أحمد إبراهيم الشريف يكتب: حفل طريق الكباش كما يليق بمصر.. 5 مشاهد تؤكد الماضى والحاضر معا فى لحظة نادرة.. وعيد الأوبت دليل الحضارة.. الحفل قدم إشارات واضحة على الجمال والقدرة المتواصلة على البناء

أحمد إبراهيم الشريف يكتب: حفل طريق الكباش كما يليق بمصر.. 5 مشاهد تؤكد الماضى والحاضر معا فى لحظة نادرة.. وعيد الأوبت دليل الحضارة.. الحفل قدم إشارات واضحة على الجمال والقدرة المتواصلة على البناء
أحمد إبراهيم الشريف يكتب: حفل طريق الكباش كما يليق بمصر.. 5 مشاهد تؤكد الماضى والحاضر معا فى لحظة نادرة.. وعيد الأوبت دليل الحضارة.. الحفل قدم إشارات واضحة على الجمال والقدرة المتواصلة على البناء

مرة أخرى تثبت مصر أنها أم الدنيا وأصل الحضارات، فحفل طريق الكباش فى مدينة الأقصر، الذى شهده الرئيس عبد الفتاح السيسى، وضيوفه من كل العالم، حلقة جديدة فى سلسلة الإبهار التى تقدمها مصر مؤخرا، ففى نحو الساعتين كانت مصر محط أنظار العالم الباحث عن الجمال والتأمل فى الحضارات والراغب فى رؤية الآثار الرائعة، حيث راح الملايين من البشر يراقبون الحفل الكبير بروحه المصرية الخالصة.

 

استوقفنى الحفل منذ بدايته، تتبعت الكاميرا التى راحت ترصد أماكن مهمة وحضارية من قلب مدينة الأقصر العظيمة، أجمل مدن الدنيا حيث الماضي يتصل بالحاضر والنيل يمر شاهدا على كل شيء، وما بين معبد الأقصر المهيب ومعابد الكرنك الجليلة عادت طريق الكباش مرة أخرى بعد أكثر من ثلاثة آلاف سنة تربط بين الأثرين الكبيرين فى دلالة واضحة على مكانة مصر.

ويمكن لنا أن نتوقف مع خمسة مشاهد فى الحفل الأسطورى.

 

المشهد الأول: معبد الأقصر وجلاله

في معبد الأقصر تشعر بالقداسة، حيث التماثيل المهيبة عند بوابة المعبد ضخمة شامخة، تقول لك ما معناه "هنا وقف المصرى القديم يصنع حضارته العظيمة ويبعثها للعالم كله" وفى الباحة المتسعة التى جلس فيها الرئيس عبد الفتاح السيسى وضيوفه كانت الأضواء الحديثة تنعكس على الأبنية القديمة فتصنع مزيجا من رهبة الزمن، ثم تتسع الصورة فترى النهر الخالد يمر قرب المعبد يحرسه، وترى مسجد سيدي أبي الحجاج  يضفى نوعا من روح المصريين الحقيقية فهم يقيمون حلقة وصل بين أزمنتهم المختلفة.

المشهد الثانى.. معابد الكرنك

إن معابد الكرنك مجموعة من الأسرار المتداخلة، مجموعة من الجمال الخاص الدال على قدرة المصري القديم على صناعة المستحيل، فالفخامة التى نعرفها والتي كشفها الحفل الأخير أعادت إلى روحنا الكثير من الشعور بالمجد والفخر، فالمعابد المتعددة كانت على أهبتها، وفى قمة جمالها، إنها تفرض سطوتها وتذكرنا بهيبتها الدينية، ففى هذه المنطقة عبد المصريون آلهتهم القديمة، وظلت هذه العظمة شاهدة على مدي الأزمة فى تحد كبير لكل شيء.

 

المشهد الثالث.. طريق الكباش

تخيل أنك مرة أخرى تسير على أرض عمرها ثلاثة آلاف سنة، فمن هنا مر أجدادنا وساروا فى طريق يبلغ طولة 2700 متر، طريق يربط بين المعبدين العظيمين، نحن الآن نخطو فيها ويحرسنا ألف سبعمائة وخمسون تمثالا من تماثيل أبى الهول منها ما يحمل وجه كبش ومنها ما يحمل وجه إنسان، وقد عملت الإضاءة فى الحفل على جعل الطريق ممتدا إلى ما لا نهاية، كأنه صعود إلى الجنة.

 

المشهد الرابع.. نهر النيل

أحسن صناع الحفل عندما جعلوا للنهر الخالد مكانة مهمة فى الحفل الكبير، فى إشارة دائمة على مكانة النيل العظيمة فى بناء الحضارة وفى بناء المستقبل أيضا، فالنيل جزء من كل شيء من حياتنا، من ماضينا ومن حاضرنا ومستمر للمستقبل، كان النيل فى الحفل قويا رقراقا تنعكس الأضواء على صفحته فى دلالة على أننا أبناء الماء والأرض.

 

المشهد الخامس.. الحفل

فى طريقه إلى قاعة الحفل التفت الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى مجموعة الأطفال الذين وقففوا فى استقباله قبل مدخل معبد الأقصر، وراح الرئيس يشير إليهم فى بهجة واضحة، هذه البهجة تعكس مدى التواصل الذي يجمع بين أجيال مصر المختلفة، ويدل على أن القادم أجمل وأفضل.

وجاء الحفل كما يليق بمصر القديمة والحديثة معا، فقد تمت إعادة إحياء احتفالات عيد الأوبت المصرى القديم، كما جمعت الموسيقى بين الأزمنة المختلفة، وأزياء بها جمال وفخامة ورقة معا، والأماكن التى ظهرت فى الحفل (معبد الأقصر، معابد الكرنك، طريق الكباش، الدير البحرى، وادى الملوك) وغيرها قدمت لنا الحضارة القديمة، بينما الفيلم التسجيلى قدم لنا وجوها معاصرة من أبناء الأقصر بملامحهم المصرية الخالصة والسائحون بشغفهم بمصر وتاريخها، والأضواء راحت تشق السماء معلنة عن مصر وجمالها وقدرتها على صناعة المستقبل مثلما كانت قادرة على صناعة الماضى.

 

لقد كان حفلا يليق بمصر ويفتح صفحة جديدة فى قدرة المصريين على البناء والعودة بقوة إلى قمة الحضارة مرة أخرى، ففى كل يوم جديد، وفى كل مرحلة إبهار وجمال منقطع النظير.


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع