطائه التي بدأها بعد الستين، فرغم أن عمره قارب علي الـ 80 إلا أنه يمتلك قلب شاب محب للحياة ومقبل على أيامها القادمة ليظل متمسك بما تبقي من عمره، يعيش الحياة بمرها وحلوها غير مكترث ليوم قادم أو يوم مضي.

فبجسد نحيل وعينان تظهران الضحكة في كل مرة يقابل فيها زبائنه، يمكث العم سيد عباس والشهير بساحر الصفيح في المدينة الجنوبية قوص منهمك في عمله الذي استكمله بعد رحلة قضاها في العمل سائقا بالنقل العام، لتبدأ رحلته الجديدة في عمر الـ 60 بعد التفرغ والتواجد لوقت طويل داخل المنزل، فلا تجد صغيرا أو كبيرا داخل مدينة إلا ويعرف ساحر الصفيح المحب لعمله والمخلص للتفاصيل الدقيقة التي يصنعها في مجسماته دون الاطلاع عليها مسبقًا.

العم سيد عباس
العم سيد عباس

 

وما بين التقدم في العمر وإصرار الشباب تظهر رعشة يد الرجل الثمانيني في عمله ، ورغم ذلك ما زال محافظًا علي الدقة لتخرج مجسماته وكأنها مصنوعة بآلات وليس يدويا ، وتظل مهارة العم سيد كلمة السر فيما يقدمه بشغف للصغار والكبار من أهالي منطقته بأحد شوارع مدينة قوص، محولا الصفيح إلي أشكال ومجسمات يعجز الكثيرين عن تقليدها أو صناعتها.

العم سيد بجوار مجسماته

العم سيد بجوار مجسماته

وقال العم سيد عباس، 80 عاما، والشهير بساحر الصفيح، إنه عمل لمدة كبيرة سائقا في النقل العام وقبلها التحق بالجيش وعاصر 3 حروب،  وخلال تلك الفترة تعلم صناعة المجسمات من الصفيح في أوقات الفراغ، ولكن البداية الحقيقية لعمله في صناعة الصفيح كانت منذ بلوغه المعاش، وبدأ بصناعة أشكال عديدة من الصفيح منها ألعاب الأطفال والحصالة وأقماع الخبز وأدوات الشيش وكل ما يطلب منه من خلال الزبائن، حيث يجيد صناعة الأشكال من الصفيح القديم الذي لا تحتاجه ربة المنزل ويستغل مرة أخري بدلًا من التخلص منه.

العم سيد عباس بقنا

العم سيد عباس بقنا

 وأوضح عباس، أنه اكتسب الخبرة من عمل أشكال من الصفيح على هيئة مجسمات كبيرة وكذلك صغيرة وذلك من خلال الممارسة والعمل المستمر في تلك الحرفة الصعبة التي تحتاج إلي مهارة وعناية بالمجسم ومعرفة تفاصيله قبل البدء في صناعتها، فصناعة سيارة تحتاج إلي أن يكون الصانع علي معرفة بالأبعاد وما تحتويه من الداخل وكذلك أماكن مكونات السيارة من الداخل حتي يخرج المجسم بشكل صحيح وبدون غلطات كثيرة.

ساحر الصفيح بقنا

ساحر الصفيح بقنا

 وأشار سيد عباس، إلي أن أهل مدينته أطلقوا عليه ساحر الصفيح، لامتلاكه مهارة في صناعة الأشكال من الصفيح والاستفادة منه،  ولا يعمل في صناعة المجسمات سوى العم سيد في مدينته ويعد الأقدم في محافظة قنا الذي استمر في تلك الحرفة رغم مكاسبها المحدودة.

سيد عباس 80 عاما

سيد عباس 80 عاما

وتابع عباس، أنه تلقى العديد من التكريمات، بالإضافة إلي الزيارات ومقابلة وزراء منهم وزير النقل السابق، كما أن محافظ قنا يحتفظ فى مكتبه بمجسم سيارة مصنع من الصفيح، وكذلك رؤوساء مدن قنا ومنهم من كان يطلب منه صناعة فانوس رمضان للاحتفاظ به كنوع من الهدايا، لافتًا أن إحدى رؤساء المدن السابقين وعده بالحصول علي شقة سكنية وذلك بناء علي طلب منه ولكن بعد قضاء مدته ونقله إلى مكان آخر لم يحصل علي الشقة التي تمناها منذ سنوات، حيث يعيش في منزل بالإيجار معرض للانهيار، كما أنه لا يجد مكانا للعمل فيه، فيعمل علي مدار الوقت في الشارع الذي يقابل منزله ويعود في نهاية اليوم.

العم سيد
العم سيد

 

سيد عباس يعمل في صناعة مجسمات من الصفيح
سيد عباس يعمل في صناعة مجسمات من الصفيح

 

 


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع