بوابة صوت بلادى بأمريكا

حال أوراق الشجر بقلم عبدالباسط الصمدي

 
ليس المهم بأن تكتب
 ألفا ألفا سطرا بل المهم
 أن تكتب سطرا يبقا ألف عام
تمضي الحياة و يبقى الأثر
 
أنا شاعر أمه اليمن
و الأماكن كلها لا تتسع لي
و كل الطرقات حتى الأماكن
التي تبدأ الخيل 
منها ركابها تعرفني
أنا الذي بنيت القباب
زخرفتها و نقشت صدورها
و بكلتا اليدين مزجت الألوان
و رسمت من الأحجار  كلاما بالوزن
و بيوتا يدركها التاريخ
إينما أسكن يكون القصر
و حيثما حلت ابتسامتي
ظهرت أسواقا
 يظللها السحاب المنخفض
لقد ركبت البحر في عتم ليل
رأيت الليل و ليل الليل
و رأيت سرابا بلا ماء
كأن الأماكن لا تحتاج للنسيان
و كأن البحر أوحش من زمان
في عين النملة ناديت بصوت عواطفي لعل الصحراء 
تعرفني و الليل الطويل 
و في جذع النخلة 
ناديت بأعلى صوت
 لعل مكان القلب يأخذ بالإرتفاع 
و يعانق أشجارا باسقة 
و في ظل الناقة
 ابحرت ليال مع الأموج 
و من نظرة وقت الشروق 
وجدت الحب بلا موعد
أقول
لا تركنن إلى الدنيا 
الأحوال تتبدل دائما 
و أنت مسافر
و لا تفرح إذا أذيت إنسانا
مهما غرتك الأيام
ستشرق شمس يوم 
تساق فيها إلى الأذي 
كما سوقت أنت
و لن يرفع عنك 
حتى تدفع الثمن
فانية هي الدنيا 
و الأيام كحال أوراق الشجر
يوم خضراء زاهية بأبهى حال
و يوم بحال ألوان أوراق الخريف
و يوم حالها حال ممزوجة بتراب
و أقول
يمضي العمر يوما وراء يوم
عاما وراء عام أفراحا و أحزان
شدة و رخاء شدائد و مسرات
و تمضي الحياة و يبقى الأثر
إترك أثر فالأشجار 
لا تمحو الأثر
و الأرض تنبت بالأثر
هذه نصيحة 
إنسان يرجوا لقاء ربه
يدعى أبا أميمة 

أخبار متعلقة :