فيها حاجة حلوة.. ملحمة اجتماعية لمواجهة كورونا داخل قرية بأسوان.. شباب "أقليت" يوزعون الكمامات ويعقمون الشوارع والمواقع الخدمية.. وفتيات يطفن البيوت لتوعية السيدات.. ويساعدن مرضى العزل المنزلى.. صور

ملحمة اجتماعية جديدة يسطرها أبناء الشعب المصرى لمواجهة تداعيات خطر انتشار فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، وبطلها هذه المرة شباب قرية أقليت بمحافظة أسوان أقصى جنوب مصر، والذين تكاتفوا – رغم الظروف الاقتصادية للقرية – للخروج من هذه الأزمة ومعالجة انتشار المرض والتصدى له بكل الإمكانات المتاحة.

تطهير المساجد

"اليوم السابع" رصد تحركات الشباب والفتيات داخل قرية أقليت بمركز كوم أمبو محافظة أسوان، لمواجهة فيروس كورونا، بعد أن خصص مجموعة الشباب وقتهم لرش وتعقيم الشوارع والمواقع الخدمية بالقرية، وقامت الفتيات بتوعية السيدات فى المنازل بخطورة المرض وضرورة اتخاذ الإجراءات الوقائية منه، وغير ذلك من إجراءات احترازية.

تطهير ورش القرية 

تطهير ورش القرية 

وقال الدكتور الحسن على خليفة، أحد الكوادر الشبابية بقرية أقليت، أن الفكرة بدأت لدى شباب القرية بعد أن ظهرت أعراض الإصابة بفيروس كورونا المستجد على عدد من أهالى القرية، ومن هنا بدأ التفكير فى التحرك سريعاً لإنقاذ الموقف داخل القرية قبل تفشى الوباء والدخول فى مرحلة لا تستطيع القرية مقاومتها أو التصدى لها صحياً واقتصادياً.

تطهير ورش القرية 

تطهير ورش القرية 

وتابع الدكتور الحسن، لـ"اليوم السابع"، بأنه تم تشكيل لجنة لإدارة الأزمة وسرعان ما تطوع فيها العشرات من أبناء القرية، وبدأ التفكير فى كيفية تنظيم الوقت والجهد وترتيب الصفوف والأدوار بين أبناء القرية ومساعدة القرى القريبة أيضاً، وبدأ التحرك فعلياً من خلال تنظيم سوق القرية الذى يعقد يوم السبت من كل أسبوع، من خلال توزيع كمامات على المواطنين المترددين على السوق ورش "كحول" عند الدخول والخروج من سوق القرية، وتحديد المسافات بين البائعين داخل السوق حتى لا يحدث التكدس والتزاحم، وشارك فى هذا التنظيم كل من: "شاذلى سعيد وصالح يوسف وممدوح العبادى وغيرهم".

تطهير ورش القرية 

وأضاف شعبان الشاعر، أحد المتطوعين لإدارة الأزمة، أن أهالى القرية تطوعوا فى شراء مواد مطهرة ومستلزمات طبية، وبدأ شباب القرية فى تقسيم أنفسهم مجموعات والخروج إلى الشوارع والأماكن التى يتردد عليها الجمهور لرشها وتطهيرها بالمواد المطهرة وكذلك المنازل التى يظهر بها حالات إصابة، مشيراً إلى أن هناك تنبيه مستمر يومياً بالقرية وحث على التوعية بخطورة المرض عبر مكبرات صوت لتصل التوعية إلى كافة أنحاء القرية والقرى المجاورة لها، بالإضافة أيضا إلى توفير مقدار كبير من الكحول مع بخاخة وتوزيعها على مساجد القرية لتعقيمها بعد كل صلاة، والتشديد على الحضور إلى المسجد بالكمامة وسجادة الصلاة الخاصة بكل مصلى وفقاً لتعليمات واشتراطات وزارة الأوقاف.

تطهير ورش القرية 

تطهير ورش القرية 

وأوضحت منى محمد صلاح، إحدى المتطوعات باللجنة، أن السيدات كان لهن دور أيضا فى هذه الملحمة، بعد أن تطوعت مجموعة منهن فى حملة أطلقن عليها "طرق الأبواب" لتوعية السيدات ربات البيوت بالتدابير الوقائية والاحترازية للوقاية من هذا الفيروس ومنع الخروج من المنزل إلا بعد ارتداء الكمامة، وغير ذلك من إجراءات الوقاية والسلامة الصحية للتصدى لـ"كورونا"، وقياس درجة الحرارة لهن، مع التشديد على منع الواجبات والمناسبات كتجمعات الأفراح والعزاء وغير ذلك من الاجتماعيات التى تشهد تكدس بين المواطنين.

تطهير ورش القرية 

وأشارت إلى أن اللجنة جمعت تبرعات ووفرت خلالها ٢ جهاز مكثف أكسجين، و٥ اسطوانات أكسجين، و٢ جهاز قياس أكسجين، و٢ جهاز قياس الحرارة عن بعد، بخلاف الكمامات والجونتات والكحول والكلور وبدل واقية لاستخدامها فى تغسيل الموتى.

تعقيم المساجد 

تنظيم البريد

ومن ضمن جهود أبناء القرية أيضاً، هو مراعاة الحالات المصابة بالعزل المنزلى، وفى هذا الصدد تطوع وليد على بكر بقياس الأكسجين كل يوم للمرضى ومتابعة مع الدكتور محمد الرحلاوى، الطبيب بالقرية، وكذلك وفرت اللجنة شنطة بها كحول ومجموعة من الكمامات والجونتات وتوزيعها على طاقم التمريض ومن لديه الخبرة فى تركيب محاليل لمرضى القرية.

توزيع كمامات على السيدات بالسوق

كما تطوع مجموعة من الشباب فى الرش وتنظيم المواقع الخدمية التى يتردد عليها الجمهور مثل فرع مكتب البريد بالقرية والوحدة المحلية بالمجلس القروى وشارك فى هذا العمل كل من: "هيثم سعد الله، وعبد الرحيم رمضان، وعبد العظيم كويعات".

شباب القرية

يشار إلى أن اللجنة التى شكلها شباب وفتيات قرية أقليت ضمت كل من : "وليد على بكر، وشاذلى سعيد عبد الحفيظ، ومجدى عبد الرازق ركابى، وصالح يوسف، وأحمد صالح، والحسن على خليفة، وشعبان الشاعر، وممدوح حسين، وسناء عبد النافع، ومنى محمد صلاح، ونهى محمود، وعطيات عبد النافع، وسماح عوض".