الشهامة والجدعنة.. فتحى ألقى بنفسه فى الرياح التوفيقى بالقليوبية لإنقاذ غريقين.. ويؤكد: لم أفكر لحظة فى التراجع وتخيلت أبنائى بهذا الموقف.. انقذت واحدا وصعوبة السباحة فى مكان الحادث منعتنى من انقاذ الثانى.. صور

الشهامة لا تباع ولا تشترى فهى بالدم يولد المرء بها من رحم أمه ولا ينتظر عليها أى مقابل.. هذا ما شهدته مدينة بنها بمحافظة القليوبية، من جدعنة وشهامة أبناء القرية، إذ إن لديهم الكثر من التضحيات من أجل إنقاذ ومساعدة الأخرين.

 

فتحى القرمانى، مواطن بسيط، مقيم بمنطقة عزبة أدهم التابعة لقرية الشقر بمركز كفر شكر بالقليوبية، فضل التضحية بنفسه لإنقاذ روحين استسلما للغرق بالرياح التوفيقى وبالتحديد أمام منطقة الموقف العمومى بمدينة بنها بالقليوبية.

أسرة بطل واقعة الشهامة والجدعنة ببنها
أسرة بطل واقعة الشهامة والجدعنة ببنها

حرص "اليوم السابع"، على لقاء فتحى القرمانى ابن قرية الشقر التابعة لمركز ومدينة كفر شكر بالقليوبية، والذى عرف بالشهامة لإنقاذه اثنين كاد يغرقان بالرياح التوفيقى أمام موقف بنها العمومى.

أشرف القرمانى وشقيقه بطل واقعة الشهامة ببنها
أشرف القرمانى وشقيقه بطل واقعة الشهامة ببنها

وقال فتحى القرمانى، 33 سنة، متزوج ولديه 3 أبناء، إنه يعمل باليومية، وخلال عودته من العمل لاحظ تجمع أعدادا من المواطنين أمام منطقة موقف بنها العمومى عند الرياح التوفيقى، وعندما علم بتعرض شابين للغرق، لم يفكر لحظة واحدة، وعلى الفور خلع جلبابه وقفز فى الماء لمحاولة إنقاذهما .

الشقيقان أبناء القرمانى
الشقيقان أبناء القرمانى

وأضاف "القرمانى"، أنه لم يستطع استخراج الشابين معا إلى شاطئ الرياح التوفيقى نظرا لوعورة المنطقة، إلى جانب وجود حشائش غاطسة وجانبية بالمكان فأنقذ أحدهما وخلال عودته لإنقاذ الثاني لم يجده، لم ييأس القرمانى بل حاول مرات ومرات على الرغم من خطورة هذه المنطقة وظل يغطس بالماء إلى أن تعب .

بطل واقعة الشهامة ببنها وأسرته
بطل واقعة الشهامة ببنها وأسرته

وأشار، إلى أنه تم إسعاف الشاب الذى تم انقاذه، وبدأت قوات الإنقاذ النهرى فى البحث عن الآخر إلى أن تم العثور على جثمانه اليوم والتصريح بدفنه ، موضحا أن عينيه لم تذق طعم النوم منذ الحادث ، كما أنه لم يتذوق الطعام منذ الواقعة، قائلا "كل ما أنام أشوف الشاب دا قدام عنيا وأقول لنفسى ليه متعبتش أكتر وحاولت تنقذه لكن أمر الله نفذ، وكل ما أشوف الطفل دا أحس إن ابن من أبنائى مكانه".

بطل واقعة إنقاذ الغريقين ببنها
بطل واقعة إنقاذ الغريقين ببنها

فيما قال الحاج أشرف القرمانى الشقيق الأكبر لبطل واقعة الشهامة ببنها، إن شقيقه اعتاد مثل هذه المواقف ولم يتأخر لحظة واحدة عن خدمة أبناء قريته، فهو من الممكن أن يضحى بنفسه فى سبيل إنقاذ روح قد تتعرض لخطر أمامه، وهوما حدث من قبل، فعندما كان عمره 18 عاما كان يسير على الطريق ولاحظ وجود سيدة ونجلها يقومان بغسيل أوانى الطهى فى الرياح سقط منها طفلها فى الماء وكادت أن تنزل خلفه لإنقاذه إلا أن شقيقه سبقها إليه وأنقذ الطفل وأعاده لأمه.

فتحى القرمانى واسرته
فتحى القرمانى واسرته

وأوضح "أشرف" لـ "اليوم السابع"، أن شقيقه ذاع سيطه بين أبناء القرية والقرى المحيطة  لشهامته ومروءته فهو محبوب من الجميع، ولم يشهد أى مشكلة قط طوال حياته فهو مسالم مع الجميع ومحب لهم وهو ما عاد عليه بهذا الحب الكبير منهم، مشيرا إلى أنه بمجرد مشاهدته صورة شقيقه عبر مواقع التواصل الاجتماعى والحديث عن بطولته لم يتعجب قط فهذا ليس بغريب على شقيقه الذى على استعداد بالتضحية بنفسه لأجل إنقاذ أى روح تتعرض لمشكلة.

فتحى القرمانى ونجله
فتحى القرمانى ونجله

وناشد "أشرف"، المسؤولين توفير فرصة عمل ملائمة لشقيقه لكسب قوت يومه منها ولأطفاله فهو متزوج ولديه أسرة ويعمل باليومية، ويريد الاستقرار وتأمين مستقبل أسرته وتوفير مصدر دخل ثابت لهم.

فتحى القرمانى وشقيقه وطفلتيه
فتحى القرمانى وشقيقه وطفلتيه

 

فتحى القرمانى وشقيقه ونجل عمته
فتحى القرمانى وشقيقه ونجل عمته

 

فتحى القرمانى وشقيقه
فتحى القرمانى وشقيقه

 

فتحى القرمانى وطفلتيه
فتحى القرمانى وطفلتيه

 

فتحى القرمانى
فتحى القرمانى

 

منقذ الغريقين ببنها
منقذ الغريقين ببنها

 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع