لقد تعودت في العديد من الأمور التي تحدث والتي تتلاحق سريعا ألا أنظر الى الأحداث وأقرأها من السطح ولكننا يجب أن ننظر إلى ما وراء الأحداث وننظر إلى ما يجري حولنا وربطه بالتاريخ ومراجعة الإستراتيجيات وما يطفو على السطح من خطط غربيه لإداره المشهد في ظل عالم يتغير كل يوم ومتطلبات متزايدةباحثة عن محاولات جديدة للسرقة وتدوير رأس المال
فقد قرات بالتاريخ كيف دمر التتار العراق ونهب ثرواته ودمرها مكتبته التي كانت تحمل ذاكره التاريخ داخل أمهات الكتب والثقافة متناقلة عبر أجيال أجيال
ثم جاءت الحرب الأمريكية وأيضا قامت بحرق المكتبات وقد كان هذا ما تبقى منها على مر سنوات وتم خطف العلماء وتصفيتهم وإجبار ما تبقى منهم على قيد الحياه بتضليل الراي العام العالمي ليبرروا ما فعله جنود الامريكان ببغداد بوجود أسلحة نووية بالعراق
أما في هذه الحرب المصنوعة استخدمت الإستخبارات العالمية مساله الإختلاف بين الدعم السريع والجيش غطاءً سياسياً مضللاً لصرف الانظار عن الأهداف الخفية لهذه الحرب فهذه الحرب تتجاوز أهدافها السياسية المعلنة مثل الإستيلاء على السلطة بإنقلاب عسكري فالحرب مفروضة على السودان كما كانت مفروضة على العراق تحت وصاية ورعاية المحاور الإقليمية الإمارات وإسرائيل وقوى إستخباراتية عالمية مثل ciA والموساد والمخابرات البريطانية
فقوات الدعم السريع قد أغروها بجزرةتولي السلطة وقد طوعوها بعصا العقوبات المحكمة الجنائية على خلفيه ما ارتكبوه من جرائم إبادة في دارفور ومجزرةفض الإعتصام ليتخذوه قوة مرحلية لانهاك الجيش السوداني وتدمير دوله السودان
ففي تصريح تم تسريبه للسفير الأمريكي الذي قال فيه إن شعب السودان يجهل قيم الديمقراطية الغربية لذلك سيدعمون قوات الدعم السريع لتحقيق التحول الى نظام ديمقراطي يأتي بدكتاتور (مطوع) وهذا بنص العباره (يفعل ما يؤمر)
فقد حملت هذه الحرب تناقضات عده بين الأطراف المشاركة ضد السودان التي شملت أمريكا التي تعاقب الدول على انتهاك حقوق الإنسان ومن العجيب أن هذا لا ينطبق على إسرائيل فهي استثناء في كل المؤتمرات الدوليه التي يتم التغافل عنها عمدا
وياتي هنا دور دوله الامارات التي هي فى العالن تمول المجهود الحربي عدة وعتاد
ومن الناحية الأخرى تدفع مرتبات المرتزقة وتوفر الغطاء الاستخباراتي وتوفر ميزانيه شراء عملاء الداخل من قادة الاحزاب
فالادوات والأسلحة المستخدمة في الحرب لابد ان تجعلنا نفكر أبعد مما نشاهد في هذه المسرحية والمناظر المموهه والرموز والإشارات البعيدة التي قد تفوت على الانظمه الانتقاليه الحاكمه التي لم تكتمل مؤسستها
فقد نجح الغرب في خلق فجوه معرفيه بيننا وبين العالم اأشبه بثقب أسود يلتهم كل جسم يقترب منه فنحن في مرحلة الإلتهام شئنا أم أبينا
وإن اسعافنا الوقت بعد نهايه تلك الحرب ضرورة إعادة صياغه الإنسان السوداني وبناء تعليمه حيث بناء عقلية جديدة بعيدة عن التعصب القبلي الجهوية والولاءات التي أضعنا فيها زمنا قيما من عمر السودان واهدرنا آمالا ولا نملك الإرادة والقدرة على تحقيقها سوى بالتخطيط الإستراتيجي السليم والعمل المؤسسي
واعتمدنا على كاريزما القيادات وقداسة الرموز الحزبية الطائفية وكانت النتيجه غيبوبه فكريه نعيشها في الماضي ومنكرين لمعطيات العصر غير منتبهين للمستقبل فالماضي تسبب في حالة من الوهم والمسلمات التي غرست في النفوس لأجيال حتى صارت جزء من ثقافتهم
وقد صار عدونا الرئيسي هو حمدتي راعي الابل..............
* فى حين أن جهلنا هو الراعي الساذج
وقد انشغلنا عن من اشعل هذه الحرب في الداخل وأغفلنا المتربصين في الخارج والمستفيدين منها في سياق مخطط عالمي كبير يريد ان يلتهم بلداننا العربية ويفتتها ليسهل عليه هضمها ويساعده على ذلك وجود التنافر القبلي والتنافر الفكري بين الحضر والبدوو استغل الغرب هذا التناحر العصبية
لذلك يجب ان نفهم أن العدوان لا يكون سوى على الظالمين
فكافة المجتمعات لها سلبياتها وايجابياتها و لكن كل منهم يحتاج الى مشاريع ثقافيه لإحتواء القيم السالبة للنهوض نحو الحضارة
فقد لاحظنا في خطاب حمدتي الكراهية وتهديده بجعل عمارات الخرطوم سكن للقطط
فنحن نقول أن الصراع بي المثقفين والمهمشين الذين تنجح بعض الدول في إستغلالهم لعدم شعورهم بالولاء فهي احد حروب الجيل الرابع
اذاً فحميدتى هو كبش فداء لأمريكا وحلفائها الذي يتحمل المسؤولية من كل المخالفات للقوانين والمعاهدات الدولية حتى تتمكن من تدمير السودان حيث يشمل الإعتداء على الآثار والوثائق والمكتبات والبنى التحتية والانشاءات وهذا يخلق سوق للشركات الرأسمالية لإعادة البناء وفقا لرؤيتهم لتبني نظرية ( الأرض المحروقة)
لذلك لابد من تأمين الجيش للشركات والمؤسسات وإلقاء القبض على الخونه والعملاء الذين يساعدون في التخريب .
أخبار متعلقة :