بوابة صوت بلادى بأمريكا

إدوارد فيلبس جرجس يكتب : مقتطفات تتأرجح بين العقل واللاعقل

 

 

 

عالم مغيب عن الوعي:

*********************

لا مبالغة في العنوان لأن العالم بالفعل غاب عن وعيه؛ الحكماء اختفوا أو رحلوا أو فضلوا الانزواء ولم يبق على السطح سوى هؤلاءالذين لو بدأ فكرهم من أسفل فهو لا يتعدى الأقدام؛ وإذا بدأ من أعلى فهو يتوه قبل أن يصل إلى بؤرة الفهم؛ الكلمات ليس بها إسفاف أو مبالغة؛ لأننالو حاولنا أن نأخذ جولة سريعة حول الكرة الأرضية بالكامل لعرفنا وفهمناما هو القصد. خريطة العالم أصبحت ملطخة بالدماء وتزداد يوما بعد يوم ودون توقف ؛ لأنه لا توجد القرارات أو الفهم أو حتى الذكاء التي تفرض سطوتها عند طرح الحلول للوصول إلى منطقة يمكن أن تلتقي فيها الأراء والمباحثاتالتي من المفترض أن  تنتهي بالوصول للحل الأمثل لأي مشكلة من المشاكل التي غالبا ما تحكمها الدماء؛ والسبب الرئيسي هو أنه لا أحد يعنيه الوصول لأي حل قد يكون مرضيا لجميع الأطراف نتيجة للعبة المصالح والتحالفات واللعب بالعقائد أو المتربصة لأي فرصة للفوز بنصيب الأسد في الحلول التي تطرح ؛ هذا إذا وجد بالفعل الطريق إلى المفاوضات السلمية لأنها جميعا تتوقف على باب جهنم . الحديث عن غزة ولحقت بها الضفة الغربية حديث وكأنه السحر الأسود الذي يظهر ويختفي ؛ كلما لاحت فرصة للوصول إلى حل يوقف أو يهدئ من الإبادة البشرية المتواصلة منذ أن قامت حماس بفعلتها الرافضة للعقل  في السابع من أكتوبر ضد العزل من الإسرائيليين الرجال والنساء والأطفالبعد أن تحولت إلى ذراع من أذرع إيران الإخطبوطية ولا تمت بأي صلة لفلسطين أو المصلحة الفلسطينية ؛ لقد أُظهرت فعلة حماس وما تلاها من هجوم إسرائيلي على غزة  أنه لا توجد في العالم أو الدول العربية القوة التي يمكنها أن تصل إلى حل يوقف أو حتى يهدئ نزيف الدماء المروع بصورته اليومية منذ ذلك التاريخ والدمار الذي لحق بغزة ووصل الآن إلى الضفة ؛ لعنة ثنائية على الشعب الفلسطيني ؛  فلا الشراذم المتبقية من حماس والفصائل والتي يقودها السنوار الذي حل محل إسماعيل هنية الذي اغتالته إسرائيل داخل الأراضي الإيرانية ويختبأ في جحره في باطن الأرض متخذا من الرهائن والمدنيين درعا ليثبت أنه لا يزال موجودا ولا يريد الاعتراف أن نهايتهم أوشكت ؛ ولا إسرائيل تريد أن تتوقف بزعم أنها تقي نفسها من هجوم آخر مثل الذي حدث في السابع من أكتوبر تحت عنوان " الأمن الإسرائيلي " أي حماية نفسها وحدودها التي اكتسبتها خلال السنوات الماضية بإقامة المستوطنات الممتدة من كل جهة . المفاوضات الفاشلة لا تعد ولا تحصى؛ والموت لا يتوقف؛ ومتى ستصمت آلات الموت ألله أعلم. أما إذا انتقلنا إلى الأذرع الإرهابية لإيران سواء في اليمن تحت أسم " الحوثي " أو في العراق أو في سوريا والتي تستخدمها لتشعل بها حربا إقليمية دائمة فليس له مسمى سوى أن إيران نفسها يمكن أن تصنف كدولة إرهابية. أما الحرب الغريبة والتي لا يمكن أن يوضع لها مسمى بعد أن طال أمدها بين روسيا وأوكرانيا فهي تظهر مدى التربص الذي يقفز فجأة فالذين يؤيدون أوكرانيا لهم مصالحهم المتربصة للقضاء على النفوذ الروسي؛ على الجانب الآخر روسيا تريد أن تأمن نفسها بعد أن بدأت أوكرانيا في التعلق بأذيال الغرب وتمثل خطرا عليها؛ لا أحد يريد أن يطفئ النيران بينهما وبأبسط تصور للموقفنقول، أن ما يحدث هو صب البنزين على النيران وهو الأوضح في الصورة. أما لو تحدثنا عن السودان الحزين؛فلا وصف لما يحدث بداخله سوى كلمة الحزن؛ حزن يجسم فوق شعبه بعد أن هرب العقل من البرهان أو قائد قوات الردع السريع  ؛ الأثنان للأسف من أبناء السودان والخاسر والميت في شر هذه المعارك هم أبناء وشعب السودان؛ النيران لا تهدأ وتخلف يوميا المجاعات والأوبئة والهروب واللجوء والموت تحت الأنقاض وقبور جماعية لا تجد من يصلي عليها وإلى أين ستمتد الله أعلم والأيام والشهور تعدو مخلفة خلفها الموت والدمار والأوبئة والمجاعات والاستغاثة ولا مغيث سوى رحمة الله والله لا يرحم من هربت عقولهم. صعب أن نحصر كل الجنون الحادث في كل أنحاء العالم الذي يدخل كله تحت بند الحروب والمعاركوالدماء؛والذي يأتي من البلد الواحد كما في الصومال أو نيجيريا ولا حصر لكل الاضطرابات والمعارك والدماء في كل أنحاء العالم؛ أما الفصائل الإرهابية تحت كل المسميات والتي انتشرت في كل ركن من أركان العالم لا نستطيع حصرها وحدث عنها ولا حرج. في هذا العالم المغيب عن الوعي والذي هربت منه الحكمة والحكماء الأمر يحتاج إلى معجزة من السماء إما لوضع نهاية لهذه الحروب والمعارك والدماء لينعم العالم ببعض السلام أو أن تأتي النهاية ليحاسب الجميع أمام الديان على عقول خلقها الله لتفكر لكنها فضلت أن تتحول إلىجمود لا يفكر ولا يعي كسكون الموت!!!!!

 

 

ولا يزال الجهل يضرب في مجتمعنا:

****************************

أقول مجتمعنا ولا أريد أن أصدق أنني أتحدث عن مصر ؛ ما حدث لفتاة مصرية في عمر الزهورمأساة اجتماعية وأسرية يجب أن تُبحث ؛ أقولها بعيدا عن التعصب الذي لا أعرفه وأرى فيه دائما حركة العقول إن وجدت التي لا هي فاهمة في أمور الدين ولا هي ترحم ؛ نقبوها عنوة وعندما أرادت التخلي عن النقاب ؛ واجهت من عنف أسرتها ما يفوق عنف الإرهاب ؛ الأب والشقيق فعلوا بها ما لا يمكن تخيله أن يحدث من آدميين ؛ القصة جاءت على صفحة  لصديقة الفتاة لم أر داعيا لذكر اسمها  موثقة بالصور لأثار التعذيب الذي تعف عنه الحيوانات ؛ استنجدت الفتاة بصديقتها من خلال الهاتف ؛ قبل أن تتمكن من الهرب والذهاب إلى الشرطة لتقديم بلاغ وعمل تقرير طبي ؛ الذي ظهر فيه الضرب المبرح وحلق شعرها ؛ وقالت الفتاة في التقرير أن والدها ضرب رأسها بالحائط ؛ ونالت على يد شقيقها ضربا مبرحا وعلى حد قولها " ضرب موت " ؛ وقد أظهر التقرير خطوطا طويلة من الضرب والكدمات على ظهرها وكأنها تعرضت لـ"الجلد" بحزام جلدي، كما ظهرت جروح وكدمات على ظهرها وذراعيها ورأسها؛ ووصفت صديقة الضحية شعورها بالصدمة لدى رؤيتها صور صديقتها بعد التعذيب، كما أنها تشعر بأنها مشلولة لا تعرف كيف تساعد صديقتها أو نجدتها من أهلها ولم تجد أمامها سوى مواقع التواصل الاجتماعي لنجدة صديقتها ؛ التي ضجت بالشجب والإدانة لأسرة الفتاة ومحاولة الاتصال بها وعبر الكثيرون عن صدمتهم من رد فعل أهل الفتاة غير المبرر والذي لا يمت للدين بأية صلة، فيما اعتبر آخرون أن الواقعة تدق ناقوس الخطر تجاه قضايا العنف الأسري، والتشدد الديني، وضرورة تدخل التشريعات بقوانين صارمة تجاه العنف ضد الزوجات والأبناء، والضرب والعنف البدني للحد من هذه الحوادث الصادمة؛ دائما أقول أن الدين ليس متمركزا في الحجاب أو النقاب ؛ أو التردد على بيوت العبادة بالنسبة لجميع العقائد ؛ لكنه تفاعل قلبي وعقلي بين الإنسان وخالقه ؛ لكن البعض ركزه في مظاهر ربما تكون هي مظاهر لم تأت من أعلى لكنها أفكار بشرية خرجت عن حدود العقل .                              

 

 

كلمات العقل لرئيس حزب القوات اللبنانية:

****************************

في اجتماع كبير حضره الآلاف اتهم السيد سمير جعجع رئيس حزب القوات اللبنانية حزب الله ب " مصادرة " قرار اللبنانيين في حربه ضد إسرائيل ؛ جعجع لم يخرج عن الحقيقة وقد أدخل نصرالله رئيس حزب الله  لبنان في حرب ليس له فيها لا ناقة ولا جمل وكأن لبنان ينقصها المزيد من المشاكل ؛ حزب الله ما هو إلا آلة صماء تديرها إيران كما تشاء ؛ حربها ضد إسرائيل بحجة الدفاع عن فلسطين والفلسطينيين ؛ ما هو إلا ذريعة لمساندة حماس حليفة إيران ؛ لقد جر حزب الله لبنان إلى هذه الحرب منذ نحو 11 شهرا ؛ كرر السيد جعجع أكثر من مرة كلماته " من أجاز لحزب الله وأعطاه التفويض لأن يصادر قرار اللبنانيين وحريتهم، ويحتكر قرار الحرب والسلم؟ ؛ وأضاف: "هذه الحرب لا يريدها اللبنانيون ولم يكن للحكومة رأي فيها أوكلمة. هذه حرب لا تخدم لبنان ولم تفد غزة ولم تخفف من معاناتها وأوجاعها قيد أنملة ". هذه هي الحقيقة فمنذ اندلاع الحرب في غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، يتبادل حزب الله وإسرائيل القصف بشكل يومي عند الحدود اللبنانية الإسرائيلية. ويستهدف حزب الله بشكل رئيسي مواقع عسكرية إسرائيلية، في هجمات يشنّها من جنوب لبنان يقول إنها "دعماً" لغزة ؛ ومنذ بدء التصعيد، تهاجم قوى سياسية عدّة في لبنان بينها جعجع الذي يستحوذ حزبه على الكتلة الأكبر في البرلمان اللبناني حزب الله لفتحه جبهة من جنوب لبنان ضد إسرائيل ؛ وقال جعجع على وقع هتافات مناصريه المناهضة لحزب الله "هذه الحرب التي انخرط فيها حزب الله، يجب أن تتوقف قبل أن تتحول إلى حرب كبيرة، لا تبقي ولا تذر" ؛وتابع: "نطلب من الحكومة اللبنانية التي هي صاحبة الدار والقرار، أن تدعو حزب الله إلى وقف هذه الحرب العبثية التي لا مبرر ولا أفق لها" معتبراً أن "ما خسرته لبنان حتى الآن على فداحته قليل مقارنة بما قد تخسره لاحقاً ؛ وشدّد جعجع على أنه "إذا أصرّ (حزب الله) على الاستمرار في الحرب والهروب إلى الأمام، فإن عليه أن يتحمل لوحدهالعواقب والمسؤولية . لست أعلم إلى أين يريد حزب الله دفع لبنان؛ هل يريد أن تكون لبنان تابعة لإيران كما هو تابعا لها!؛هل يريد أن يدفع بلبنان إلى الخراب؛ كما فعلت حماس فعلتها التي لا تمت للعقل بصلة وجرت غزة ثم الضفة إلى الدمار؛ لا أعتقد أن حزب الله تهمه لبنان ولا ما يمكن أن يحدث،حتى لو دخلت في دائرة من المشاكل أكثر وأكثر ولا تستطيع النهوض ثانية وتكون فريسة لإيران. لقد ختم السيد جعجع كلماته قائلا " أبانا الذي في السماوات؛ لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض.

 

 

زفاف اسطوري بنكهة اللاعقل

*************************

" حساب الله في الآخرة؛ لن يكون على العقائد أو اختلافها؛ لكن على سفاهة العالم؛ بشر يدوسون الطعام بأقدامهم وبشر يموتون جوعا " 

كثيرا ما استنكر ما يحدث خلال حفلات الزفاف الخاصة بنا كمصريين وما يتبعها من عري وطبول تصم الأذان ورقصات من كل من يجيد الرقص أو لا يجيده كحفلات الزار القديمة لإخراج الجنوالشياطين؛قد أكون كتبت عنها؛ لكن كل ما كتبته هان أمام نظري وأنا أقرأ عن هذا الزواج الذي أطلق عليه أسطوري؛ لكن في فكري قد يكون أسطوريا بالفعل لكنه بنكهة اللاعقل؛ خاصة عندما يكون في زمننا هذا وليس في زمن هارون الرشيد؛ هذا الزفاف الذي تم منذ شهرين تقريبا بعد احتفالات امتدت إلى خمسة أشهر! استغربته والعالم الآن يموت فيه كل يوم المئات، بل الألاف من الجوع وسوء التغذية؛ هو بالفعل أغرب من الخيال والأساطير. حفلان غريبان عن عالم اليوم؛ الأول هو زفاف " أنانت أمباني " نجل أغنى رجل في آسيا " موكيشأمباني" وسبقه حفل زفاف أمير بروناي. في يوم الجمعة 12 يوليو توافد أثرياء العالم على مدينة بومباي بالهند لحضور الحفل الأسطوريالذي أقامه موكيشأمبانى لنجله" أنانت" الذي تزوج من "راديكاميرشانت" نجلة واحد من أغنى أغنياء الهند وكما ذكرت أنه نهاية لسلسلة من الاحتفالات استمرت لخمسة أشهر. توافد الأثرياء بعد أن وصلتهم بطاقات الدعوى مرفقة بتذاكر الطيران والحجز في أفخر فنادق العالم!دعا والدا العروسين 1200 من أشهر مشاهير النجوم في عالم السياسة والفن والسينما وأغنى أغنياء العالم، من بينهم: الملياردير بيل جيتس والمدير التنفيذي لشركة ميتا مارك زكبرجوإيفانكا ابنة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وزوجها. كما شاركتفي الحفل المغنية الأمريكية ريهانا، وكذلك كل نجوم بوليود، وبحسب وسائل إعلام محلية فإن قائمة المدعوين تضم أيضاً رئيسي الوزراء البريطانيين السابقين توني بلير وبوريس جونسون، والرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية أمين بن حسن الناصر، وأسرة كارداشيان" وديفيد بيكهام.لم يكن حفل إمبانى الوحيد الذي خطف أبصار المتابعين حول العالم، بل سبقه بعدة أشهر وتحديدا فى يناير الماضي، حفل زفاف أمير برونايعبد المتين (32 عاما) ـ نجل السلطان حسن بلقيه معز الدين ودود الله من بروناى دار السلام من أنيشا عيسى كاليبيتش، وامتدت الاحتفالات من 7 إلى 16 يناير؛ أما عن الاحتفال وما أنفق فيه فحدث ولا حرج.أمثلة هذه الاحتفالات وإن كانت قليلة تثير الكثير من علامات الدهشة؛ نعم لديهم المال وبالتأكيد هم أحرار في كيفية انفاقه أو تبديده؛ لكن ما هو المعنى؟!  أن تستمر الاحتفالات لخمسة أشهر وتنتهي بهذا البذخ الذييضع أمامنا نوعية أخرى من البشر في العالم لا تزال تعيش في الأزمنة الماضية ؛ يا ترى كم فقير من فقراء الهند الذين لا يحصون وقفوا ينظرون إلى هذا المشهد ؛ أكرر أن المال مالهم وهم أحرار في كيفية أنفاقه ؛ لكن لا ننسى أن نضع ما صارت عليه إنسانية الأنسان الآن وكيف تسير في اتجاه اللاعودة ؛ أراهن أن ما ينفق في مثل هذه الاحتفالات كاف لأن يطعم فقراء دولة بأكملها ولو لوجبة واحدة لميعرفوها أو يلمسوها أو يذوقوها طوال حياتهم . أتذكر في هذه المناسبة المثل العامي " إل معاه قرش محيره يشتري حمام ويطيره"

أخبار متعلقة :