-من هنا أهمية نصوص الكتاب الأقدمين ايام تلفزيون لبنان الذين أغنوا الدراما اللبنانيةوارشيفها على مر العقود وكذلك نصوص مؤلفة مئة بالمئة.
ـقتلوا العصافير في بلدي .خنقوا وشوشاتهم والتغريد.حتى أنهم لم يتركوا لهم غصنا يمكننا من أن لا نحلقهم به من جديد..
ـ محب للتعلّم والمعرفة. متفوّق في المجالات العلمية والادبية والفنّية (بتواضع طبعا ). والمفارقة انه كان متميّزا في الرياضيات وفي سهولة استيعابها والتعامل معها. لم يكن أحد من اساتذته أو من زملاء الدراسة الا ان يكون يوما الا مهندسا أو طبيبا أو مدرسا لهذه المادة، اي الرياضيات. وكانت مفاجأتهم كبيرة عندما شاهدوه للمرة اﻷولى على المسرح ومن ثم على الشاشة الصغيرة في إطلالة مميّزة فاجأ الجميع من مخرجين وممثلين ومشاهدين.
بدأ مشواره بتقديم مسرحية باللغة الفصحى سنة 1970 في بلدته عمشيت للكاتب شكري غانم بعنوان " البطولة الخالدة ".
وشاركه في التمثيل على الممثل المعروف ناظم عيسى والد النجم طوني عيسى، والاصدقاء : ميﻻدة عيسى، سامي الزغندي، بطرس القصّيفي، روبير روحانا واخي بيار.
والصورة مطبوعة في الذاكره..لم يتاثّر بأحد، لأنه دخل معترك الفن الاحترافي بالصدفة. حتى عندما دخل الى معهد الفنون الجميلة كي يتخصّص في فن التمثيل والإخراج فإنه لم يكن يخطّط إﻻّ للدراسة ومتابعة الدراسات الأعلى من دون تحديد أفق لتلك الدراسات لا طولا ولا عرضا ولامكانا.
من أعماله نذكر
- ظلال الحبّ " للكاتب المتميّز مروان العبد والمخرج الإنسان إيلي سعادة ومن بطولة إحسان صادق و سميرة بارودي ونخبة من الزملاء وعلى رأسهم الصديق المرحوم ايلي صنيفر.
و المسلسل اللبناني البَرَكة " والذي شاركه البطولة الممثلة و الصديقة منى طايع..
-من احلى بيوت رأس بيروت!!!
للمخرج مروان نجار ..
والكثير الكثير من أعماله ...
-الفن حالة متكاملة متماسكة. من يتقن الغناء يتقن العزف ويتقن الأستماع. ان حضَرت الموهبة فالباقي ارادة، فالانسان قادر على كل شيء، وحب المعرفة يوصل الى الاتقان. العقل البشري اكبر من اي كمبيوتر توصّل اليه العلم حتى اللحظة.
-حر لايقيده الإ. الايمان لا يعرف المجاملة صريح يقول رأية بكل وضوح .
متشبث برأيه وبقناعته حاورته مرتين في السابق إذاعة و حوار صحفي واليوم عدت للمرة الثالثة ولكن لم أجد اي اختلاف بأفكاره
ماقاله في المرتين السابقتين هو اليوم على ماعلية .. من عمشيت ..لبنان. التي أعطت للعالم اسماء كثيرة .
منها المخرج روميو لحود .الملحن والمطرب مارسيل خليفة والنحات بيار كرم .وفي عالم الأدب والفكر ومن هولاء البطريرك أرميا العمشيتي والشاعر واللغوي والأديب روفايل لحود..
ضيفي مارس الإخراج والمونتاج والرسم والتصوير الفوتوغرافي. عاشقا للغة الفصحى
أسعد رشدان
حاورته الإعلامية
هيام عبيد
★الماضي أصبح لدينا معلوم عن الممثل اسعد رشدان لكن الذي لا نعلمه اعمالك الجديدة تقريبا من اخر لقاء معك من عام ٢٠١٨ في إذاعة دلتا نورث؟
__منذ ٢٠١٨ عملت في عدة مسلسلات منها مسلسل" سرّ" والتحدي ورصيف الغرباء وانتي مين وحكايتي والزمن الضائع وبارانويا والعديد منها والتي لم أعد أذكرها جميعها دون العودة إلى الأرشيف .
★تعرضت لهجوم كبير وكنت محطة للانتقادات عندما قلت خدو مني الجنسية اللبنانية .الا تعتقد التخلي عنها مثل( طلوع الروح )مهما كانت الأزمات هذا لا يجعلنا ابدا التخلي عنها وخاصة انت لك شهرتك وبنفس الوقت قدوة تمثلون اسم الوطن ؟
_انا لم أقل خدوا مني الجنسية، انا تخليت عنها طوعا.. وابقاؤها هو طلوع الروح. لست نادماُ. وكل يوم جديد يطل علينا أراني مضطراً للاستمرار في قراري المصيري. لبنان لم يعد وطنا للأنسان وأعني ما أقول. توقعت له هذا المصير منذ أكثر من اربعين عاما، لهذا هجرته وحصّلت وطناً بديلاً يكون ملجأ لعائلتي ولي في أواخر الأيام.
يكفي أنه حرق عمري كله، وها نحن على ما نحن عليه، وكل يوم أسوأ من يوم والمبارزة في الفساد بين حكامه ومسؤوليه تتوالى فصولا ومن دون أفق.. أما تعرضي للانتقاد فهو آخر همي لانه يأتي من شعب هو صورة طبق الأصل عن هذا البلد المسخ وعن حكامه.. والأمر لا يعنيني..
★رايك بالساحة الفنية اليوم ؟وكيف ترى الأعمال الدرامية التي تغيرت نصوصها وأصبحت لا تمت لنا بصلة؟
___الساحة الفنية هي هي منذ كان الفن... كان هناك دائما الأعمال الجيدة والأعمال الهابطة. والنصوص إما مؤلفة وإما مقتبسة ومنسوخة.. وبحكم الوضع اللبناني المزري، يستخف الكتاب بما يكتبون ويتوجهون الى الطريقة الأسهل، فالتأليف هو من أصعب الفنون المشهدية.
من هنا أهمية نصوص الكتّاب الأقدمين ايام تلفزيون لبنان الذين أغنوا الدراما اللبنانية وأرشيفها على مرّ عقود. وكذلك نصوص منى طايع والتي تشبه تاريخنا وحاضرنا وتشبه مجتمعنا وهي نصوص مؤلفة مئة بالمئة.. وهناك أعمال أخرى لبنانية مؤلفة مثل مسلسل "انتي مين" ل كارين رزقالله ويتكلم عن الحرب الأهلية اللبنانية بأسلوب مشوّق وفريد. لكلوديا مريديان نصوص رائعة مؤلفة وكذلك المقتبسة منها.
يبقى ان الكاتب الجيد يعرف متى يؤلف ومتى يقتبس فيكون السيناريو والحوار جيدين وبالتالي يكون العمل جيداً.
★بالحوار الذي أجريته معك عندما سالتك ماذا اخذت منك الغربة وماذا قدمت لك عندها قلت لي "باني لم أكن اعيش في وطن قبلها"والمشاهدة اليومية من بعيد جعلتك على ثقة تامة بأن لبنان لن يكون وطنا على مدى الالف سنة القادمة .هل مازلت على قناعتك هذه؟
__بالضبط.. لبنان ليس وطناً. ما كان يوماً ولن يكون. هو الى زوال ما دامت تتحكّم به الأديان والطوائف، ولا مفر له من مصيره لان هناك أديان وخاصة في المشرق العربي لا تساوم ولا تتهاون ولا تسامح والسلطة الدينية الشرعية هدفها..
الغرب وصل الى المواطنة بتخلّيه عن الأديان في السياسة وقد نجح. والأديان الوافدة اليه هي التي تزعزع استقراره من وقت لآخر.....
★اصعب قرار في حياتك ؟
_أصعب قرار في حياتي، قرار بقائي هنا في هذا اللبنان السيء. والسبب، أني ولدت وترعرعت هنا بين الأهل والأصدقاء. بيتي هنا. رفات أهلي هنا.. لغتي، عملي الذي ناضلت من أجله. ليس سهلا أن تحصلي على عمل تحبينه وتتقنيه، في فترة أشهر او حتى سنين. هو يولد حين تولدين ويستمر حتى الفراق.
امنيتي هي يا ليتني لم أولد هنا. أحسد احفادي عل نعمة عدم ولادتهم في لبنان.
★هل مازلت تردد اغنية العملاق وديع الصافي .رح حلفك بالغصن ياعصفور " *مالذي يعنيك أكثر العصفور أم الرسالة الذي يحملها؟
ـــطبعاً. لا تغيب هذه الأغنية الرائعة للشاعر الكبير ميشال طراد وغناء العملاق وديع الصافي عن اية لحظة من يومياتي.
في الأغنية لا يعنيني العصفور بقدر ما تعنيني الرسالة المطلوب أن يحملها ويوصلها الى الحبيب.
قتلوا العصافير في بلدي. خنقوا وشوشاتهم والتغريد. حتى انهم لم يتركوا لهم غصناً يمكّننا من أن نحلّفهم به من جديد...
★طموح الفنان اسعد رشدان؟ ..وقول لن تنساه؟
ـــقناعاتي اليوم مختلفة اختلافاً جذريا ووجودياً..
لم تعد لدي طموحات، واكتشفت سخف الطموحات السابقة.. فالحياة حالة عبثية لا تستحق العناء.
كل شيء الى نهاية تعيسة سيئة.
تذوب السنين الطويلة وكل ما تحمل في طياتها من كد وجهد وعذابات يومية، من نجاحات واخفاقات،
تذوب كلها في لحظة، في مواجهة الموت..
والقول الذي لا ولن انساه هو لجبران خليل جبران:
"لكم لبنانكم ولي لبناني".....
مع تحيات
الفنان اسعد رشدان.
أجرت الحوار
الاعلامية هيام عبيد
...
أخبار متعلقة :