رحلة البحث عن 72 حزبا غير ممثل بالبرلمان.. رئيس "البداية": الدولة قايمة بشغلها ومالهوش لزمة نشاطنا.. وأمين "المواجهة": "مش عارف حاجة عنه أصلى مابروحش".. ووكيل "فرسان مصر": سبته علشان كبار السن همشوا الشباب

رحلة البحث عن 72 حزبا غير ممثل بالبرلمان.. رئيس "البداية": الدولة قايمة بشغلها ومالهوش لزمة نشاطنا.. وأمين "المواجهة": "مش عارف حاجة عنه أصلى مابروحش".. ووكيل "فرسان مصر": سبته علشان كبار السن همشوا الشباب
رحلة البحث عن 72 حزبا غير ممثل بالبرلمان.. رئيس "البداية": الدولة قايمة بشغلها ومالهوش لزمة نشاطنا.. وأمين "المواجهة": "مش عارف حاجة عنه أصلى مابروحش"..  ووكيل "فرسان مصر": سبته علشان كبار السن همشوا الشباب

كتب محمود حسن

87 حزبا هو عدد الأحزاب الرسمية الموجودة فى مصر بحسب الهيئة القومية للاستعلامات، 15 منها فقط ممثل فى البرلمان، لا تحظى حتى كل الأحزاب الممثلة منها فى البرلمان بالزخم السياسى والضوء الإعلامى اللازم، أما الـ72 حزبا الأخرى، فتقريبا لا يسمع عنها أحد.

يبدو غريبا أن تختفى تلك الأحزاب من على الساحة تقريبا، فى وقت كانت مصر كلها تتحدث قبل ثورة يناير عن وجوب حرية تأسيس الأحزاب، وبحدوث الثورة أقبل العديدون على تأسيس أحزاب سياسية، لكن مع الوقت اختفت تلك الأحزاب تماما بشكل يثير الدهشة.

أين اختفت تلك الأحزاب وهل مازالت موجودة على الساحة وتحاول النجاة، أم أنها اختفت وتوقف مؤسسوها عن ممارسة السياسة؟

كنا لحد ما سعداء الحظ، إذ أن الهيئة القومية للاستعلامات تنشر فى بيانات الأحزاب هواتف وكلاء مؤسسيها ورؤسائها، وبدأنا رحلة من محاولة التوصل مع عدد من الأحزاب التى يمكن أن تسميها أحزاب الظل، والغير ممثلة فى البرلمان، وبدأنا رحلة من البحث عنها.

 

أمين حزب المواجهة: الدولة مش واقفة جنبنا.. ومش عارف حاجة عن آخر نشاطات الحزب أصلى ما بروحش

بدأنا بحزب المواجهة، وهو حزب أسس فى أبريل عام 2016، ويعرف نفسه بأنه حزب المواجهة هو حزب مدنى ديمقراطى تأسس من أجل العمل على ترسيخ وتعزيز قيم الدولة المصرية، كان صاحب الهاتف هو أمين شؤون العضوية فى الحزب محمد رمضان، وسألناه عن حزبه وأين هو الآن؟، فكانت الإجابة أن حزبه مازال موجودا على الساحة، خاض الانتخابات الأخيرة لكنه لم يوفق بها.

رمضان اتهم عددا من الأحزاب بأنها هى التى سيطرت على الإعلام بسبب الدعم المالى الواسع الذى تحظى به، أما الأحزاب الأخرى – مثل حزبه – فلا تحظى بذلك الدعم، وبالتالى لا تحظى بأى تغطية إعلامية.

سألنا رمضان عن مقر الحزب الرئيسى، فكانت إجابته أنه موجود، ومفتوح كل يوم، وحين سألناه عن آخر أنشطة الحزب كانت إجابته "مش عارف أصلى ما بروحش الحزب"، ضربنا مثلا بتلك الأنشطة التى ينظمها الحزب فكانت إجابته: "دورات رمضانية فى منطقة ما بس أنا مش فاكر هى إيه".

دخلنا الصفحة الرسمية للحزب على الفيس بوك، وهى وسيلة التواصل الوحيدة الإلكترونية التى يحظى بها الحزب إذ أن موقعه الرسمى معطل، عدد المعجبين بصفحة الحزب فقط 1400 شخص، بمعنى أننا لو افترضنا أن الحزب التزم بجمع الحد الأدنى للتوكيلات لتأسيسه وهو 5 آلاف توكيل، فإن 3600 من مؤسسى الحزب لم يهتموا بالإعجاب بصفحته على "فيس بوك"، أو ربما لا يمتلكون حسابا على موقع الفيس بوك.

أما آخر ما نشرته تلك الصفحة، فكانت استقالات لمجموعة من أفراد الحزب، وتحذير قانونى من التعامل باسم الحزب، مذيلا بعبارة: "ونعلمه ونعلم الجميع أن من سيتعرض لاسم الحزب من قريب أو بعيد للمسألة القانونية".

 

رئيس حزب فرسان مصر يدعى إجباره على الاستقالة تحت تهديد السلاح ويتهم الإعلام والحكومة بتهميش الحزب

تركنا حزب المواجهة وتواصلنا مع حزب "فرسان مصر"، رد علينا "عبد الرافع درويش" والذى عرف نفسه بأنه رئيس الحزب، الذى قال إن حزبه موجود فى الإعلام وعلى الأرض، لكنه اتهم "الدولة" بتهميش الحزب للغاية، معتبرا أن هناك أحزابا معينة مقربة من الدولة هى التى تحظى بكامل التغطية الإعلامية.

رئيس الحزب أضاف لـ"اليوم السابع" أن الحزب موجود على الأرض، وخاض انتخابات برلمان 2016 بقائمة حزبية فى محافظة البحيرة، ولديه حتى الآن 70 مقرا حزبيا، وسيفتتح قريبا 4 مقرات بمحافظة الإسكندرية.

لدى الحزب صفحة على "الفيس بوك" وليس لديه موقع رسمى، وعدد المعجبين بالحزب هو ألف و خمسمائة شخص، الغريب أن صفحة الحزب تنشر مجموعة من البلاغات الرسمية المحررة فى النيابة العامة ضد رئيس الحزب، عبد الرافع درويش.

أما آخر ما نشرته الصفحة فكان فى عام 2014، وهو عبارة عن خبر خلاف بين رافع درويش، وآخرون، يتهمهم فيه بإجباره على التوقيع على استقالته من رئاسة الحزب تحت تهديد السلاح.

 

وكيل مؤسسى حزب نصر بلادى: الكبار فى السن هما اللى مسكوا كل حاجة وهمشوا الشباب

تركنا حزب فرسان مصر بخلافاته التى يبدو أنها كبيرة، لنتصل بحزب آخر، وهو حزب نصر بلادى، وهو حزب أسس فى عام 2012، فكان من أجابنا هو الأستاذ سامح عبد المعطى، وكيل مؤسسى الحزب، والذى أجابنا بأنه ترك الحزب منذ فترة، سألناه عن السبب فأجاب: "ناس كبار فى السن هما اللى كانوا ماسكين الحزب والشباب كانوا مهمشين".

عبد المعطى أضاف لـ"اليوم السابع"، أنه رغم كونه عضوا مؤسسا إلا أنه شعر بأن الأمور لا تناسبه داخل الحزب، قائلا: "النشاط على المزاج، كنا عايزين نعمل أعمال خدمية للناس، ونتواصل مع الجماهير، لكن لقينا أن ده مستحيل بسبب الناس الكبار فى السن، لقينا نفسنا بنتحول لجانب تانى، مفيش أى شغل على الأرض، كل شوية اجتماعات، ومفيش أى حاجة بفايدة، فسبنا الحزب".

طلبنا من عبد المعطى، رقم حلمى الحديدى رئيس الحزب، وحاولنا التواصل معه لكنه لم يجب على الهاتف.

لا يمتلك حزب نصر بلادى موقعا رسميا، لكنه يمتلك صفحة على فيس بوك، لم ينشر عليها أى شىء منذ عام 2013.

 

حزب "الانتماء الحر" نشاط متوقف منذ وفاة رئيسه.. وآخر بياناته على "فيس بوك" صحة المصريين الجنسية فى خطر

اتصلنا بحزب الانتماء الحر بعدها، فوجدنا جميع هواتف الحزب مغلقة، وأدركنا السبب ببساطة حين ذهبنا إلى صفحة الحزب الرسمية على فيس بوك، والتى كان من ضمن آخر منشوراتها وفاة رئيس الحزب إبراهيم الغريب فى عام 2006.

 

حاولنا معرفة شيء عن أنشطة الحزب، لكننا لم نجد سوى أنشطة خيرية لرئيس الحزب المتوفى إبراهيم غريب، فيما وجدنا على ما يبدو محاولة لاستمرار الحزب فى العمل السياسى، عبر منشور أخير وغريب بعض الشيء على صفحة الحزب كان هذا نصه :" شاركوا المنشورات للضرورة، فى الوقت اللى العالم فيه بيحسن النسل، مصر بتحقن الدجاج مواد تدمر الصحة الجنسية".

 كانت هذه المشاركة الأخيرة لصفحة الحزب على الفيس بوك بعد وفاة رئيسه، فى العام الماضى.

 

رئيس حزب البداية: الدولة شايفة دورها يبقى مالهوش لزمة نطلع ونعارض ونقول كلام مالهوش لزمة

بعدها انطلقنا إلى حزب آخر وهو حزب البداية، ورئيسه محمود حسام، والذى كان من أوائل الأحزاب التى أسست بعد الثورة، إذ أسس فى أغسطس عام 2011، وخاض رئيسه انتخابات الرئاسة عام 2012 وحصل على 4 آلاف و500 صوت فقط، فى مفارقة غريبة، إذ أنه خاض الانتخابات بعد حصوله على 40 ألف توكيل جمعها فقط فى 9 أيام.

محمود حسام أجابنا بأن الحزب موجود، ولكن على قدر العمل السياسى الموجود حاليا، سألناه أن كان يعنى بهذا أن هناك "تقييدا للعمل السياسى"؟ فأجاب بالنفى على الفور قائلا :"الدولة ماشية فى الاتجاه الصحيح يبقى إيه لزمتها يبقى لينا نشاط، مش هنطلع علشان نعارض ونقول كلام ملهوش لزمة، إحنا مقتنعين بدور الدولة ولو طلبت مننا حاجة هنعملها".

فى طريقنا للبحث عن الأحزاب السياسية، واجهنا هواتف غير موجودة فى الخدمة، وأخرى مغلقة، وأخرى أرضية مرفوعة من الخدمة كشأن أحزابها، لتتركنا الرحلة الصغيرة بين أحزاب مصر، أمام تساؤل هام، هذه الأعداد من الأحزاب ضعيفة النشاط، أو المعطلة، أو المتنازع على رئاستها، ستظل رقما موجودا على كاهل الحياة السياسية المصرية، يوحى بضخامة العمل الحزبى، لكنه فى الحقيقة هو أعداد كبيرة تعطى ضجيجا مع الأسف دون طحين.

 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع