الأزمات تحاصر "نيويورك تايمز".. تراجع عائدات المطبوع تدفع الصحيفة للاستعانة بـ"اشتراكات رقمية".. اتجاه لخفض العاملين وإعادة الهيكلة.. والإدارة فى رسالة إلكترونية للمحررين: إما شراء الأسهم أو التسريح الإجبارى

الأزمات تحاصر "نيويورك تايمز".. تراجع عائدات المطبوع تدفع الصحيفة للاستعانة بـ"اشتراكات رقمية".. اتجاه لخفض العاملين وإعادة الهيكلة.. والإدارة فى رسالة إلكترونية للمحررين: إما شراء الأسهم أو التسريح الإجبارى
الأزمات تحاصر "نيويورك تايمز".. تراجع عائدات المطبوع تدفع الصحيفة للاستعانة بـ"اشتراكات رقمية".. اتجاه لخفض العاملين وإعادة الهيكلة.. والإدارة فى رسالة إلكترونية للمحررين: إما شراء الأسهم أو التسريح الإجبارى

كتبت رباب فتحى

بخلاف غيرها من الصحف الأمريكية التى تخوض معارك طاحنة مع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الذى يتهم الإعلام بشن حرباً ضده بهدف زعزعة استقرار ولايته الرئاسية ، تسقط صحيفة نيويورك تايمز فى سلسلة لا تنتهى من الأزمات المالية والاقتصادية الطاحنة ، متأثرة فى ذلك بحالة التضخم والكساد على المستوى العالمى التى تزامنت مع تغيير عادات جمهور القراء واهتماماتهم.

 

ومع تفاقم أزمات "نيويورك تايمز"، خرجت صحيفة "الجارديان" البريطانية فى تقرير لها اليوم لتكشف العديد من المفاجآت الصادمة، ومن بينها أن الصحيفة الأمريكية الشهيرة ستعرض على الموظفين العاملين بها شراء أسهم فى محاولة لتقليل عدد المحررين، وأكدت فى بريد إلكترونى داخلى للموظفين أن الصحفيين من الممكن أن يتعرضوا للتسريح الإجبارى فى حال عدم وجود عدد كافى من مشترى الأسهم. 

 

وأضافت أن الصحيفة ستلغى كذلك منصب المحرر العام، المعروف عالميا بـ"أمين عام المظالم"، والذى يشكل لجنة حكم بين القراء والمحررين حال حدوث مشكلات، مشيرة إلى أن الصحيفة ستعتمد أكثر على تعليقات القراء. 

 

وقال الناشر أرثر سولزبرجر جونيور "اليوم، متابعينا على وسائل التواصل الاجتماعى وقرائنا عبر الإنترنت أصبحوا مراقبين، أكثر يقظة وقوة على الإطلاق من أى شخص يعمل وحده". 

 

وستترك ليز سبايد، المحررة العامة فى الصحيفة، منصبها غدا الجمعة. 

 

وقال رئيس التحرير التنفيذى لـ"نيويورك تايمز" دين باكيت، وجوزيف خان، مدير التحرير فى مذكرة منفصلة إلى صالة التحرير إن النظام الحالى من المراجعين و"العمال الخلفيين" الذين يحددون وينظمون المقالات سيتم الاستعاضة عنهم بمجموعة من المحررين الذين سيكونون مسئولين عن جميع جوانب المقال، فى الوقت الذى سيعين محرر لمراجعتها قبل النشر. 

 

وأضافا فى مذكرتهما "هدفنا هو نقل التوازن بشكل كبير من محررين إلى مراسلين، بمعنى أن يكون هناك صحفيين على الأرض يطورون العمل الأصلى أكثر من أى وقت مضى". 

 

وأوضحت الصحيفة، أن "نيويورك تايمز" ستعرض الأسهم بشكل أساسى على المحررين، إذ أكد باكيت وخان فى مذكرتهما "إذا لم نحصل على عدد كافى من مشترى الأسهم لتمويل خططنا الطموحة لتقليل المحررين والاستعانة بمراسلين جدد، فسنضطر آسفين للجوء إلى التسريح". 

 

وأضافا أن الأموال التى ستنتج عن التخفيضات سيتم استخدامها لتوظيف 100 مراسل. 

 

وكان تقليل هيكل وظائف التحرير أحد التوصيات التى خرج بها تقرير داخلى نشر فى يناير الماضى تحت اسم "2020"، يدرس كيفية نقل الأعمال إلى عهد "الديجتال"، فرغم أن نيويورك تايمز لديها 2.2 مليون مشترك رقمى، إلا أنها تعانى من تراجع عائدات الإعلانات التى تؤثر على جميع وسائل الإعلام المطبوع. 

 

ومع زيادة جمهور الصحيفة الرقمى، باتت تركز "نيويورك تايمز" على نشر المقالات على الإنترنت بشكل سريع، مع التركيز على الصحافة المرئية. 

 

وفى شهر مايو الماضى، كشف شركة "التايمز" التابعة لها الصحيفة عن زيادة قوية فى جمهورها الرقمى، حتى أنها حققت زيادة تقدر بـ19% فى عائدات الإعلانات الرقمية. 

 

ولكن، يبدو أن هذه الزيادة لم تكن كافية لتواجه التراجع فى عائدات إعلانات المطبوع، هذا المطبوع الذى كان تاريخيا المصدر الرئيسى لعائدات شركات الصحف. 

 

وكشفت الصحيفة أن الإعلانات فى العدد المطبوع الخاص بنيويورك تايمز تراجعت بنسبة 18% فى آخر ربع سنوى، ليصل بذلك التراجع الكلى فى ايرادات الإعلانات إلى 7%. 

 

وأضافت أن شركة "التايمز" اعتمدت مؤخرا بشكل كبير على عائدات الاشتراكات، والتى ارتفعت خلال الحملة الانتخابية العام الماضى، وبداية فترة رئاسة دونالد ترامب. وحصلت "نيويورك تايمز" على 308 ألف اشتراكا جديدا على الانترنت خلال الربع سنة الأخير، لتشكل بذلك أكبر عدد مشتركين خلال ربع سنة فى تاريخها.

 

 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع