كيف رأى أسامة بن لادن قطر؟.. رسائل زعيم القاعدة الأخيرة قبل مقتله تكشف ثقته فى الدوحة وطلبه من عائلته الإقامة بها بعيدا عن الخطر فى باكستان.. يؤكد لنجله: لن تسلمكم للأمريكان.. ويحتقرها موضع آخر: الأكثر انبطاحا

كيف رأى أسامة بن لادن قطر؟.. رسائل زعيم القاعدة الأخيرة قبل مقتله تكشف ثقته فى الدوحة وطلبه من عائلته الإقامة بها بعيدا عن الخطر فى باكستان.. يؤكد لنجله: لن تسلمكم للأمريكان.. ويحتقرها موضع آخر: الأكثر انبطاحا
كيف رأى أسامة بن لادن قطر؟.. رسائل زعيم القاعدة الأخيرة قبل مقتله تكشف ثقته فى الدوحة وطلبه من عائلته الإقامة بها بعيدا عن الخطر فى باكستان.. يؤكد لنجله: لن تسلمكم للأمريكان.. ويحتقرها موضع آخر: الأكثر انبطاحا

كتب محمود حسن

حين تمكنت القوات الأمريكية أخيرًا من الإيقاع بـ"أسامة بن لادن" فى منزله الذى أقام به بمنطقة أبوت آباد الحدودية، بين باكستان وأفغانستان، فى مايو عام 2011، وجد وقتها لدى بن لادن مجموعة من الرسائل التى استقبلها من رجاله فى مختلف أنحاء العالم، وكذلك وجد عدد من الرسائل التى كانت جاهزة للإرسال، لكن القدر لم يمنحه وقتا كافيا لإرسالها، واعتبرت الرسائل بمثابة الوثائق الأكثر كشفا لما كان يدور داخل تنظيم القاعدة فى أيام أسامة بن لادن الأخيرة، والتى كان واضحا فيها انهيار الأمور إلى حد بعيد داخل التنظيم .

 

لكن الأهم فيما فضحته وثائق "آبوت اباد" كانت ثقة أمير تنظيم القاعدة السابق، أسامة بن لادن فى دولة قطر، رغم أنه يصفها بـ"الدولة المنبطحة للأمريكان" ورغم ذلك رأى أنها الدولة الآمنة التى يمكن أن يذهب إليها نجله "محمد" وأشقاء أسامة بن لادن وزوجته وأسرته، وذلك فى رسالة للابن الذى يستعد لخلافته "حمزة".

 

كان أسامة بن لادن يدرك مدى مأزقه، وكان يستشعر بالخطر على أسرته المقيمة فى المنطقة الحدودية بين باكستان وأفغانستان، فى الوقت الذى كان الأمريكيين يقتربون منه يوما بعد آخر، وكان قلقه على حمزة الذى يكبر يوما بعد آخر كبيرا، لذا ففى الرسالة التى حملت رقم SOCOM-2012-0000010 من بين وثائق آبوت أباد كتب بن لادن: "بلغنا أن حمزة أرسل إليكم أرقام لأخيه محمد وأرفق معها رسائل محددة ليتصل به أحد الإخوة ويبلغها له؛ فإن كان الاتصال لا زال جاريًا فحبذا أن يتصل أحد الإخوة فى الأماكن التى لا تخشون أمنيًّا من الاتصالات فيها، ويبلغ محمد بأن حمزة يخبره بأن والده يطلب منهم أن يذهب هو ووالدته وإخوته جميعًا بأسرع ما يمكن إلى قطر ويقيموا فيها إلى أن يأتى الفرج وهو قريب -بإذن الله"

 

لا يتوقف الأمر إلى هذا الحد، بل يصل إلى حد الثقة فى قطر، كمكان يذهب إليه حمزة، والذى كان فى هذه اللحظات قد بلغ من العمر 21 عاما، أى مسئولا عن أفعاله، وكان متورطا حتى أذنيه فى أعمال القاعدة، فقد ظهر فى شريط دعائى لتنظيم القاعدة يحمل اسم "مجاهدون وزير ستان" وهو يحمل السلاح، ويقود مجموعة مسلحة فى تدريبات تحاكى الهجوم على موقع للمدنيين، كما أن قصائده كانت تنشر على مواقع شبكة "السحاب" الذراع الإعلامى لتنظيم القاعدة، وهى قصائد كانت تدعو لتدمير الغرب، وتدعو والده لقيادة ما أسماه بـ"الجهاد".

 

فى رسالة أخرى حملت رقم SOCOM-2012-0000019 موجة إلى "الشيخ محمود" يطلب فيها بن لادن أن يسعى لإخراج نجله إلى دولة قطر، ليدرس هناك، وينشر ما أسماه بن لادن بـ "أفكار الجهاد".

 

يقول بن لادن فى رسالته: " بدأ لى أمر أحببت أن أشاوركم فيه؛ وهو أن يذهب ابنى حمزة إلى قطر فيطلب الفقه الشرعى وفقه الواقع، ويقوم بواجب توعية الأمة وإيصال بعض ما نريد إيصاله لها ونشر أفكار الجهاد وتفنيد الباطل والشبه التى تثار حول الجهاد ضمن الهامش المتاح هناك".

 

واستكمل بن لادن : "حمزة من المجاهدين ويحمل نفس أفكارهم وهمومهم، وفى نفس الوقت تتعذر إدانته من قبل الغرب، ومطالبة قطر بتسليمه".

 

بن لادن الذى فيما يبدو اعتبر أن قطر الدولة التى يثق فيها على عائلته، لا يمنع أن يصفها فى موضع آخر بـ "الدولة الأكثر انبطاحا للأمريكان".

 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع