أزمة جديدة فى لبنان والجيش يتدخل لوأد الفتنة.. مصر تدعو لضبط النفس بعد اشتباكات خلفت 6 قتلى و32 جريحا بساحة الطيونة.. ميشال عون: لن نسمح لأحد أن يأخذ بلادنا رهينة.. ونجيب ميقاتى: القضاء مستقل وإغلاق عام غدا

أحداث دامية عاشتها لبنان اليوم الخميس، لتعود بنا تلك الأحداث لمشاهد حزينة ومؤسفة للحرب الأهلية في لبنان، ففوجئ المواطنين بمنطقة الطيونة وسط العاصمة بيروت بدوى إطلاق رصاص من جميع الجهات، فلا مأوى إلى النوم أرضا لحماية أنفسهم من وابل النيران وليفزع التلاميذ فى الفصول إلى جدران المدارس خوفا من الرصاص، ليسقط فى تلك الأحداث 6 قتلى مع إصابة 32 آخرين فى أحداث الطيونة، حيث دعا حزب الله وحركة أمل إلى احتجاجات على خلفية أزمة قاضي تحقيقات انفجار مرفأ بيروت والذى وقع قبل أكثر من عام، لتعيش بيروت ليلة من أصعب الليالى منذ أيام الحرب الأهلية الدامية.

اطلاق النار
اطلاق النار

بدوره، صرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السفير أحمد حافظ، أن مصر تتابع بقلق بالغ تطورات الوضع فى لبنان، وتأسف لما شهدته الساحة اللبنانية من أحداث اليوم.

وأضاف المتحدث الرسمي، أن مصر تدعو كافة الأطراف اللبنانية إلى ضبط النفس، والابتعاد عن العنف تجنباً لشرور الفتنة، وإعلاء المصلحة الوطنية العليا للبنان وشعبه فى إطار الالتزام بمحددات الدستور والقانون بما يصون استقرار البلاد وأمنها ويحفظ مقدرات شعبها الشقيق ويخرجه من دائرة الأزمات المفرغة.

 

— sebastian usher (@sebusher) https://twitter.com/sebusher/status/1448583902243790848?ref_src=twsrc%5Etfw

 

وأكد المتحدث الرسمي أن على الحكومة ومؤسسات الدولة الاضطلاع بمسؤولياتها فى إدارة البلاد وحل الأزمات واستعادة الاستقرار حتي يتمكن المجتمع الدولي من مساعدة لبنان على المضي قدماً صوب مستقبل أفضل.

 

وأصدر الجيش اللبنانى، اليوم بيانا يكشف فيه ما حدث في الاشتباكات، التي خلفت عددا من القتلى والجرحى، وذكر البيان:  "أثناء توجّه عدد من المحتجين إلى منطقة العدلية للاعتصام، حصل إشكال وتبادل لإطلاق النار في منطقة الطيونة- بدارو، مما أدى إلى مقتل عدد من المواطنين وإصابة آخرين بجروح".

 

وأضاف: "على الفور، عزّز الجيش انتشاره في المنطقة، وسير دوريات راجلة ومؤللّة، كما داهم عدداً من الأماكن بحثاً عن مطلقي النار، وأوقف تسعة أشخاص من كلا الطرفين بينهم سورى".

 

اطلاق النيران
اطلاق النيران

 

وتابع: "بوشرت التحقيقات مع الموقوفين بإشراف القضاء المختص، وأجرت قيادة الجيش اتصالات مع المعنيين من الجانبين لاحتواء الوضع ومنع الانزلاق نحو الفتنة"، وجدد الجيش اللبناني تأكيده على "عدم التهاون مع أي مسلح، فيما تستمر وحدات الجيش بالانتشار في المنطقة لمنع تجدد الاشتباكات".

 

وفى هذا الصدد، أعلن رئيس الوزراء اللبنانى نجيب ميقاتي إغلاق عام في البلاد، غدًا الجمعة، حدادًا على أرواح الضحايا الذين سقطوا نتيحة أحداث اليوم في العاصمة بيروت.

 

وقال ميقاتي في مقابلة إعلامية: "باقون في الحكومة والمعالجة الهادئة لقضية التحقيق في انفجار مرفأ لبنان جارية"، ولكنه أشار إلى أن حكومته "سلطة تنفيذية" ولا تستطيع التدخل في القضاء، مؤكدا على استقلال القضاء.

رعب أطفال المدارس
رعب أطفال المدارس

وأكد ميقاتي إلى أنهم "ملتزمون بإجراء الانتخابات وفق المواعيد الدستورية رغم أن ما حصل اليوم غير مشجع"، مشيرًا إلى أن اتصالاته الأخيرة مع الجيش تفيد بتحسن الوضع الأمني في الشارع.

 

ومن جهته، استقبل الرئيس اللبناني ميشال عون، عصر الخميس، فى قصر بعبدا، قائد الجيش الذي أطلعه على تفاصيل الاحداث الأمنية التي شهدها لبنان الخميس.

 

وأكد الرئيس اللبناني ميشال عون في كلمة له مساء الخميس، أن الدولة والمؤسسات هي المرجعية الوحيدة لحل الخلافات وليس الشارع، وحذر عون: " سيتم محاسبة المسؤولين عن أحداث اليوم.. لن نسمح لأحد أن يأخذ لبنان رهينة لمصالحه وحساباته".

 

وأشار عون إلى أنه من غير المقبول أن يعود السلاح كلغة للتخاطب بين الفرقاء، مؤكدا أنه لن يتساهل أو يستسلم "لأي أمر واقع يسعى لنشر الفتنة".

 

ea60db7a03.jpg

ميشال عون

واستنكر رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، ‏الأحداث التي شهدتها منطقة الطيونة بمناسبة التظاهرات التي دعا إليها "حزب الله"، معتبرا أن السبب الرئيسي لهذه الأحداث هو السلاح المتفلت، ونفى جعجع تورط حزب القوات اللبنانية في إطلاق النار اليوم في بيروت.

 

وقال جعجع: "ما حصل اليوم نتيجة عملية للشحن الذي بدأه حسن نصر الله والتحريض ضد المحقق العدلى".

 

وقال رئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري: "أن ما حصل اليوم في بيروت من مشاهد إطلاق نار وقذائف وانتشار للمسلحين أعادنا بالذاكرة لصور الحرب الأهلية البغيضة، وهو أمر مرفوض بكل المقاييس".

 

ودعا الحريري الجيش والقوى الأمنية إلى اتخاذ أقصى الإجراءات والتدابير لمنع كل أشكال إطلاق النار، وتوقيف المسلحين وحماية المدنيين ومنع الاعتداء عليهم وحماية الممتلكات العامة والخاصة والحفاظ على السلم الأهلي.

 

من هو القاضى طارق البيطار؟

طارق البيطار.. هو الاسم الأكثر ترددا في لبنان في الآونة الأخيرة، وكان محور الاحتجاجات التي خرجت، الخميس، في شوارع بيروت قبل أن تتحول إلى أعمال عنف دامية، حيث خرج عناصر من حزب الله وحركة أمل فى مسيرة وسط بيروت تطالب بتنحية القاضي طارق البيطار عن التحقيق في قضية انفجار مرفأ بيروت المدمر، متهمين إياه بـ"تسييس التحقيق"، بعدما أعلن عزمة استدعاء مسؤولين كبار، بعضهم من الثنائي الشيعي وحلفاء لهم، بتهمة الإهمال الذى أدى إلى انفجار المرفأ الذي تسببت فيه شحنة ضخمة من نترات الأمونيوم.

2c36cc05ef.jpg

انفجار بيروت

واكتسب القاضى طارق البيطار شهرة كبيرة بعد توليه التحقيق في قضية انفجار مرفأ بيروت، إلا أنه كان وجها مألوف قبل ذلك للشارع اللبناني، بعدما تولى التحقيق في قضايا خطيرة شغلت الرأي العام، مثل قضية مقتل الشابين جورج الريف وروي حاموش، والطفلة إيلا طنوس، التي تعرضت لأخطاء طبية أدت إلى بتر أطرافها الأربعة.

 

وتقول تقارير إعلامية محلية إنه لا يعرف عن البيطار انتمائه إلى أي طرف سياسي، وتولى البيطار مهمة التحقيق في قضية المرفأ في فبراير الماضي بعد تنحية زميله فادي صوان، إثر ضغوط سياسية، واستهل عمله في يوم إجازة، كما ذكرت صحيفة "النهار" اللبنانية.

 

وكان من المفترض أن يتولى البيطار التحقيق في القضية قبل صوان، لكن الجهاز القضائي لمس ترددا من جانب القاضي، خاصة بعدما قال: :"لست متحمسا، لكن إن تسلمت هذا الملف فسأمضي فيه حتى النهاية".

 

واستقبل أهالي عيدمون الخبر بكثير من الترحاب إلى درجة أنهم رفعوا لافتات تبارك له هذه المهمة، رغم صعوبتها، وقال الأهالي لوسائل إعلام لبنانية إن ابنهم قاض نزيه في عمله ويحرص على منح كل ذي حق حقه.

 

ولم يمض وقت طويل على تولي البيطار التحقيق في القضية، حتى بدأت المتاعب، وكانت أبرزها من حزب الله.


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع