مجلس الشيوخ يستعد للتصديق على أول وزير دفاع أمريكى من أصول أفريقية.. الجنرال المتقاعد لويد أوستن يقترب من قيادة البنتاجون بعد تجاوز عقبة خلفيته العسكرية.. علاقته قوية ببايدن.. ويرى إيران تهديدا لحلفاء أمريكا

يستعد مجلس الشيوخ الأمريكى لموافقة "تاريخية" اليوم، الجمعة، بالتصديق على تعيين الجنرال المتقاعد لويد اوستن وزيرا للدفاع، ليصبح بذلك أول أمريكى من أصل أفريقى يتولى قيادة البنتاجون.

 

وقالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، إن موافقة مجلسى الشيوخ والنواب أمس، الخميس، بأغلبية ساحقة على تنازل خاص يسمح للجنرال أوستن بالعمل كوزير للدفاع، يزيل عقبة أمام تثبيت عضو مهم  فى فريق الأمن القومى للرئيس بايدن، والذى يستعد ليصبح أول أمريكى من أصول أفريقية يقود البنتاجون.

20201208101400140.jpg

وفى تصويت متتالى، وافق المشرعون فى كلا الحزبين على الإعفاء الخاص للجنرال أوستن لتولى المنصب، حيث يتطلب لتولى أى عسكرى سابق منصب وزير الدفاع أن يمر سبع سنوات على تقاعده، وحدد قادة الكونجرس اليوم الجمعة لتأكيد تعيينه.

 

وتابعت الصحيفة قائلة، إن فورة النشاط فى الكابيتول والضغط  الذى مارسه كبار الديمقراطيون يعكس الإحساس بالحاجة الملحة فى إدارة بايدن من أجل التصديق سريعا على الجنرال أوستن وزيرا للدفاع، وهى الخطوة التى عادة ما تتم فى اليوم الأول لتولى الرئيس منصبه لتشير إلى استمرارية القوى الأمريكي مع تغير الرئيس.

 

وقالت نانسى بيلوسى، إنه فى ظل العديد من التهديدات، الداخلية والخارجية، التى تواجه الولايات المتحدة، فمن الضرورى أن يتم التصديق فورا على أوستن، مشيرة إلى أن منع إعفاءه سيكون خطأ، والذى سيؤجل، من بين أخطار أخرى، العمل الملح الذى يجب إتمامه لاستعادة استقلال وقدرات وزارة الدفاع.

 

اوستن وبايدن فى العراق
أوستن وبايدن فى العراق

 

وعلى مدار أسابيع، بدت فرصة الجنرال أوستن لتأمين التنازل ضعيفة، حيث أعرب مشرعون من كلا الطرفين عن ترددهم فى منح استثناء لقانون يهدف إلى الحفاظ على السيطرة المدنية على الجيش.

 

وكان الكونجرس قد وافق على إجراء مماثل قبل أربع سنوات لجيمس ماتيس وزير الدفاع السابق فى إدارة ترامب، وتعهد بعض الديمقراطيين أنهم لن يفعلوا ذلك مرة أخرى.

 

وهناك رجلين فقط حصلا على هذا التنازل ماتيس،  وجورج مارشال الذى اختاره الرئيس هارى ترومان، وتم تأسيس قاعدة التنازل فى قانون الأمن القومى لعام 1947، وهو القانون الفيدرالى الذى أنشأ منصب وزير الدفاع.

 

ولكن خلال الأسبوعين الماضيين، مارس مسئولون فى الفريق الانتقالى لبايدن بمساعدة كبار الديمقراطيين فى الكونجرس، ضغوطا كبيرة على المشرعين لتنهيد الطريق أوستن، وبدأ الكثيرون فى التراجع عن تحفظاتهم.

 

لويد أوستن
لويد أوستن


وقاد أوستن، وهو جنرال بأربعة نجوم، فى عهد أوباما، القوات المركزية المشتركة التى كان من بين مسئولياتها الشرق الأوسط ووسط آسيا وجزء من جنوب آسيا، وذلك فى الفترة فى عامى 2013 إلى 2016. وكان المهندس العسكرى للهجوم الذى قادته الولايات المتحدة ضد داعش فى سوريا والعراق.

 

قبل ذلك كان نائبا لرئيس أركان الجيش. وتشير التقارير الأمريكية إلى أن أوستن لديه سمعة بأنه يتمتع بقيادة قوية وتجنب الانتباه العام، فلا يقوم بكثير من المقابلات ويختار ألا يتحدث علنا عن عمليات الجيش.

 

وعرف بايدن وأوستن بعضهما البعض خلال خطة إدارة أوباما للانسحاب من العراق، حيث كان بايدن، نائبا للرئيس يقود سياسة العراق وعمل أوستن كآخر قائد عام للقوات الأمريكية فى البلد العربى. وفى هذا المنصب لعب أوستن دورا رئيسيا فى زيادة القوات التى بدأت عام 2007 وكان مسئولا عن انسحاب القوات القتالية الأمريكية عام 2011.

 

وتخرج أوستن، المولود عام 1953 فى ولاية ألاباما ونشأ فى جورجيا، من أكاديمية ويست بوينت العسكرية الأمريكية، وحصل على درجة البكالوريوس فى العلوم العسكرية عام 1975 وتخرج لاحقا من كلية قيادة الجيش الأمريكى وكلية الحرب الأمريكية.

 

وخلال جلسات مناقشة ترشيحه بمجلس الشيوخ، قال أوستن إنه سيعمل على تطهير صفوف الجيش من "العنصريين والمتطرفين" وسيعمد إلى تعزيز تحالفات الولايات المتحدة وسيركز استراتيجيتها على الصين، كما أنه قال إن إيران تمثل تهديدا لشركاء أمريكا في المنطقة وللقوات الأمريكية هناك، وأوضح أوستن أن سلوك إيران يبعث على عدم الاستقرار.


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع