أكرم القصاص يكتب: أرقام لافتة حول اللقاحات والمتحورات ومستقبل كورونا..العالم يشهد أكبر حملة تطعيم فى التاريخ.. وخبراء الأمراض المعدية يؤكدون إن تلقيح 70% إلى 85% من السكان سيمكنهم من العودة إلى الحياة الطبيعية

مع الموجة الرابعة لفيروس كورونا، يعود من جديد النقاش حول المستقبل القريب للجائحة، والوقت الذى يعلن فيه الإنسان انتهاء الجائحة الأكثر غموضا التى أثارت قلق العالم وأنظمته الصحية، ومع اقتراب الجائحة من دخول عامها الثالث، لا يوجد فى الأفق موعد يمكن فيه إعلان الاطمئنان والعودة للحياة الطبيعية وإنهاء الإجراءات الاحترازية، خاصة أنه مع ظهور الطفرات والمتحورات، لم يعد اللقاح قادرًا على منح الملقحين مناعة تامة مثلما كان معلنًا قبل توزيع اللقاحات، ولا تزال العدوى قائمة مع من يتلقون اللقاحات، وإن اختلفت التقديرات.

 

وبالنظر إلى السرعة التى ينتشر بها الفيروس على مستوى العالم، أدرجت منظمة الصحة العالمية السلالة «دلتا» على أنها متغير مثير للقلق، بينما يكشف الدكتور ريتشارد برنان، مدير الطوارئ الصحية بالمكتب الإقليمى لمنظمة الصحة العالمية بشرق المتوسط، أن المنظمة تتابع أى تحورات جديدة، وهناك 4 تحورات مثيرة للقلق فى 21 دولة بإقليم شرق المتوسط، ومتحور دلتا موجود فى 14 دولة. 

 

يكشف الدكتور ريتشارد برنان: «لم نطعم عددا كافيا من المواطنين، لذلك لا يزال المرض منتشرا، وكلما زاد عدد من تناول اللقاح، اقتربنا أكثر من انخفاض عدد التحورات الجديدة».

 

يؤكد الخبراء أنه لا يمكن تجنب فيروس كورونا تمامًا، لكن اللقاحات لها دور فى الحماية، فى حالة العدوى، وأعلنت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية: «إن التطعيم يقى من المرض الشديد من فيروس كورونا، بما فى ذلك متغير دلتا»، وأن الأشخاص الذين تم تطعيمهم بشكل كامل أقل عرضة للإصابة بفيروس COVID-19 بمقدار 5 مرات، وأقلعرضة للمعاناة من الأعراض الشديدة للعدوى بأكثر من 10 مرات.

 

وحسب أرقام وكالة بلومبرج الأمريكية، تجرى أكبر حملة تطعيم فى التاريخ شهدها العالم لمواجهة فيروس كورونا، حيث تم إعطاء أكثر من 5.85 مليار جرعة فى 184 دولة حتى الآن، تكفى لتحصين 38.1% من سكان العالم بشكل كامل، ويتم تلقيح البلدان والمناطق ذات الدخل الأعلى بمعدل أسرع 20 مرة من البلدان والمناطق ذات الدخل المنخفض.

 

ويقول خبراء الأمراض المعدية: إن تلقيح 70% إلى 85% من السكان سيمكنهم من العودة إلى الحياة الطبيعية، لكن هذا المستوى العالمى الذى يتطلب تلقيح 31 مليونا يوميا، أمر صعب الوصول إليه لأسباب كثيرة، وهذا الأمر يجدد انتقادات الدول الغنية التى تستأثر باللقاحات، وتترك الدول الأقل إمكانات، لأن المناعة العالمية هى طريق المواجهة الجادة للفيروس، رغم زيادة القدرة التصنيعية للقاحات وطرح الجديد منها.

وحسب آخر إحصاء نشرته وكالة رويترز، نقلًا عن إحصائيات وزارات الصحة ومنظمة الصحة العالمية، فإن أكثر من 228.11 ‬مليون نسمة أصيبوا بفيروس كورونا المستجد على مستوى العالم، و4.891 مليون حالة وفاة جراء الفيروس. 

 

فى أكثر من 210 دول، منذ اكتشاف أول حالة بالصين ديسمبر 2019، احتلت الولايات المتحدة الأمريكية قائمة الدول فى عدد الإصابات بـ34.1 مليون إصابة و675067 وفاة، تليها الهند 33.4 مليون إصابة و444529 وفاة، تليهما البرازيل والمملكة المتحدة، وروسيا وفرنسا وتركيا وإيران والأرجنتين وكولومبيا، ثم تأتى الدول العربية الأعلى، وليس من بينها مصر، حيث إنه حسب إحصائيات وزارة الصحة، حتى أمس الأول السبت، تم تسجيل 296.2 ألف إصابة و16951 حالة وفاة، وتعتبر مصر متوسطة الإصابات، رغم أنها من الدول التى اتخذت إجراءات مرنة، لم تصل للإغلاق التام أو الفتح، وإنما لجأت للإجراءات الاحترازية والإسراع فى تلقيح المواطنين، وتصنيع اللقاحات وتوفيرها على مستويات مختلفة. 

 

ومن المهم التعامل بجدية مع ارتفاع الإصابات، وتلقى اللقاحات، بناءً على آراء طبية مؤكدة تشير إلى أهمية التلقيح للوقاية، خاصة مع تصاعد الموجة الرابعة، ويفترض الاطلاع على الآراء العلمية والابتعاد عن غير الموثقة، مع تأمل الأرقام العالمية ومقارنتها بما يجرى، للتعرف على حجم الخطر مع متحور دلتا، انتظارًا للحظات إعلان انتهاءالجائحة، وهو موعد غير محدد حتى الآن. 
 


 

 


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع