سألني الكلداني هل أنت سريانية أم مارونيّة أم آشورية أم إلخ...؟
فأجبتهُ أنا مسيحية
فأتى المسلم ليسألني هل أنت مسيحية؟
ووقف الهندوسي والبوذي واليهودي والملحد والخ…. بانتظار دورهم فأجبت أنا إنسان مثلكم لا أختلف عنكم إنسانياً بشيء والله هو خالقنا جميعاً على صورته ومثاله فلم الاقتتال وعلى ماذا؟!
كلٌّ يتمنى لو كنتَ من معتقده أو طائفته إن أحبَّكَ وكأن القلوب لا تفتح لك إلا من هذا الباب الضيق!
يأخذك إلى جنّتهِ ويكسب بك سبع حسناتٍ
متى سنتعلم يا إخوتي أن الدين هو علاقة شخصية لكل إنسان مع خالقه من جهة وتجسيدٌ لفحوى هذه العلاقة التي يجب أن تكون المحبة والصدق والثقة والسلام في معاملتنا مع أخوتنا في البشريةِ من جهةٍ أخرى وليست غايتها الرفض أو الفرض والإقصاء أو التّأطير والتعظيم أو التدمير فإن لم تكن في صفّنا فأنت ضدنا وأن لم تكن معنا فأنت علينا وكأن الله لم يخلق الجنة لغيرنا والباقون خلقهم لكي لانملَّ لوحدنا على الأرض فنتسلّى بالقتل قليلاً وبالتكفير قليلاً آخر وبتحليل إلقاء التحية وتناول الطعام ومشاركة الافراح والمعايدة إن كانت حراماً أم حلالاً أن نقترفها مع من هم من غير معتقدنا !
ضغطت هذه القضية على فكري في الآونة الأخيرة بطريقة بشعة في أكثر من موقف حصل معي كان أحدها صديقة محترمة هي لا دينية باعتقادي نشرت بوست تنتقد فيه قول كلمة أحد مبارك وتمييز يوم الأحد عند الأخوة المسيحيين بحجة أن ذلك يثير غيظ الذين هم من غير أديان كأن ينتظر الأخ المسلم قدوم يوم الجمعة بحرقة ليقول هو أيضاً كلمة جمعة مباركة بما أن يوم الجمعة يوم مميز لدى الأخوة المسلمين والعكس صحيح فجميع الأيام هي مباركة بنظرها …طبعاً ما أثار استيائي أن بعضنا أحياناً في ذات الوقت الذي يدعو فيه إلى عدم التَّطرف والإنسانية والمساواة يكون في قمة التطرف والإقصاء دون أن نشعر حيث أننا نرفض بعضنا بعضاً بحجة عدم التمييز !
لقد اتفقت معها في أن جميع أيامنا يجب أن تكون مباركة وهذا شيء مؤكد لكنني وجدت في حلِّها المقترح عين المشكلة وصُلبها ففكرة عدم تقبل أخي الإنسان بشكله ومعتقده وعاداته هي التطرف بحد ذاته ولأننا لا نستطيع نسف كل الديانات التي لا نؤمن بها والمعتقدات المتضاربة التي تولّد التناقض والمعاكسات السلبية بين البشر فلماذا لا نتقبل وجودها بأن نأخذ الإيجابي منها ونرمي السلبي في سلة المهملات فأقول لأخي المسلم مثلاً جمعة مباركة بكل محبة وأطلب صلاته لي أيضاً إن صلى فالله يستمع لجميع البشر لأنهم جميعاً صنع يديه فلا ينكر واحداً على حساب آخر ولماذا لا يقول لي أخي المسلم أحد مبارك واذكرنا في صلاتك حتى لو لم أؤمن بما يؤمن يكفي أن يتقبلني ولا يقصيني ولا ينطوي على نفسه.
منذ بضعة أشهر نشرت على الصفحة أحد فيديوهاتي السابقة وأنا ألقي قصيدة والصليب معلق على الحائط بطريقة عفوية خلفي فنسي بعض المتابعين جمال القصيدة وفكرتها وركزوا فقط على الصليب المعلق على الحائط فهذا الذي يحاول إخافتي بنار جهنم وعذاب الآخرة فطلبت منه أن يخرج أولاً منها لكي أذهب إليها بنفسي فأنا لا أحب أن أقابل الجهلاء هناك وتلك التي تمدحني متحسرة فتقول: أنت رائعة ليتك كنت مسلمة .. وهكذا إلى أن أصابني اليأس فتوقفت عن الرد على التعليقات المماثلة..
وأخذت أقول في نفسي كم نحن تعساء ومتملكين حتى في محبتنا!
في حين أن هناك آلاف المعتقدات والمذاهب بطوائفها على هذه الأرض جميعها خلقت بيد خالق واحدٍ وكلٌّ منها يرى نفسه المختار ومعه مفاتيح الأبدية لا يسعنا إلا أن نحترم جميعنا بعضنا بعضاً وأن تكون هناك علاقة واحدة تجمعنا كلنا على هذه الأرض مثلما جمعنا إلهٌ واحدٌ وهي علاقة المحبة والإنسانية والسلام
كلنا بشرٌ بكل ما نحتوي من هذه الكلمة وتحتوينا من معانٍ بعيداً عن الشر والأذى لكم دينكم ولي دين أحبوا بعضكم بعضاً مثلما أنا أحببتكم إلخ…نقطة انتهى.
أخبار متعلقة :