أخبار عاجلة

المشاهير ورمضان.. شادية هربت من صخب الشهرة لمتعة العبادة وسكينة الأنس بالله.. لا تفارق المصحف وتقول: «سيبونى مع ربنا أعطيت سنوات كتير من عمرى للفن والإعلام وأسدد دين أيام الانشغال».. واعتادت ختم القرآن كل شهر

المشاهير ورمضان.. شادية هربت من صخب الشهرة لمتعة العبادة وسكينة الأنس بالله.. لا تفارق المصحف وتقول: «سيبونى مع ربنا أعطيت سنوات كتير من عمرى للفن والإعلام وأسدد دين أيام الانشغال».. واعتادت ختم القرآن كل شهر
المشاهير ورمضان.. شادية هربت من صخب الشهرة لمتعة العبادة وسكينة الأنس بالله.. لا تفارق المصحف وتقول: «سيبونى مع ربنا أعطيت سنوات كتير من عمرى للفن والإعلام وأسدد دين أيام الانشغال».. واعتادت ختم القرآن كل شهر

تكتبها زينب عبداللاه

رغم النجاح والشهرة والجمال، كانت تشعر بالقلق، فارق النوم عينيها، كانت تقوم ليلا باكية، هناك شىء غامض يؤرقها، عجزت عن حفظ كلمات الأغانى الدينية التى قررت ألا تغنى غيرها بعدما غنت آخر أغنياتها فى الليلة المحمدية عام 1986 وبكت وهى تردد «خد بإيدى».

 

هكذا كانت حالة شادية قبل أن تتخذ قرارها النهائى باعتزال الفن وعدم الظهور مطلقا، قرار صعب اتخذته معبودة الجماهير فى قمة نجاحها، ولم تتراجع عنه طوال ما يقرب من 31 عاما.

 

لم يشهد التاريخ الفنى نجمة حظيت بحب الجمهور بالإجماع مثل شادية، ظلت ولا تزال هذا الطيف الجميل المتفرد الذى رأى فيه الجمهور البنت الجميلة الشقية والمرأة القوية والأم الحنون، بل ورآها رمزا للوطن الذى يسعى للتحرر ومقاومة القبح والظلم، فى دور فؤادة التى ترمز إلى مصر الجميلة، ورغم مرور سنوات طويلة على اعتزالها لا يستوعب جمهورها أن يكون هذا الطيف بيننا ولا يمنحنا بعضا من بهجته وجمال روحه، أو حتى بعضا من أخباره.

 

ولأنها نجمة وإنسانة متفردة نادرة التكرار جمعت شادية بين لذة تحقيق النجاح والشهرة ومتعة حب الخلق والخالق.

 

تعيش شادية حاليا مع القرآن، اكتفت بمعية الله، تناجيه فجرا وحتى الساعات الأولى من الصباح، وهى تقرأ كتاب الله، اعتادت أن تختم القرآن مرة كل شهر، وترد على أى محاولة لشغلها عن هذه الحياة التى اختارتها لنفسها قائلة: «أنا اديت سنين كتير من عمرى للفن والإعلام وزهقت من الزحام، سيبونى مع الله، لا أجد سعادة إلا فى قراءة القرآن».

 

بدأت هذه المرحلة من حياتها عندما تسلل إليها هذا الشعور بالقلق وعدم القدرة على النوم، خاصة بعد وفاة شقيقيها محمد وطاهر.

 

شعرت شادية بالرغبة فى زيارة بيت الله الحرام، فذهبت للعمرة، وهناك قابلت الشيخ الشعراوى صدفة على باب المصعد وفرحت لرؤيته وطلبت منه أن يدعو لها، بعدها ذهبت لإجراء جراحة بأمريكا، وقضت معظم وقتها خلال هذه الرحلة فى قراءة القرآن والصلاة، فشعرت بالراحة التى تنشدها.

 

عادت شادية من رحلتها وقد قررت ألا تغنى إلا الأغانى الدينية وبالفعل اتفقت مع الشاعرة علية الجعار على عدد من الأغنيات، وكان من بينها أغنية «خد بإيدى» التى غنتها فى آخر ظهور لها، وارتعشت وبكت وهى ترددها بكل جوارحها.

 

وبعد هذه الأغنية فشلت كل محاولات شادية لحفظ أى أغان، حتى الأغانى الدينية التى اتفقت عليها، وهنا ذهبت لاستشارة الشيخ الشعراوى، وأخبرته بأنها لم تعد لديها رغبة فى الغناء وفقدت قدرتها على الحفظ وأنها وعدت الجمهور بغناء الأغانى الدينية، ولكنها لا تستطيع الوفاء بهذا الوعد، فأجابها إمام الدعاة بأن الوفاء بوعدها لله أولى من الوفاء بوعدها للناس، فخرجت النجمة وقد قررت الاعتزال وعدم الظهور نهائيا، ورغم ذلك لم تحرم شادية الفن ولم تتبرأ من أعمالها، وتعيش متصالحة مع نفسها وتاريخها، مؤكدة سعادتها بما قدمته فى كل مرحلة من مراحل حياتها.

 

تحدثت معبودة الجماهير عن تجربتها فى ندوة بجمعية مصطفى محمود الخيرية وبحضوره والفنان محمد عبدالوهاب بعد ارتدائها للحجاب، فقالت: الحمد لله نجحت فى شغلى وأديت رسالتى، فالفن رسالة وعمل كبير وموهبة خلقها الله فى الإنسان المهم إزاى الإنسان يستغلها».

وأضافت: «بيتنا متدين واتربينا وإحنا صغيرين على الصلاة، لكن أيام الشغل كنت بانشغل باللبس والماكياج علشان عاوزة أنجح، ولأن ربنا بيحبنى وصلت لمرحلة شعرت فيها بالقلق، وعدم الراحة أوالسعادة فى الشغل».

اختارت محبوبة الجماهير طريقا آخر، هو معية الله وعدم الانشغال عنه بأى شىء، تضاعفت أعمالها الخيرية التى لا تعلن أو تتحدث عنها، فكما كانت النجمة نهرا فى العطاء الفنى، أصبحت نهرا لأعمال الخير والعطاء الإنسانى، عشرات البيوت تعيش على رواتب شهرية خصصتها للفقراء، تقف بجوار الفنانين الذين غدرت بهم الحياة، وخاصة فنانى الصف الثانى، ومنهم الفنانة سميحة توفيق التى قامت بدور أم بدوى فى مسرحية ريا وسكينة، وظلت شادية إلى جوارها حتى آخر أيام حياتها.

 

هدمت فيلتها بالهرم وأقامت مكانها مجمعا خيريا يضم مسجدا ودار أيتام ودار تحفيظ قرآن، ومستوصفا خيريا، كما تبرعت بشقة بشارع جامعة الدول العربية لجمعية مصطفى محمود لإنشاء مركز لعلاج الأورام.

لا تتواصل شادية مع أحد من الوسط الفنى بخلاف الفنانة المعتزلة شهيرة التى توطدت علاقتها بها منذ أعادت الأخيرة تقديم بعض الأدوار التى سبق أن قدمتها شادية، فشجعتها دلوعة الشاشة، حتى إنها أنابتها لحضور التكريم الذى أقامه لها المركز الكاثوليكى.

 

ترفض شادية حضور أى تكريم أو مناسبات اجتماعية أو التواصل مع الإعلام، حتى إنها رفضت قراءة أدعية فى شهر رمضان خوفا من أن يشغلها شىء عما قررت ألا تنشغل عنه، ولا تخرج إلا للضرورة.

 

وتقول عن ذلك: «أعوض دينا عندما استغرقتنى الأيام والدنيا فأنستنى واجبات المحبة.. فكان لابد من جرعة مكثفة من التأمل والعبادة والقراءة والمعرفة».

 

تعيش الفنانة المعتزلة التى لم تنجب رغم زواجها ثلاث مرات، مع أبناء شقيقها وتقول: «أقرب الناس ليا ولاد أخويا، أنا مربياهم، وربنا مهنينى بقرايبى وأسرتى، ماكنتش باستمتع بيهم أيام الشغل وربنا بيعوضنى».

 

ورغم ذلك تتابع الفنانة المعتزلة بعض القنوات الفضائية وخاصة القناة الأولى وترى بعض الأعمال الفنية، وتتابع كل الأحداث، ولا يرتجف قلبها المطمئن إلا عندما تشعر بالخطر على حبيبتها مصر، ورغم ذلك تتحدث بتفاؤل شديد عن مستقبل الوطن، وتردد دائما مصر مذكورة فى القرآن وربنا حارسها وكل أحوالها هتتصلح».

 

 

 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع