منذ سنين طوال وانا الاحظ عن كثب سيرة هذه الفنانة الشامخة كنخيل العراق تتحرك يمينا وشمالا وتبدع في مجال هذا التحرك .. فنراها شاهقة بكل عنفوان من خلال ذلك التاريخ الطويل الذي سردت به وقائع فنها وابداعها من خلال ما قدمته وتقدمه من لوحات فنية رائعة تتجسد فيها مواصفات الفنان الكبير الذي ابدع ويبدع من خلال عمله ونشاطه و تلك المسيرة المطرزة بأزاهير النجاح ..
لم أراها يوما قد اصابها الخمول الفني او التعب او الارهاق بل اراها مشدودة وتعمل بحركة دؤوبة تسابق عجلة الزمن وهمة عالية ذات طموح يمتد عبر الافاق البعيدة كي تحطم كل الارقام القياسية في فلك الفن ..
هي نجمة لامعة وهامة كبيرة تتسلق ذرى المجد سريعا حتى خرجت من نطاق المحلية الى العربية , بعدما خطفت انظار المشاهد العربي بتلقائية التعبير وعمق الموهبة ورهافة الاحساس وجمال الذوق والولوج الخاص في الشخصية والعمل بأسمى ايات المهنية ولونها الفني المطرز بأكاليل النور .. كل هذه الاشياء جعلتها تتربع على عرش البطولات الفنية الى جانب كبار المشاهير العرب فصارت ركيزة أساسية في الشاشة العربية وشخصية بارزة في فكر المشاهد العربي بأعمالها الكبيرة الزاخرة بالجمال التي يتأثر بها كل من يشاهد بريقها ..
حيث الاداء المتوازن الذي يحمل بعدا فلسفيا شموليا ينقلنا من وحي النص الى وحي الحقيقة بكل هدوء وشفافية ..
كيف لا يكون كل هذا و موهبة التمثيل رافقتها منذ نعومة اظفارها حتى ترعرعت في داخل مملكة الفن باقدام راسخة وخطى ثابته من غير ترنح ..في وحدة معرفية متكاملة متعانقة الجذور متلائمة الطبائع لا تتجه الا نحو معانقة قمم النجاح
حيث دخلت التمثيل في سن الثانية عشرة و التحقت بفريق التمثيل بالمدرسة وتميزت في تقديم العروض في تلك الحقبة . كما انضمت إلى فريق الكاراتيه والجمباز بأحد النوادي بالعراق, وهكذا تمكنت من التوفيق بين دراستها و الرياضة ، و في سن السابعة عشرة عندما كانت ضمن فريق التمثيل الذي قدم العرض المسرحي "هاملت" في إحدى الحفلات المدرسية الثانوية فعرض علي العمل كموديل إعلانات, ورحبت بالفكرة التي كانت بدايتها إلى عالم الأضواء ، ثم حلقت بجناحي الطموح ورصانة الاداء في فضاء النجومية لتقدم اول عمل مسرحي لها كان مع الراحل الفنان راسم الجميلي تحت عنوان الامبراطور في عام 1992 ومن ثم قدمت عددا كبيرا من الأعمال المسرحية التي نالت اعجاب اهل الاختصاص ..
ثم اتجهت إلى التلفزيون وشاركت في مسلسلات وأعمال تلفزيونية مع مخرجين مهمين: كمحسن العلي ،كارلو هارتيون وخيرية المنصور تنوعت بين الكوميدي والتراجيدي، و قدمت العديد من الاعمال الكبيرة من ضمنها مسلسل «الحكو مات» عام 2007 وحقق لها شهرة واسعه على مستوى العراق وأم ستوري الذي نالت عليه جائزة في مصر ومن ثم
انباع الوطن وأبو حقي، كما اشتركت في مسرحية (إنت فين والحب فين) من تأليف وإخراج عمران التميمي ،شاركت في العديد من المسلسلات اللبنانية وحصدت جوائز عديدة في مهرجانات عربية لسطوع بريق فنها الهادف ..
كل هذا الجهد الرائع المؤطر بالشموخ الابداعي جعلها تكون حاضرة في الماضي ' شامخة في الحاضر ؛ خالدة في المستقبل ..فهي الثابتة كالوتد الصلب في وجه الرياح الكاسرة من حيث الثبات على المبدأ في زمن التقلبات والمغريات لانها دائما ترتقي بنفسها عن سفاسف الامور ..
تلك الفراشة الذهبية صاحبة الابتسامة البريئة والعفوية الجميلة والقلب النابض بحب الاخرين .. تنحني لها هامات الياسمين و تستحق منا كل الاعجاب والاحترام والتقدير لسمو شخصها ولدماثة اخلاقها ولنور رؤيتها
أخبار متعلقة :