بوابة صوت بلادى بأمريكا

وجيه عاشور يكتب : أكثر من 6 ملايين إنسان يموتون سنويا بسبب التدخين

 
ظاهرة التدخين القديمة الجديدة . الخطير في تلك الظاهرة أنها بدأت تنتشر وبشكل مخيف في الآونة الآخيرة بين فئات عمرية صغيرة السن الذين لاتتجاوز أعمارهم ال 18 عاما والغير عابئين بما يسببه التدخين من أضرار صحية تصل إلى حد الموت والغير عابئين بأن مادة التبغ الموجودة في السجائر بها مالايقل عن 4000 مادة سامة أخطرها على الإطلاق أوكسيد الكربون الذي يسبب إنخفاضا في نسبة الأوكسجين في الدم كما بحتوي على مادة القطران وهي من المواد المسرطنة ومادة النيكوتبن التي تسبب الإدمان.
وياليت أضرار التدخين تقف عند حد المدخنين فقط بل تتخطاهم لتصيب من حولهم وخاصة أولادهم وأسرهم إضافة إلى الأضرار التي تصيب البيئة المحيطة بهم بكل مكوناتها .
وهذه الشريحة من الفئة العمرية الصغيرة التي لاتتجاوز أعمارهم ال 18 عاما يقبلون على التدخين كنوع من أنواع المغامرة أو من باب التجربة أو الفصول ثم يتطور الأمر معهم فيصبح وسيلة يعتقدون أنهم من خلالها يثبتون ذاتهم ولإثبات كما يتوهمون أنهم قد نضجوا ويستطيعون مناطحة الكبار  وهم لايدرون أن التدخين قد يصل بهم إلى الإدمان لأن النيكوتين الموجود في السجائر بنتج نوعا من الإدمان النفسي والتعود الفيزيائي ولذلك يعتبر المدخن مريضا نفسيا بجب علاجه .
وإن ماتصرح به منظمة الصحة العالمية فيما يخص أعداد الوفيات من المدخنين يدعو المجتمع المصري كله بمؤسساته وأطيافه للوقوف في وجه هذه الظاهرة للحد منها بشتى الطرق حيث بلغ عدد الموتى بسبب التدخين وحسب الإحصائيات إلى أكثر من 6 ملايبن سنويا في العالم ويتوفع أن يزيد هذا العدد ومعظمهم من المراهقين الذين ترتفع معدلات إقبالهم على التدخين كل يوم بصورة كبيرة .
وتوصي تقارير منظمة الصحة العالمية بضرورة إتخاذ إجراءات عملية للحد من انتشار التدخين مثل : منع الإعلان عن السجائر في الصحف والقنوات التليفزيونية .وكذلك إصدار قوانين رادعة ضد المدخنين وخاصة في الأماكن العامة والدواوين الحكومية والشوارع ووسائل المواصلات .وأيضا فرض حظر شامل على التدخين على من هم دون 18 عاما.
 
آخر الدراسات 
وقد أثبتت آخر الدراسات التي أجريت حول آثار التدخين على الجهاز العصبي المركزي أن هناك قاسما مشتركا بين مفعول النيكوتين ومفعول الكوكايين على الخلايا المخية وإن كان مفعول الأول بنسبة أخف من مفعول الثاني إلا أنه يماثله تماما .
وخلافا لما بظنه معظم الناس من أن التدخين لايؤدي بالضرورة إلى الإدمان بل يتسبب فقط في نشوء عادة تعاطي السجائر فقد أثبتت تلك الدراسات عكس ذلك حيث قامت مجموعة من الأطباء بحقن كمية صغيرة من النيكوتين تساوي الكمية التي يحصل عليها المدخن من نفس واحد من السبجارة في دم فأر ثم قاموا بمراقبة التغييرات البيوكيميائية التي تحدث في منطقة من الخلايا العصبية في الدماغ التي تعتبر مسئولة عن السيطرة على ظاهرة الإدمان فوجدوا أن هذه الخلايا تعمل على إفراز نسبة مرتفعة من مادة كيميائية في الدماغ تسمى "الدوبامين" تتركز في قشرة الخلايا العصبية وهذه القشور العصبية مربوطة بتوصيلات عصبية إلى أحد أهم مراكز الدماغ الإنفعالية .
الخطير في الأمر أيضا هو أن سلسلة مماثلة من التفاعلات البيوكيميائية في الدماغ تحدث لدى تعاطى الأشخاص الكوكايين والمورفين فتبين للأطباء من ذلك أن الدماغ لايفرق بين المواد المخدرة المصنفة تحت خانة الإدمان وبين مايعتقد المدخنون أنه مجرد عادة سيئة بل إن التدخين له نفس الأثر الذي تحدثه المخدرات على المخ .كما أوضحت تلك الدراسات أيضا أن النيكوتين يؤثر سلبا على القدرة الجنسية وذلك لأنه يسبب ضيق الأوعية الدموية وبالتالي نقص كمية الدم التي تسير في الشرايين لتصل إلى الجسم وقد يؤدى ذلك إلى العقم للرجل والمرأة .
 
 
قلق مزمن                     
كما أظهرت الدراسات التي أجريت على مائة شخص من المدخنين تطوعوا للإقلاع عن التدخين أن مستويات القلق لديهم قد انخفضت بصورة ملحوظة أتناء الأسبوع الأول الخالي من النيكوتين كما ظلت منخفضة فى الأسابيع الأربعة الأولى ..واستخلص الباحثون من ذلك أن التدخين يؤدي إلى القلق المزمن وهي حالة مرضية يمكن التخفيف من حدتها عند الإقلاع عن التدخين .
 
تأثير البيئة                          
الدكتور حسان محمد أستاذ الأوعية الدموية يقول : التوقف عن التدخين نقطة مهمة .فجميع المدخنين يمرون بدائرة متكاملة .ففي البداية هناك مرحلة المدخن السعيد الذي لايريد التوقف عن التدخين وهؤلاء يمثلون  45% من المدخنين وبمرور السنوات يمكن للمدخن أن يصل لليوم الذي يفكر فيه فى التوقف عن التدخين لأسباب عديدة وهذه المرحلة يطلق عليها "مع وضد" بمعنى أن المدخن يجد مزايا للتدخين تساعده على التركيز والعمل والإسترخاء ولكنه يجد في نفس الوقت أن التدخين يؤذيه .وأضاف دكتور حسان : وبعد مرحلة قرار التوقف يمكن للمدخن أن يتوقف ويعود أكثر من مرة .ويمكن أن تكون فترة التوقف عدة ساعات أو عدة أيام .والتوقف عن التدخين سهل والفترة المصاحبة للحرص على التوقف عن التدخين تمتد لستة أشهر ولكن عادة مايحدث تراجع بعد أسبوع أو اثنين وبعدها تأتي مرحلة التثبيت .
 
 
 
                                               

أخبار متعلقة :