أخبار عاجلة

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 11 يونيو 1970.. عبدالناصر للقذافى: الفريق محمد فوزى قائد عسكرى ممتاز لكن قيادة العمليات أثناء الحرب ستسند إلى قائد عسكرى آخر

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 11 يونيو 1970.. عبدالناصر للقذافى: الفريق محمد فوزى قائد عسكرى ممتاز لكن قيادة العمليات أثناء الحرب ستسند إلى قائد عسكرى آخر
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 11 يونيو 1970.. عبدالناصر للقذافى: الفريق محمد فوزى قائد عسكرى ممتاز لكن قيادة العمليات أثناء الحرب ستسند إلى قائد عسكرى آخر

كان الرئيس جمال عبدالناصر، يواصل شرح الحالة السياسية والعسكرية للرئيس الليبى معمر القذافى، والوفد المرافق له، فى اجتماعهما بقصر القبة يوم 10 يونيو 1970، وكان القذافى يستمع باهتمام بعد أن عرض نتائج جولته العربية لحشد الجهود لقومية المعركة، وأسفرت هذه الجولة عن قمة عربية يوم 20 يونيو 1970 فى طرابلس، حسبما يذكر عبدالمجيد فريد، فى كتابه «من محاضر اجتماعات عبدالناصر الدولية والعربية-1967 1970»، راجع، ذات يوم، 10 يونية 2021.

 

علق عبدالناصر على الكلام الذى سمعه عما يسمى «القيادات المهزومة عام 1967»، وقال إنه يعرف أنه المقصود شخصيا به، ثم قال عن الفريق محمد فوزى وزير الحربية: «الفريق فوزى قائد عسكرى ممتاز، أعرفه جيدا، خدم معى فى فلسطين عام 1948، كما قمت بالتدريس له فى كلية أركان الحرب عندما كنت مدرسا فيها، ورغم أنه كان من القيادات العسكرية عام 1967، إلا أنه لم يسمح له بالممارسة الفعلية للقيادة العسكرية فى ذلك الوقت، وعند تكليفى له بالقيادة العامة بعد المشير عبدالحكيم عامر، قلت له فى البداية إنه سيتولى مسؤولية بناء وإعداد القوات المسلحة للقتال، ولكن قيادة العمليات العسكرية أثناء الحرب ستسند إلى قائد عسكرى آخر».

 

يعلق «فريد»: «كان فى نية عبدالناصر بعد هزيمة 1967 مباشرة، أن يتولى الفريق فوزى عملية بناء وإعداد القوات المسلحة وإعادة كيانها وانضباطها، خاصة أن المعروف عنه القسوة العسكرية والتزامه التام بالنظم والتقاليد العسكرية، وقدرته الفائقة على التنفيذ والمتابعة، أما قيادة العمليات الحربية فكان عبدالناصر سيسندها إلى الفريق عبدالمنعم رياض، الذى كان معروفا أيضا بذكائه وكفاءته العسكرية فى التخطيط وإدارة العملية الحربية، لهذا عين «فوزى» قائدا عاما و«رياض» رئيسا للأركان، ولم يكن هذا التخطيط من عبدالناصر سرا على كل منهما، يؤكد «فريد»، أن موضوع القائد العام للجيوش العربية أثير فى القمة العربية بطرابلس يوم 20 يونيو 1970، وقرر المؤتمر: «تعيين الفريق أول محمد فوزى فى منصب القائد العام، تعاونه هيئة أركان مشتركة من الدول التى توقع على هذا الاتفاق».

 

رد القذافى على كلام عبدالناصر: «يا ريس..أنا ما زال عندى أمل كبير فى الدول العربية، ولا بد أن نتجاوز موضوع أزمة الثقة الموجودة حاليا بأى طريقة كانت، حتى لو مارسنا بعض الضغوط هنا وهناك، كذلك لدى أمل كبير فى إمكانية الحشد للمعركة من أجل النصر، هناك شروط وكلام آخر يقال حول هذا الموضوع، ولكن أود أن أذكره لك فى اجتماع آخر ضيق، وليس فى مثل هذا الاجتماع الحالى المسجل، موضوع آخر أحب أن أذكره وهو أننى رأيت الجبهة العراقية المواجهة للحدود الإيرانية، وشاهدت بنفسى القوات العراقية الكبيرة المحتشدة هناك، لأن إيران تحشد أمامهم على هذه الحدود حوالى ثلاثة جيوش من خانقين حتى البصرة، ومن رأيى أن نبذل محاولات وضغوطا على إيران لتخفيف حشدها على الحدود العراقية من أجل أن يتمكن العراق من المساهمة بقدر أكبر فى المعركة العربية».

 

رد محمود رياض، وزير خارجية مصر: «عن هذا الموضوع حاول الاتحاد السوفيتى بناء على طلبنا وبعد الاتصال مع إخواننا بالعراق أن يبذل جهدا بشأنه، فأثاره بودجرنى - الرئيس السوفيتى - عند زيارته الأخيرة إلى إيران، وأبدى الإيرانيون استعدادهم للانسحاب من الحدود بشرط أن تبدأ مفاوضاتهم مع العراق مباشرة، ولكن العراقيين اشترطوا فى الوقت ذاته إعلان إيران عدم إنهاء اتفاقية الحدود المشتركة بالخليج، كذلك أعلم أن الأردن يحاول أن يبذل جهدا فى الوساطة بين إيران والعراق، ولكن العراقيين رفضوا على أساس أن مركزهم من الوجهة السياسية والعسكرية أفضل من إيران بكثير».

 

علق عبدالناصر: «سبق أن دار حديث بين وزير خارجية إيران ووزير الخارجية بويصير  - وزير خارجية ليبيا - فى المؤتمر الإسلامى للسعى إلى إعادة العلاقات بينهم وبيننا، ولم يكن لدينا مانع من ذلك، ولكنى اشترطت موافقة إخواننا العراقيين فاعترضوا، لهذا اعترضت ولم أوافق على إعادة العلاقات بيننا وبين إيران، وعموما فى رأيى أنكم قادرون على القيام بدور مهم بين إيران والعراق من أجل إخلاء أكبر قدر من القوات العراقية لتشترك فى الجبهة الشرقية، أو على الأقل لتصبح الاحتياطى الاستراتيجى لهذه الجبهة، الأخ معمر، أرجو ألا تنظروا إلى ما يدور فى العالم العربى من تناقضات بأنه خيانات، بقدر ما هى تناقضات قديمة ترسبت لعدة سنوات وتراكمت آثارها، وإننا نتمنى أن تنجح فى سعيك لصهر هذه التناقضات من أجل نجاحنا فى المعركة الكبيرة إن شاء الله».

 

انتهى الاجتماع، ووفقا لعبدالمجيد فريد: «قام عبدالناصر من مقعده، وتوجه إلى القذافى ليمسك بيده، ثم سارا معا إلى خارج قاعة الاجتماعات».


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع