حكايات عرسان الجنة.. "اليوم السابع" ينشر وصايا شهداء الجيش.. الملازم أحمد حسانين يوصى بدعوة الأحباب لحضور زفافه للحور العين.. والشهيد محمود صبرى يودع أهله: أراكم فى الجنة.. والشفاعة يوم القيامة وعد الأبطال

حكايات عرسان الجنة.. "اليوم السابع" ينشر وصايا شهداء الجيش.. الملازم أحمد حسانين يوصى بدعوة الأحباب لحضور زفافه للحور العين.. والشهيد محمود صبرى يودع أهله: أراكم فى الجنة.. والشفاعة يوم القيامة وعد الأبطال
حكايات عرسان الجنة.. "اليوم السابع" ينشر وصايا شهداء الجيش.. الملازم أحمد حسانين يوصى بدعوة الأحباب لحضور زفافه للحور العين.. والشهيد محمود صبرى يودع أهله: أراكم فى الجنة.. والشفاعة يوم القيامة وعد الأبطال

بصمود يفوق صمود الجبال الشاهقة، وصبر يفوق طاقة البشر، ودع أهالى وأسر الشهداء، أبناءهم عرسان الجنة الذين ضحوا بدمائهم فى سبيل رفعة الوطن.

 

شهداء أخبروا أسرهم أنهم يشمون ريح الجنة وأنهم سيشفعون لآبائهم وأمهاتهم يوم القيامة، لأنهم ضحوا بالدماء والأرواح فداء وحبا للوطن، اختلطت فى لحظات الوداع مشاعر الحزن بمشاعر الفخر والإصرار على الثأر.

 

وأطلقت أمهات الشهداء الزغاريد وعيونهن تمتلئ بالدموع، وأكدت كل منهن أن ابنها الشهيد رفع رأسها بين البشر ومنحها لقب أم البطل، وأكد آباء الشهداء استعدادهم للتضحية بكل ما يملكون فداء لمصر.

 

مشاهد لا تعكس إلا إصرارا وتضحية تؤكد أن مصر ستنتصر على الإرهاب بعزيمة أهلها وثقتهم وتأييدهم ودعمهم لجيشهم، وأن هناك أكثر من 90 مليون مصرى على استعداد للتضحية بأرواحهم فى سبيل الوطن، وأن الإرهاب سينسحق تحت أقدام خير أجناد الأرض.

 

والد الشهيد أحمد الشبراوى: نجلى رفض نقله من العريش 

"أفتخر بأنى أبو البطل الشهيد، أن ربنا حقق له أمنياته استشهد فى سيبل وطنه، لكن وجع قلبى أنى مش هشوفة تانى"، هذه هى كانت كلمات والد الشهيد النقيب أحمد عمر الشبراوى، ابن محافظة الشرقية. وأكد عمر الشبراوى وكيل وزارة الجهاز المركزى للمحاسبات، والد الشهيد، لـ"اليوم السابع" أن نجله كان من المفترض أن تنتهى مدة خدمة فى سيناء يوم 1 يوليو الجارى، ويتم نقله ضمن حركة التنقلات المعتادة فى هذا الشهر، حيث قضى 3 سنوات كاملة فيها، إلا أنه فى آخر إجازة التى كانت فى عيد الفطر، أكد أنه لن يترك سيناء وحق زملائه الشهداء، لافتا إلى أنه طوال مدة خدمته رفض أى توسط بنقله خارج سيناء. وأكمل والد الشهيد، أن نجله فى الثانوية أجرى اختبارات الكلية الحربية لكن لم يوفق ودخل كلية التجارة، ثم العام التالى أصر على التقديم مرة ثانية وأجرى الاختبارات وحقق أمنية فى دخول الكلية الحربية، ومن أول يوم له يؤكد «أنا روحى فداء بلدى»، حيث كان من والمتفوقين بالكلية وبطل فى رماية وهو أبرز الضباط برتبة نقيب فى الفرقة 777 بقوات الصاعقة، وخدم فى رفح 4 سنوات فى بداية تخرجه ثم عاد إلى سيناء مرة أخرى.

 

وأضاف والد الشهيد: «خلال السنوات الماضية، عشنا لحظات صعبة بسبب أحداث الجارية فى سيناء وحوادث الإرهاب اليومية، كنت أنا والدته وزوجته طوال الوقت فى حالة قلق، ولكن لا نملك سوى الدعاء له وقراءة القرآن»، مشيرا إلى أنه كان يتواصل للاطمئنان عليهم من خلال برنامج الواتس آب، نظرًا لانقطاع الاتصالات فى بعض الأيام.

 

الشهيدان محمد وعلى كانا يستعدان للزواج فحظيا بالشهادة والزفاف للجنة

ثلاثة شهداء هم نصيب محافظة الدقهلية من قائمة الأبطال التى ضمت أسماء شهداء العملية الإرهابية برفح صباح الجمعة الماضى، حيث ودعت قرية الدغايدة، التابعة لمركز الجمالية بشمال محافظة الدقهلية، الشهيد المجند على على إبراهيم.

 

وقال إبراهيم ابن عم الشهيد: أن على كان أصغر أشقائه الستة، وكان يستعد للزواج بعد إنهاء خدمته العسكرية، وكان يعمل فى الإجازات فى أعمال الجبس بالمنازل، ليتمكن من تشطيب شقته فى بيت والده المريض.

 

وقال أحمد شقيق الشهيد: "أمى كانت بتبيع خضار، وبتشتغل باليومية علشان نجيب شوية أسمنت ورمل لتجهيز شقة أخويا، وكان نفسنا نفرح بيه لكن ربنا كتب له الشهادة".

 

ولم يستطع والد الشهيد الذى تخطى سن 60 عاما ويعمل صيادا، الحديث من شدة الحزن، بعد أن احتضن جثمان ابنه الملفوف بعلم مصر، وسقطت والدة الشهيد على الأرض وهى تودعه إلى مثواه الأخير.

 

وفى قرية كفر النعيم بمركز ميت غمر، استقبل والد الشهيد المجند محمد محمود محسن جثمان نجله والألم يعتصر قلبه، وقال: "محمد أكبر أخواته وأول فرحتى، عنده 22 سنة، وأخوه محسن عنده 20 سنة، وأخته مريم 16 سنة، إحنا ناس غلابة بنشتغل عمال فى مسابك الألومنيوم فى ميت غمر، وكان كل أملى إنى أجوز ابنى وأفرح بيه".

 

وأضاف الأب: "آخر مكالمة لمحمد كانت قبل استشهاده بـ4 ساعات، وقال فيها إنه بخير، ويشعر بسعادة غريبة"، وبعد ما قفلت التليفون شعرت بعدم الاطمئنان وحسيت أن ابنى هيروح منى.

 

وطلب والد الشهيد من الرئيس عبدالفتاح السيسى بسرعة القصاص بمحاكمة أعضاء وقيادات جماعة الإخوان، قصاصا لدماء الشهداء.

 

فيما قال "مصطفى" عم الشهيد، ويعمل محاسبا: "محمد كلمنى قبل الحادث يطمن عليا، وكان دائم الزيارة لمنزلى فى القاهرة، ويتمتع بمحبة كل من يعرفه لأدبه واحترامه"، وأضاف عم الشهيد: "الموت والله بيختار".

 

ولم تستطع والدة الشهيد "فاطمة عبدالعزيز"، 45 سنة، الحديث لمرضها، فيما قالت ابنتها مريم: "ماما عندها السكر، وسمعها ضعيف، وأنا سبت الدراسة عشان أقعد معاها، وكانت كل يوم تسألنى عن ميعاد عودة محمد".

 

وأضافت شقيقة الشهيد: «كنا بنستعد لخطوبته، وفى كل إجازة كان بينزلها بيشتغل مع بابا فى المسابك عشان يساعدنا، ولازم كان يجيب لى طلباتى كلها، وآخر إجازة له كانت فى 22 رمضان، ورجع الجيش تانى يوم العيد".

 

المجند البطل محمود صبرى ودع أصدقاءه قائلا: "مش هنتقابل تانى".. وغير صفحته على الـ"فيس بوك" إلى "شهيد تحت الطلب"

 

وكأنه كان على يقين بقرب موعد استشهاده، ودع المجند محمود صبرى، شهيد الواجب فى حادث رفح الأخير، أصدقاءه بالقرية أثناء إجازته الأخيرة فى عيد الفطر، قائلا: «لن أعود مرة أخرى، ودى آخر مرة هتشوفونى»، ولم يكتف بهذا فقط بل قام بتغيير اسمه على صفحته بموقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» من محمود العمدة إلى "شهيد تحت الطلب".

 

يحكى شقيقه أحمد لـ«اليوم السابع» عن أخيه الشهيد قائلا: «فى الفترة الأخيرة تغير تماما، كان يتحدث دائما عن الشهادة، وفى آخر زيارة بالقرية ودع الجميع، مؤكدا لهم أنه لن يعود، ولن يلتقى بهم فى الدنيا مرة أخرى".

 

وأضاف شقيق الشهيد: "أخى كان دائم الحديث عن حبه لزملائه وقادته وما يقومون به من أعمال، ويتحدث بيقين عن أن مصر سوف تعود مرة أخرى إلى سابق عهدها بتفانى أبنائها".

 

وقال والد الشهيد: "يكفى أن ابنى فى الجنة شهيد بإذن الله، وهم فى النار خالدون يشربون العذاب ألوانا من رب العباد، وأطالب باقى زملائه الأبطال من رجال القوات المسلحة بسرعة تطهير سيناء من الإرهاب". وأضاف والد الشهيد: "لدى 3 أبناء غير الشهيد، محمد 38 سنة، وأحمد 36 سنة أمين شرطة، وحسن 25 سنة، بالإضافة إلى 5 بنات جميعهن متزوجات كلهم فداء للوطن وللعرض، وأنا نفسى بالرغم من كبر سنى مستعد أن أكون فداء للوطن".

 

وأوضح والد الشهيد أن نجله تم نقله منذ 6 أشهر لكتيبته فى العريش، وآخر إجازة له كانت خلال عيد الفطر المبارك.

 

ابن عم الشهيد عبد النبى طايع: آخر ما قاله "لو حصلى حاجة متعرفوش أمى"

شهدت محافظة الفيوم تشييع جثمان المجند الشهيد عبد النبى طايع، أحد أبناء قرية الإعلام مركز الفيوم، الذى راح ضحية الإرهاب الأسود بعد استهداف مدرعة قوات أمنية بحى الصفا بالعريش، مساء السبت، فى الحادث الذى أسفر عن استشهاد اثنين وإصابة 9 آخرين.

 

شهد تشييع الجنازة الدكتور جمال سامى، محافظ الفيوم، وممثلين عن رئاسة الجمهورية والقوات المسلحة ووزير الداخلية والقيادات التنفيذية وعدد من النواب بالمحافظة وعائلة الشهيد.

 

وقال محافظ الفيوم: "أن الإرهاب الأسود لن ينال من عزيمة أبناء الشرطة والقوات المسلحة ولا يزيدهم إلا إصرارًا لمحاربته والقضاء عليه، وأن جموع الشعب المصرى تقف وراء الشرطة والجيش فى تصديهم للإرهاب ودحره تمامًا"، وأكد سيد طايع، شقيق الشهيد، أن عبد النبى كان أصغر إخوته، وكان الجميع يحبونه وهو متزوج من 4 أشهر وزوجته حامل فى الشهر الثالث ووالده متوفى.

 

وأضاف أن أخاه التحق بالخدمة العسكرية عقب حصوله على الدبلوم وكانت إجازته كل 21 يوما، وكان يتبقى له 6 أشهر وتنتهى خدمته العسكرية، ووسط دموعه قال شقيق المتهم: "أطالب بالقصاص والعدل وحسبنا الله ونعم الوكيل".

 

وقال عماد عزت، نجل عم الشهيد، أن عبد النبى كان فى آخر إجازة له منذ 15 يومًا وكان يشعر بأنها إجازته الأخيرة، وكان يودع الجميع وسلم على جميع أهالى القرية وقال لى "لو حصلى حاجة متعرفوش أمى".

 

والدة شهيد المنيا: جاءتنى رؤيا فى المنام تبشرنى باستشهاد ابنى

هنا ولد فراج محمد محمود المجند شهيد القوات المسلحة داخل قرية أبوغرير التابعة لمركز أبوقرقاص فى منزل بسيط تم بناؤه بالطوب اللبن لأسرة بالكاد تجد قوت يومها، حتى شب «فراج» وأصبح قادرا على العمل ليحمل على كتفيه عبء الإنفاق على الأسرة ويزيح الحمل الكبير من على كاهل والده الذى أجبرته الظروف الصحية على أن يجلس فى المنزل غير قادر على العمل بعد أن بترت إحدى قدميه.

 

رفض «فراج» كل المهن، وقرر أن يعمل نجار مسلح، لأنها مهنة تدر دخلا محترما رغم صعوبتها وخطورتها، فقد أراد أن يتحمل نفقات الأسرة لذلك نجح فراج فى العمل وأصبح عامود المنزل ينفق على والديه وأشقائه رغم أنه كان فى القوات المسلحة فكانت أيام إجازته عملا متواصل ليل نهار من أجل توفير المال للأسرة ولسفره إلى كتيبته. ثم نزل خبر استشهاد فراج كالصاعقة على والدته والتى علمت به متأخرا بعد ساعات طويلة من معرفة الأب وذلك نتيجة تماسك الأب وخوفه عليها من الصدمة، ولكن كان لابد أن تعرف الأم وعند تلك اللحظة تلعثم لسانها بالكلام وسقطت على الأرض مغشيا عليها وعندما أفاقت من الغيبوبة وجدت نفسها لا تقوى على الحركة.

 

تقول أم الشهيد: "لم أستطع تحمل خبر استشهاد نجلى فلم أشعر بنفسى بعد سماع الخبر إلا وأنا فى الفراش والناس من حولى، شعرت أن قدمى لا تحملنى لأخرج ولكنى تماسكت حتى ألقى نظرة الوداع الأخيرة على نجلى وهو يخرج من المسجد إلى سيارة الإسعاف فى آخر رحلة له بدون عودة".

 

وأضافت: "لست أعلم كان هناك شىء يراودنى فى الأحلام كل يوم حتى ليله سماعنا خبر استشهاده وهو رؤية الدماء على السرير، وبعد تلك الكلمات غابت الأم من جديد عن الوعى وهى تتمتم: "أنت فين يا فراج تعالى شيل امك وخدنى للدكتور". وقال الوالد محمد محمود، 53 سنة، بالمعاش: "فراج أصغر أبنائى وهم، خالد 26 سنة الأكبر، ويليه ياسين 24 سنة، وشقيقة واحدة، وكان خفيف الظل يحب أن يمزح مع الجميع، وفى نفس الوقت له شخصية قوية كلها إصرار وتحدٍّ وحسم، وكنت أشعر بأنه سيكون شهيدًا وهو أيضًا كان دائمًا يشعر ويتمنى الشهادة".

 

وأضاف الوالد: "كان عامود المنزل، وعمله الأساسى قبل التجنيد نجار مسلح، وباقى أبنائى يعملون بالأجر فى الحقول باليومية، وليس لديهم مصدر دخل ثابت، وكان هو أكثر من يشعر بى ولا يتركنى فى محنه حتى أتكلم، والغريب أنه كان متقنًا وموهوبا فى أى عمل، وكان يعمل فى أى مجال دون ملل".

 

ويروى الأب باكيًا تفاصيل آخر لقاء بينه ونجله الشهيد قائلًا: "صام معى آخر 12 يوما فى شهر رمضان، ثم سافر إلى وحدته فى ثانى أيام عيد الفطر.

 

أسرة شهيد الغربية: كان يستعد للخطوبة بعد عودته من سيناء 

سيطرت حالة من الحزن على قرية قسطا، التابعة لمركز ومدينة كفر الزيات بمحافظة الغربية، حيث اتشحت القرية بالسواد، حزنا على فراق أحد أبنائها البطل عريف متطوع بالقوات المسلحة، محمد السيد إسماعيل، الذى استشهد أثناء الهجوم الإرهابى على أحد الأكمنة برفح، وتحولت أفراح القرية إلى مأتم بعد استشهاد البطل.

 

الشهيد محمد إسماعيل الابن الأكبر لوالده وله شقيقان، فاطمة تبلغ من العمر 16 عاما بالصف الأول الثانوى، والثانى أحمد 14 سنة بالإعدادى.

 

وقد تخرج فى الكلية العام الماضى، وتطوع فى القوات المسلحة لمشاركة زملائه من الأبطال فى الدفاع عن تراب الوطن، فقد التحق بكتيبة الصاعقة بشمال سيناء، ولم يهيب الموت لحظة، وشارك مع زملائه فى الحملات المستمرة لدحر جذور الإرهاب الغاشم فى أرض الفيروز مستبسلا واهبا روحه فداء لأرض مصر، وأنه على يقين بأنه سينضم فى يوم من الأيام إلى شهداء مصر الأبرار المدافعين عن الأرض.

 

تقدم البطل الشهيد لخطبة فتاة من القرية، واتفق العائلتان على إتمام الحفل، فور عودته من أرض الفيروز، وأعد لذلك بعد أن اتفق مع زملائه وجيرانه على إقامة حفل الخطوبة، فور العودة مباشرة والتجهيز لذلك، إلا أن الله اختاره لتزفه الملائكة على الحور العين، وتصعد روحه إلى السماء مع الشهداء.

 

يقول والد الشهيد: أن نجله بطل شرف أسرته، وأصبح فى منزلة الشهداء ومثالا مشرفا لجميع المصريين، مضيفا: «كان بارا بى وبوالدته وأنهى تعليمه العام الماضى، وقرر أن يتطوع بالقوات المسلحة، وينضم لكتيبة المقالتين البواسل".

 

وأضاف والد الشهيد: كان دائم الاتصال بى وبوالدته للاطمئنان علينا، والترتيب لحفل خطوبته، إلا أنه أصبح عريسا فى الجنة زفته الملائكة إلى السماء، وكان يسرد له بطولات رجال القوات المسلحة فى سيناء وحربهم ضد العناصر الإرهابية المتطرفة. أما والدة الشهيد فالدموع لم تجف من عينيها، وقالت: "ابنى عاش راجل ومات بطل".

 

الملازم أحمد حسانين حدد يوم زفافه للجنة.. وأوصى بدعوة كل الأحباب

كأنه كان يرى يوم زفافه إلى الجنة، بينما يستعد أهله ليوم خطوبته، أوصى بدعوة كل الأقارب والأحباب ليوم عرسه. «عاوزين نفرح يا حاجة ونفرح أهلنا».. هكذا كانت آخر كلمات الشهيد الشهيد ملازم أحمد محمد حسانين 22 سنة لوالدته فى آخر مكالمة بينهما، فاستعدت والدته وخطيبته وأسرته ليوم خطوبته، بينما كان يشتبك كالأسد مع الإرهابيين ويحصد أرواحهم وهو يرى طريقه ممهدا إلى الجنة حتى صعدت روحه إلى السماء وهو يدافع ببسالة عن أرض الوطن ويحميها من نجاسات الإرهاب. فكان اليوم الموعود الذى استقبلته فيه قريته وأسرته شهيدا وزفته إلى الجنة بدلا من أن يزف على عروسه. صراخ ودموع وزغاريد وإغماءات.. مشاعر فخر تختلط بمشاعر الحزن، اجتمعت جميعها فى جنازة الشهيد ملازم أحمد محمد حسانين من قوات الكتيبة 103 صاعقة الذى استشهد صباح الجمعة فى اشتباكات مع العناصر الإرهابية بمنطقة البرث جنوب مدينة رفح بشمال سيناء.

 

والشهيد ابن قرية الخضرة التابعة لمركز الباجور بمحافظة المنوفية، وهو الابن الأكبر لوالده الذى تجاوز الخمسين من عمره ويعمل موظف بقطاع البترول، وله شقيق وحيد طالب بالصف الثالث الثانوى، أصيبت والدة الشهيد بصدمة كبيرة عقب سماعها خبر استشهاده بعدما تحدثت معه فى آخر مكالمة قبل ساعات قليلة.

 

أصيبت الأم بحالة إعياء شديدة عقب سماعها بخبر استشهاد ابنها الذى تستعد لخطوبته، بينما ظل الأب يردد عبارة «إنا لله وإنا إليه راجعون» مؤكدا أنه قدم ابنه شهيدا فى سبيل الله والوطن، مطالبا بسرعة القصاص للشهداء الأبطال.

 

تحكى والدة الشهيد عن تفاصيل آخر زيارة لنجلها فى عيد الفطر، وتفاصيل المكالمة الأخيرة بينهما قبل استشهاده بساعات بسيطة، فى الواحدة من مساء الخميس، والتى حدثها فيها عن ترتيبات الخطوبة والشبكة التى كان مقررا أن يكون موعدها غدا الثلاثاء.. تنهار وهى تتذكر آخر كلماته لها: "ما تقلقيش عليا أنا بخير وهانزل إجازة الاثنين لشراء لوازم الشبكة، عايزين نفرح يا حاجة ونفرح أهلنا وهسيبك بقا علشان أنا نبطشى".

 

والدة الشهيد أحمد العربى: "أنا أم البطل رفعت راسى يا ابنى"

تكبير وزغاريد عمت محافظة دمياط فى وداع اثنين من أبنائها، شهيدى الوطن اللذين عطرا ترابه بدمائهما وها يدافعان عن أرضه ضد الهجوم الإرهابى برفح فى شمال سيناء صباح الجمعة الماضية.

مشهد مهيب وكأن الأهالى يزفون عريسين تزينت أجسادهما بعلم مصر، ففى قرية الباز التابعة لمركز الزرقا بمحافظة دمياط شيع الآلاف جنازة الشهيد مجند أحمد العربى مصطفى لمثواه الأخير فى جنازة عسكرية بحضور القيادات التنفيذية والأمنية وقيادات القوات المسلحة، وخرج جثمان الشهيد ملفوفا بعلم مصر من مسجد الكبير بالقرية. «الحمد لله ابنى مات شهيد والموت علينا حق، يدركنا أينما كنا، والشهادة أفضل مليون مرة من الموت على الفراش»، بصمود وعزة يمتزجان بدموع فقد الابن قال العربى مصطفى رزق العامل زراعى ووالد الشهيد هذه الكلمات، مشيرا إلى أن أحمد كان أكبر أبنائه هو وشقيقه التوأم محمد 21 سنة، كما أن له شقيقا ثالثا وشقيقتان، والشهيد حاصل على دبلوم فنى صناعى، وكان مقررا أن ينهى خدمته خلال شهر. واستطرد الأب قائلا: «آخر مرة رأيته فيها كان فى إجازته قبل عيد الفطر وتحدثنا عن مستقبله عقب انتهاء خدمته العسكرية".

 

تغلبه مشاعر الحزن فيقول باكيا: «كان نفسى أشوفه عريس والحمد لله شوفته أحلى وأغلى عريس»، معربا عن فخره بابنه البطل الذى ضحى من أجل بلده.

 

تحتضن جمالات البستانى والدة الشهيد شهادة حصول نجلها الشهيد على فرقة إنشاد وتبكى قائلة: «أنا أم البطل أنا أم الشهيد رفعت راسى يأحمد وسط الخلق كلهم، النهاردة زفة ابنى للجنة». ولم يختلف الحال كثيرا بمركز فارسكور، حيث وصل جثمان الشهيد محمد عزت إبراهيم إلى مسقط رأسه بقرية العطوى فجر السبت وكانت القرية بأكملها فى انتظاره. وقالت شهيرة نعمان والدة الشهيد أن آخر مرة تحدثت إليه فيها قبل استشهاده بيومين، حيث ناداه جده قائلا: «تعالى محمد بيسأل عليكى وعاوز يكلمك». تقول الأم: «شعرت بالقلق، وقلت له مالك يا محمد فيك إيه قالى مفيش حاجة ياأمى انا كويس وبطمئن عليكى وأوصيته ياخد باله من نفسه".

 

والد شهيد الحسينية بالشرقية: أنا وأبنائى وكل ما أملك فداء تراب مصر

اتشحت قرية المناجاة الكبرى، التابعة لوحدة الأخيوة المحلية مركز الحسينية بمحافظة الشرقية، بالسواد حزنا على فقدان خيرة أبنائها الشهيد المجند أحمد محمد على نجم، الذى استشهد فى حادث البرث برفح صباح الجمعة الماضى.

 

وقال محمد على نجم، والد الشهيد: "أنا وأبنائى وكل ما أملك فداء لتراب مصر الغالية".

 

يحكى الأب عن ابنه الشهيد قائلا: "أنجبت ثلاثة أولاد أكبرهم على سافر للعمل خارج البلاد ويليه السيد، حاصل على الإعدادية الأزهرية، وأصغرهم الشهيد أحمد، الذى لم يكمل تعليمه والتحق بالقوات المسلحة كمجند منذ 18 شهرا".

 

يبكى الأب وهو يتحدث عن البطل الشهيد قائلا: «أحمد طول عمره أطيب أولادى، مواظب على الصلاة فى أوقاتها ويحب مصر بشكل غير طبيعى وكان دائما يقول أنا أن شاء الله شهيد".

 

وأضاف الأب وهو لا يتمالك دموعه: آخر مرة رأيت أحمد كان ثانى أيام عيد الفطر وودعنا جميعًا بطريقة غريبة، وكأنه يعلم أنها آخر مرة يرانا ونراه فيها.

وتابع: «آخر اتصال بينى وبينه كان يوم الخميس قبل استشهاده بيوم واحد، اطمأن على وقال لى أنا تمام وطلب منى أن أبلغ سلامه لأمه وإخوته، ويوم الجمعة وأنا أتابع التليفزيون سمعت عن تفجيرات رفح، فأسرعت بالاتصال به ولم أتمكن من الوصول إليه وظللت حتى صلاة الجمعة لا أعلم عنه شيئا، فاتصلت بزميله بالكتيبة، وأكد لى خبر استشهاده".

 

وأوضح الأب أن المرض أقعده عن العمل منذ أكثر من 10 سنوات، حيث يعانى جلطة وعدة أمراض، وكان ابنه الشهيد يساعده فى العلاج وتكاليف المعيشة، حيث كان يعمل خلال إجازته.

 

وقالت والدة الشهيد: "أحتسب ابنى شهيدا عند الله وأطالب بالقصاص له ولزملائه من الخونة".

 

وأجهشت فى البكاء قائلة: "كان دايما يقول لى يا أمى أنا فداء لمصر وباشوف الموت كل ساعة، وأنا شهيد أن شاء الله وهاشفع لك إنتى وأبويا عند الله يوم القيامة".

 

وانهارت قائلة: "كان نفسى أشوفه عريس وإن شاء الله يزف مع الحور العين بالجنة".

 

وقال السيد أحمد، شقيق الشهيد: كلمت أحمد قبل استشهاده بيومين وأوصانى بوالدى ووالدتى واستحلفنى أن أرعاهما حق الرعاية خاصة أنهما يعانين من أمراض مزمنة.

 

وأضاف، أن الشهيد كان مشهورا بخلقه وأدبه الجم وقربه من الله، وكان ودود وشهم ومحبوب من الجميع.

 

وطالب شقيق الشهيد بإطلاق اسم شقيقه على إحدى مدارس القرية.

 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع