بوابة صوت بلادى بأمريكا

حاربوا الإرهاب..لا الإبداع ! بقلم: نور فهمي

ضجيج وصياح ووعيد بجهنم وبئس المصير،تخرج تعليقاتهم، كسياط "داعشية"على أى مخالف لهم فى الرأى..يطعنوا فى شرفه..يكفروه ويلاحقوه..يعيثون فى الأرض فسادا!
يتخذون آيات الله هزوا؛ فيسخرون من قوله تعالى: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"
ويستهزأون بحقوق أهداها لعباده؛ فيكذبون بآية: "من شاء فليؤمن..ومن شاء فليكفر"
يبدلون آيات الحكمة والموعظة الحسنة ..بالتهديد والوعيد والسعير!!
يحيلون رحمته إلى عذاب ..وجنته جحيما مستعرة للأبد!
كل ذلك حدث مع أول إعلان عن فيلم الملحد للكاتب ابراهيم عيسى والمخرج محمد العدل..والذى كان من المقرر عرضه يوم ١٤ أغسطس فى السينمات، إلا أنه تم التأجيل فى اللحظات الأخيرة  ولأجل غير مسمى!!
يقول بعضهم: أن السبب الرئيسى والأول هو وجود اسم ابراهيم عيسى على العمل،  لآراءه المختلفة والتى تريد دائما إبراز المسكوت عنه وتحليله ونقده!!
ولأن هذه الآراء أغلبها يحض على التفكير والمنطق وإعمال العقل،  لاقت الكثير من الهجوم على السوشيال ميديا، متهمة اياه، بمحاولة التشكيك فى ثوابت الدين الإسلامى!!
اعترضوا على اسم الفيلم..وطالبوا بتغييره!! 
الاسم؟! تخيلوا!! 
كلمة من أربعة أحرف فقط (م_ل_ح_د)..تثير كل هذه الضجة، والرعب فى قلوبهم تزلزل إيمانهم وتشككهم فى عقيدتهم!! 
لماذا؟!
هل بسبب جهلهم بالعقيدة؟! أم بسبب علمهم المتناثر عنها؟ هل لأن أغلبهم لا يحتمل فكرة السؤال بلا إجابة!!
هل بداخلهم "ملحد صغير"  يخشى القيل والقال؛ وينتظر فرصة التشكيك حتى ينفجر معلنا: أنا ملحد..أنا ملحد!!
هل لو أنهم حقا آمنوا.. لكانت هذه ردود أفعالهم؟! 
وهل يزلزل المؤمن الصادق .. فيلم مدته ساعتين؟! 
ألا يخجل هؤلاء من إعلان ضعفهم وقلة حيلتهم هكذا..وكأنهم يعلنون للعالم أجمع عن هشاشتم الإيمانية!! 
يبذلون كل غالى ونفيس لحشد الحاشدين؛ بداية بالضحك أو بما يسمى جهاد (الهاها)على أى  منشور يدعم الفيلم، أو يدعم حرية الرأى والتعبير..نهاية بالسب والقذف العلنى والتهديد والوعيد !!
حملات ممولة لمقاطعة الفيلم!! 
حملات موجهة لمحاربة الفكر والمنطق والعلم!!
استبدلوا ترندات محاربة الإرهاب، بهاشتاجات محاربة الإبداع!!
ألا يريد أن يعترف هؤلاء بأنه: لو اختفى الإرهاب.. لتقلص الإلحاد من تلقاء نفسه!!
ألا يريد أن يعترف هؤلاء بأن إرهابهم، هو من أدى بالبعض  للإلحاد وتزايد هذه الظاهرة!!
إلى المدعين: لو كنتم صادقين فى الدفاع عن دينكم، لوجهتم حملاتكم لمحاربة الأفكار والفتاوى والسلوكيات المتطرفة..لا محاربة الأفكار المستنيرة الإنسانية والرحيمة!!
لو كنتم صادقين فى الدفاع عن دينكم لما استخدمتم البذاءات اللفظية، والتطاولات والخوض فى الأعراض!!
وقد قال الرسول _صلى الله عليه وسلم_: "ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش البذئ"
فماذا فعلتم سوى عصيان الرسول الكريم صراحة، وعلنا؟!
لو كان إيمانكم صادق مثلما تدعون؛  لهذب أخلاقكم وسلوككم ولحاربتم الحجة بالحجة  والكلمة بالكلمة!!
ولكن هيهات!
لا يمكن أن يكون هؤلاء سوى دواعش الفكر الجدد، وجماعة الارهاب الملعونة..فهل يستسلم لهم المسؤولون؟!

 

أخبار متعلقة :