يمر الطواقم الطبية حول العالم وخاصة الممرضين والممرضات، والذين يستحقون عن جدارة لقب "ملائكة الرحمة"، بأسوأ أيام حياتهم فى ظل تفشى أزمة كورونا وما يخلفه من وضع صحي منهار في عدد كبير من الدول.
وعبر عدد من طواقم التمريض عن المأساة التي يعيشون بها بعدد من مقاطع الفيديو المؤثرة، وسيطرت بها الدموع علي الموقف لتعبر عما يشعرون به من مواقف مؤلمة لا يمكن تحملها، من انتشار الجثث حولهم يوميا وإلى المعاناة اليومية التي يلمسوها مع كثرة عدد المصابين.
وروي ممرض أمريكي يدعي "ديريك سميث" أحد المواقف اليومية التي مر بها فى أحد مستشفيات نيويورك التي يعمل بها، قائلا أن هذا هو أسوأ أمر شهده خلال 12 عاماً، حيث كشف عن الكلمات الأخيرة المأساوية لرجل يحتضر كان على وشك الممرض أن يوصله بجهاز تنفس اصطناعي، وقال الرجل وهو يلتقط أنفاسه بصعوبة: "من سيدفع مقابل هذا؟".
وقال سميث لـCNN: "كانت هذه كلمات أخيرة لن أنساها أبداً"، ثم أضاف: "لقد كان (هذا المريض) يعاني من ضيق شديد في الجهاز التنفسي، وكان يعاني من الصعوبة في التحدث، ومع ذلك، كان مصدر قلقه الرئيسي هو من يستطيع أن يدفع مقابل إجراء من شأنه أن يمد حياته، ولكن إحصائياً، ليس لديه احتمال جيّد للنجاة".
وذكر سميث أن "معظم مرضى فيروس كورونا المستجد سيموتون بعد توصيلهم بأجهزة التنفس الاصطناعي"، مع وصول معدل الوفيات إلى 80% عندما يأتي الأمر لمرضى الفيروس بعد إدخال أنبوب التنفس إلى المرضى.
ووصف سميث الموقف بأنه "أسوأ شيء" شهده خلال عمله لـ12 عاماً في مجال الرعاية الحرجة والتخدير، مضيفاً أن تلك اللحظة تسلط الضوء على نظام رعاية صحية لا يزال يخذل شعبه.
أما الممرضة الأمريكية دنيل شمول فلم تستطع تمالك نفسها، بل دخلت في نوبة بكاء عميقة بسبب ما تعيشه تحت وطأة فيروس كورونا المستجد الذي حصد أرواح الآلاف في الولايات المتحدة الأمريكية.
ففي فيديو نشرته دنيل شمول على حسابها على "فيس بوك"، وصفت ما أسمته "اليوم العصيب"، فقد كانت في الخطوط الأمامية مع المصابين، قائلة: "لا أعلم، ما يحدث كبير، لقد تعبت من المشي والركض بين الغرف، المريض يموت أمامي، أنا فقط أدخل الغرف وأرى جثثا، لقد تعبت من مهاتفة أهالي المصابين ونقل الأخبار السيئة إليهم".
1111
وأضافت: "أشعر بحزن شديد على زملائي في كادر التمريض والعاملين في مجال الرعاية الصحية، وأنشر هذا الفيديو كي أنقل لكم ما نتعامل معه بعد 15 ساعة من العمل".
وفي نبرة منهارة ودموع لا تتوقف، قالت شمول، إنها تشعر بالوحدة، فلا يوجد من تتحدث إليه، لا تستطيع مهاتفة والدتها لأنها ستكون قلقة بشأنها، فهي كانت رافضة انتقال بنتها إلى نيويورك منذ البداية، كما لا يمكنها التواصل مع إخوتها.
وقالت: مرضى على الأرض، ورائحة الكحول وأدوات التعقيم تحيط بالمكان، صوت آلام المرضى وصيحات الأوجاع الأكثر إيضاحا في المكان، لا وقت للبكاء والحزن نحن نعيش كل دقيقة حدث جديد.
موقف آخر مع ممرضة إيطالية تؤكد أنها تعيش يوميا كابوس جديد بسناريو مختلف إلا أن النهاية واحدة في آخر اليوم وتذهب لإلقاء نظرة على غرفة الوفيات التي أصبحت ممتلأة دائما، وفقا لما لصحيفة "ميرور" البريطانية.
وعبرت الممرضة بإحدى مستشفيات شمال غرب إيطاليا، عن أن مدينتها أصبحت مقبرة، دخول المستشفى بالنسبة لها كل صباح أصبح مؤلما، فهي تحاول إنقاذ المرضى الذين دخلوا في مرحلة الحالات الحرجة، أما بالنسبة للمصابين فيحاول الأطباء إنعاش جهازهم المناعي حتى يقوم المرض.
وتشير الممرضة إلى أن المستشفى يخرج منها متوفى كل نصف ساعة، ذلك المشهد المؤسف يتكرر يوميا أمام عيني ولا أملك سوى العودى إلى العمل لأن هناك آلاف الحالات تحتاج إلى عناية فائقة .
وفي نفس السياق ذرفت الممرضة البريطانية شيرلي واتس الدموع وهي تتوسل إلى السكان، من أجل البقاء في منازلهم ودعم جهود السلطات الصحية في بريطانيا لمكافحة فيروس كورونا المستجد.
— Shirley Watts (@ShirleyW03) https://twitter.com/ShirleyW03/status/1246131247421759489?ref_src=twsrc%5Etfwونشرت الممرضة بغرفة العمليات في مستشفى جامعة باسيلدون في مقاطعة إيسيكس، مقطع فيديو تقاوم فيه الدموع لإشعار السكان بمدى الضغط الذي يعيشه الأطباء والممرضون بسبب عدد المرضى الكبير.
وفي مقطع الفيديو، قالت واتس: "نفتقر بشدة إلى الموظفين. الأمور صعبة حقا ونحن جميعا نكافح".
وأضافت: "إذا بقيتم في منازلكم ولم تنشروا الفيروس ولم تتعرضوا له، فهذا سيزيل الضغط علينا،نحن جميعا على ركبنا في الوقت الحالي.
وتابعت الممرضة: "نحاول إنقاذ الأرواح ونفعل كل ما في وسعنا لإنقاذ أحبائكم. أريد أن تدركوا مدى جدية الأمر".
كما تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو، لممرضة إيرانية وهي تبكي وتتوسل إلى المواطنين في المدن الإيرانية بعدم مغادرة منازلهم بسبب تفشي فيروس كورونا القاتل، وأعاد نشر الفيديو الصحفي الإيراني المعارض محمد مجيد الأحوازي على صفحته بموقع "تويتر"، اليوم الثلاثاء، وأوضح أن هذه السيدة في الفيديو تقول: "من فضلكم لا تخرجوا من بيوتكم من الصباح حتى الأن أكثر من 100 حالة من المصابين بفيروس كورونا ماتت أمامي من فضلكم لا تخرجوا من بيوتكم".
— محمد مجيد الأحوازي (@MohamadAhwaze) https://twitter.com/MohamadAhwaze/status/1237141868577730562?ref_src=twsrc%5Etfw
هذا الخبر منقول من اليوم السابع