بوابة صوت بلادى بأمريكا

د. محمد ضباشه يكتب : إسرائيل على كف عفريت

من هو العفريت الذي يحمل دولة إسرائيل على كفه، وهل سيظل يحملها مدى الدهر؟ أم أنها ستنهار وتختفى عندما يحبس هذا العفريت فى قمقم، ومن لديه المقدرة أن يسيطر على هذا العفريت اللعين الذي يحمي إسرائيل؟، كلها أسئلة لو استطعنا الإجابة عليها  لوصلنا إلى تسوية لحل الدولتين الإسرائيلية والفلسطينية، وما ضاعت منا عقود ونحن محلك سر. 
العفريت الذي يحمي إسرائيل هو المعتقد الديني بأن فلسطين أرض الميعاد وأنهم أصحاب الأرض ويجب الدفاع عنها ولو بالاحتلال والقتل والتشريد فكل الأسلحة الشيطانية متاحة ضد العرب،  ولم ولن ينتهي هذا الصراع إلا بتحرير أرض الميعاد التي احتلتها العرب حسب وجهة نظرهم ،  إذا الصراع من وجهة النظر الإسرائيلية صراع ديني عقائدي وليس صراع سياسي وخلاف على الأرض كما ننظر له نحن العرب، ونتمسك بقرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية وما تلاها من قرارات أجد أنها حبر على ورق لا يمكن تنفيذها على أرض الواقع،  ولو ظل العرب على هذا النهج ستظل إسرائيل على كف عفريت عنيد يهوي البطش والقتل والأسر وبناء المستوطنات واللعب في جغرافيا المكان بالإستيلاء على مزيد من الأراضي والتهويد وسياسة الأمر الواقع   ولا يمكن لقوة عربية أن تسيطر عليه ولا على الأطماع الإستعمارية الصهيونية للأراضي العربية. 
ومن لدية القدرة أن يحبس ذلك العفريت فى قمقم إلى الأبد  عليه أن يتعامل مع قضية الإحتلال الإسرائيلي من منظور ديني وعقائدي أيضا ويضع في اعتباره أن القدس أولى القبلتين ومسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأرض عيسى عليه السلام ويجب علينا التمسك بقوله سبحانه وتعالى - وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم،  وما تنفقوا من شيء فى سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون. 
و الواقع العربي الراهن بات من الضعف والوهن  والتفكك مما جعل العفريت وأعوانه يتشبثوا بالأرض  ويعلنوا ملكيتها ونحن مقيدين مغلولة قوتنا فى الدفاع عن أرضنا ومقدساتنا الإسلامية والمسيحية لشعب قال الله عنهم كونوا قردة أو خنازير. 
والمؤسف والمحزن ما شاهدناه فى قمة تونس من انسحاب قطر والسعودية من القمة ودون الخوض فى الأسباب سوف تقرأ هذه التصرفات بعدم المسئولية والتفكك العربى الذى يقوى  شوكة العفريت الذى ظل يحتلنا  ويقتلنا ويشردنا لأكثر من نصف قرن من الزمن ونحن لا نملك إلا الشجب والإدانة طمعا فى كراسى واهية لا تستطيع حماية من عليها. 
وما نشاهده من قتل وتعذيب وتشريد لأبناء فلسطين عند حلول شهر رمضان من كل عام والمجتمع الدولي يتجرع كؤوس النبيذ في ملاهي الصمت  ، لا مناص لتحرير الأراضي العربية إلا بالقتال والجهاد  ولن يجدى هذا الهراء العربى بالسعى اللاهث وراء قرارات لا يمكن تطبيقها على الأرض وفى النهاية أقول ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة.

أخبار متعلقة :