تحدى الإعاقة.. "صابرين" ولدت بدون ذراعين وتحدت الصعاب بعد طردها من المدرسة.. علّمت نفسها بنفسها واستخدمت قدمها فى الكتابة والرسم.. وحلمها دخول الثانوية والالتحاق بالطب أو الفنون الجميلة.. صور

ولدت بدون ذراعين وكان حجمها لا يتعدى السنتيمترات القليلة، رضيت أسرتها بقضاء الله وقدره، فهى بنت على 5 أولاد، وسرعان ما كبرت وبدأت تتعرف على الأجواء المحيطة بها، وبدأت تعرف أنها مختلفة فى سن الخامسة، كانت بداية قصتها عندما شاهدت أقرانها يذهبون إلى المدرسة حاملين حقائبهم فطلبت من والدها أن تكون مثلهم، لم يرفض لها طلب، وحاول بشتى الطرق إلحاقها بالمدرسة وفعلا نجح فى ذلك ودخلت "صابرين" لأول مرة المدرسة، وفى يومها الأول تعرضت لكل أشكال التنمر من الجميع.

صابرين-تتصفح-الهاتف-المحمول

لم تستسلم صابرين بل قررت أن تقهر الظروف وتستمر، ولكن سرعان ما تبدد الحلم وبدأت تصطدم بالواقع المؤلم والمجتمع الذى يرحم، فكرت بطريقة تكتب بها فاستخدمت قدمها الشمال فى عملية الكتابة، ونجحت بقدر معقول، واستمرت لثلاث سنوات فى المدرسة ولكن وفى أحد الأيام وبعد أن سمعت اسمها وتم إدراجها فعليا وتسلمت الكتب ووضعتها فى الحقيبة، حضرت مديرية المدرسة وأخرجت الكتب من الحقيبة وقالت لها حرفيا لا تأتى مرة أخرى إلى المدرسة.

وهنا تقول "صابرين"، اسودت الدنيا فى وجهى والدموع كانت تنساب من عينى بلا توقف وبدون أن أبذل مجهودا فى ذلك قلت لوالدى: "لن أذهب إلى المدرسة مرة أخرى وأننى كرهت كل شيء، بغريزة الأب احتضننى والدى وقال لى انتى أفضل من الجميع، أفضل منى أنا شخصيا وتمسكى بربنا وسوف تنجحى يوما من الأيام مادام لديك الدافع للنجاح".

قالت صابرين لـ"اليوم السابع": لم أعرف أحدا يحنو مثلما يحنو الرئيس عبد الفتاح السيسى فهو أب لكل الناس الأسوياء وذوى الهمم، لا يفرق بين أحد بل يعطى كل ذى حقا حقه، وأنا لا أترك خطابا واحدا إلا وأستمع له فأنا أحبه محبة الأب".

صابرين-ترسم-بقدمها-اليسرى

 "اليوم السابع" التقى بصابرين الفتاة المعجزة داخل منزلها بقرية نجوع مازن دائرة مركز دار السلام جنوب شرقى محافظة سوهاج لتروى لنا حكايتها، وكيف تغلبت على إعاقتها وكيف أن إعاقتها هى التى صنعت منها فتاة ناجحة تؤدى ما لا يستطيع غيرها من الأسوياء تنفيذه بأيدهم فهى تنفذه بقدميها وبشكل يومى.

صابرين-ترسم-وتكتب

فى البداية تقول صابرين، بعد أن فشلت فى الاستمرار بالتعليم الحكومى وتركت المدرسة بسبب التنمر من ناحية وعدم قبول إدارة المدرسة لى من ناحية أخرى قررت أن أعلم نفسى بنفسى بدون معلم، طلبت من والدى أن يشترى لى هاتف محمول بشاشة تاتش، وبدأت أتعامل معه أمسكه بقدمى اليمنى وأكتب عليه بقدمى اليسرى، قمت بتحميل عدد من البرامج التعليمية، وكنت أضع الهاتف بجوارى أسمع منه وأشاهد وأقوم بالكتابة حتى تمكنت تماما على مدار سنوات فى الكتابة باستخدام قدمى، ولجأت للبرامج التعليمية فى التليفزيون وتعلمت منها بالفعل، وتفوقت على اللغة العربية وفى الحساب وتحديت كل الموجودين من التلاميذ من أبناء عمى وتفوقت عليهم، حفظت أجزاء كثيرة من القرآن الكريم والحمد لله شعرت بالفخر حينها.

صابرين-تستخدم-الهاتف-بقدمها

وأضافت صابرين فى يوم من الأيام قررت إنشاء صفحة على الفيس بوك، ولكن أشقائى رفضوا ومع إصرارى قمت بإنشاء الصفحة وأثناء تواجدى عليها تعرفت على فتاة على الصفحة طلبت صداقتها لكنها رفضت، لم أتوقف فى طلب الصداقة تواصلت معها قصصت عليها حكايتى فقررت مساعدتى، وقالت لى بعد شهرين سوف أساعدك فى الالتحاق بمحو الأمية، وحضرت بالفعل ووفت بوعدها، ودخلت الامتحان وكانت المفاجأة للجميع أننى أكتب بقدمى ولم يأخذ الامتحان معى وقت، وظهرت النتيجة ونجحت بتفوق وتم إلحاقى بالصف الأول الإعدادى.

وأكدت صابرين، فعلا ذهبت إلى المدرسة الإعدادية الموجودة بالقرية وأنا كلى فخر، وجلست بالفصل ولى عدد كبير من الأصدقاء، وهنا قررت أن أتفوق على الجميع، فكنت الأولى على المدرسة بالصف الأول الإعدادى، وكذلك الصف الثانى الإعدادى، وكنت أستذكر ما يقرب من 8 ساعات يوميا، لا أتوقف عن المذاكرة حتى لا يتفوق على أحد من زملائى، ووصلت إلى الصف الثالث الإعدادى هذا العام والحمد لله حصلت على مجموع 256 درجة من 280 من مجهودى وتعبى وسهرى، ولكن هناك مشكلة كبرى هذا المجموع لا يؤهلنى للالتحاق بالثانوية العامة ولكن يؤهلنى لدخول التعليم الفنى وأنا لا أحب التعليم الفنى، لأنى أرغب فى مواصلة تعليمى وأصل إلى الجامعة وألتحق إما بكلية الطب البشرى إن سمحوا لى أو كلية الفنون الجميلة لأننى أحب الرسم وأقوم برسم العديد من الرسومات بالألوان باستخدام قدمى.

وناشدت صابرين وزير التربية والتعليم ومحافظ سوهاج ومدير إدارة دار السلام التعليمية بالتدخل وتحقق الحلم بالالتحاق بالثانوية العامة واستثنائى من الدرجتين، حيث إن المدرسة الثانوية الموجودة بالقرية محدد لها مجموع 258 درجة وأنا حالة خاصة، أليس لى الحق فى الحلم أليس من الواجب على المسئولين الوقوف بجوارى كونى حالة خاصة واستثنائى من الدرجتين حتى لا أصاب بالإحباط وتحطم الآمال بعد كل سنوات التعب والسهر رفقة بى يا وزير التربية والتعليم رفقة بى يا محافظ سوهاج.

والد صابرين قال لـ"اليوم السابع"، إنه تقدم بعدة شكاوى إلى مديرية التربية والتعليم عام 2008 وحصل على الموافقة بعودتها، ولكن مدرستها رفضت أيضا لتخطيها التسع سنوات للصف الأول الإبتدائى بعدما قررت إعادة الصفوف الأول والثانى والثالث مرة أخرى، ومنذ ذلك الوقت والفتاة تجلس فى المنزل لا تكف عن القراءة والكتابة وحفظ القرآن، بل وامتدت موهبتها إلى تصنيع الإكسسوارات فى المنزل، وأيضا وحصلت على شهادة محو الأمية بدون الالتحاق بفصل بعد تخطيها الاختبارات الفورية ودخلت الصف الأول الإعدادى نظام المنازل وتفوقت بالصف الثالث الإعدادى وحصلت على مجموع كبير ولكن هذا المجموع لا يؤهلها لدخول الثانوية العامة وأنا أضم صوتى لصوت ابنتى بتحقيق حلمها وسماع الوزير لطلبها والنزول بالمجموع فى تلك المدرسة وقبولها بالثانوية العامة.

صابرين-تستخدم-هاتفها-المحمول

وأنا فخور بصابرين وذكائها وإصرارها على تحقيق طموحها باستكمال تعليمها، بالرغم من أنها عانت كثيرا ولكن إرادتها القوية دفعتها لاستكمال مشوارها، وعمها يعمل مدرسا وهو من كان يقوم بتشجيعها باستمرار على مواصلة التعليم، بل كان يقوم أيضا بحملها إلى مدرستها.

صابرين-تكتب-أحد-دروسها

الدكتورة سحر وهبى مقررة فرع المجلس القومى للمرأة بمحافظة سوهاج قالت على صفحتها على مواقع التواصل الاجتماعى، صابرين رمضان عبد اللطيف أحمد تذكروا هذا الاسم جيدا بنوتة من بنات دار السلام شاءت الأقدار أن تولد بدون ذراعين ولكنها تعلمت الكتابة بأصابع القدم، وتمكنت من الحصول على الشهادة الإعدادية هذا العام ومعرفتى بها فى نفس هذه الأيام عام 2018 عندما كنّا كمجلس قومى للمرأة نقوم بتوزيع شهادات أمان على السيدات فى مركز دار السلام وقمنا بتكريمها لأنها استطاعت محو أميتها بنفسها و تغلبت على إعاقتها.

صابرين-تكتب-بقدمها

وأضافت سحر "ومنذ يومين اتصلت بى الجميلة صابرين لتزف لى خبر حصولها على الشهادة الإعدادية وأنها تحلم باستكمال مسيرتها التعليمية حتى التخرج من الجامعة ولكن فى ظل المجاميع المبالغ فيها هذا العام فى الشهادة الإعدادية ارتفع مجموع القبول بالثانوى العام وكان ينقص صابرين درجتين على الحد الادنى للقبول بالثانوى أرجو من المسئولين تحقيق حلمها.

صابرين-تكتب-دروسها

صابرين-تلتقط-الهاتف-بقدمها

صابرين-تلعب-بالهاتف

صابرين-على-سلم-منزلها

صابرين-فتاه-بدون-ذراعين

صابرين-مع-والدها

صابرين-والكتب-والهاتف-والمحمول

صابرين-ونظرة-امل-امام-منزلها

كراسة-المذاكرة-الخاصة-بها

كشكول-الاستذكار-الخاص-بصابرين

كشكول-الدروس

هاتف-صابرين-وعليها-كتابتها

والد-صابرين-يروى-الحكاية