تحدثنا في المقال السابق عن الحب ولكي اعبر عن الحب شرحت أهمية الانصات وكلمات التشجيع وقضاء وقت إيجابي مشبع مع الاسرة ولكي ينجح ما تكلمت عنه المقال السابق محتاجين نعرف تنفيذه عن طريق التواصل الجيد فقد خلق الله الانسان بطبعته يحب ان يعيش ويتحدث مع اخرين لذلك خلق حواء لتسعد ما ادم وتكون معين نظيره فطبية الانسان تبحث عن الاخر وتتواصل معه والتواصل يشمل الإباء والابناء ثم المحيطين من الاقرباء وزملاء العمل والجيران ونحن في صدا نتحدث عن اهم فئة وهى تواصل الإباء مع الأبناء وهى اصعب أنواع التواصل وفى نفس الوقت هي الأهم على الاطلاق فالتواصل الإباء مع الأبناء تخرج جيل للمستقبل يؤثر في المجتمع وبدورة ينشئ اسر جديدة ، فالأبناء بمثابة بذرة تنمو وتكبر وتصبح شجرة كبيرة ويكون لهم أبناء واحفاد فيما بعد فمن المهم ان الاسرة تعي ذلك وتتصرف من هذا المنظور فهي لا تتعامل مع الطفل الحالي فقط لا فهي تتعامل مع المستقبل في صورة الطفل الحالي وليس هذا فقط فهي تربى ابن للسماء او تربى العكس، فعندما تضع الاسرة كل هذا في اعتبرها بتفرق كثيرا جدا في التعامل مع الأبناء فهم امانة أعطاها الله لهذه الاسرة وسوف نحاسب على ما فعلناه بهم، سوف نتحدث في هذا المقال عن التواصل بين الإباء والابناء وهذه نقطة في بحر التربية ولكنها البداية الأهم في هذا الطريق الشيق الذى يجهل البعض كيف يتعامل لكى ينجح التواصل بينه وبين الأبناء.
ما طرق التواصل بين الآباء والأبناء؟
التواصل نعمة خلقها الله في الانسان، فالإنسان لا يستطيع ان يعيش بعزلة عن الاحباب ومن ينتمي إليهم وهذه النعمة مثل الزرعة لا تستطيع ان تنمو بدون الرعاية والحب والاهتمام ولذلك لإنجاح التواصل بين الإباء والابناء علينا بتوصيل الحب لهم، والحب البازل بدون شروط هو أفضل حب، ومع الحب غير المشروط والالتزام غير المشروط فالإباء تهتم وترعى الأبناء بدون شروط. واهم شيء الحب وهذا له طرق كثيرة بالتعبير عنه ومنها تخصيص أوقات محددة لقضائها مع الاسرة يوميا نعبر عن حبنا ومشاعرنا اتجاه بعض، فالحوار مع الأطفال في الاسرة مهم جدا لأنه يؤثر في شخصية الأبناء تأثيرا كبيرا، فالحوار لغة القوى الواثق في نفسه، لغة الإباء والامهات الذين يرغبون في تربية أبنائهم تربية سليمة. وأيضا الطفل يحتاج إلى مخزون كبير من الأوقات الجميلة (اللعب، الفسح، الضحك، الأوقات السعيدة) المرح لازم لحياة صحية سوية ولازم لصحة جسدية جيدة. فتلك الأوقات الخاصة تساعدنا في فهمهم الى اين يسيرون في الحياة، وماذا يهمهم. مهم استغلال كل موقف أو حدث لو بتفرج على شيء سوى في التليفزيون نسمع رأيهم ونتحاور معهم طب لو انت مكانهم تعمل ايه طب الأفضل ايه وأيضا بعد أي مشوار او زيارة للأصدقاء نركز على الإيجابي من تصرفات الأبناء وامدحه وأسئلة الفكرة ده جت أذاي انت كنت ممتاز في هذا الموقف أنا فخور بيك، مهم خلال اليوم يكون في وقت للتحدث وتقييم بعض الأمور والمشاركة في الآراء مع بعض.
الخزان العاطفي: وهذا مثل السيارة لا تتحرك وتمشى مسافات غير لما تملى بنزين، فالخزان العاطفي للأبناء هو وقود التغيير والانجاز للأبناء، يملأ بالحب والتواجد واللمسات الرقيقة واخبارهم انى موجود عشنهم. مهم جدا التواصل بالعين يخبر طفلك أنه مهم وأنك تصغى له. مع تكرار الاتصال المباشر بالعين وهنا الإباء لا تقدر خطورة ذلك فكثير من الإباء يرد على الأبناء وهو ينظر فى الموبايل او الام وهى تجهز الغذاء فلا تنظر الى عين الابن او الابنة فالأمر مهم جدا فمن المؤكد ان الأبناء اهم من أي شيء اخر اهم من الاكل والموبايل فهم المستقبل ونتأكد ان كل تصرف سوف ينعكس في المستقبل القريب فالأطفال تبحث الان على الإباء وتحب ان تتكلم معهم وتلعب وتتحدث وبعد فترة تعرف تنشغل ويكون لهم عالمهم والاباء هي التي تبحث ولا مجيب لانهم تعودوا ان لا احد يتحدث معهم او ينظر في عينه او يقول له انت حاسة بأية او ما مشاعرك الان، فكل شيء سوف يتعود عليه الطفل سيكون من صنع الإباء فالأفضل ان نتعلم من الخبرات السابقة ونكون افضل من الاخرين.
وأيضا من مظاهر توصيل الحب لأبنائنا الانصات بطريقة متفهمة وهي ان لا احكم على الحوار من البداية ولاكن اعطى الوقت ان يتكلم ويوضح وانا أنصت بكل اهتمام وحب ومع الانصات يكون فيه التلامس والاحضان، هناك محاضرات في العلاج النفسي بالاحتضان، التلامس يسبب إحساسا حقيقيا بالمعنى العميق والأمان. احضنهم باستمرار تلقائيا وصافحهم عندما تكون فخورا بهم، اعطهم قبلة عابرة على الخد. عندما يطلب الابن ان تحك في ظهرة فهذا يحب التلامس ويطلب ذلك عن حب وعندما نفهم ذلك نستمتع بيه ونحوله الى وقت جميل ولا نستهين به ونشعر بالضجر من ذلك، الأطفال بحاجة للدفء العاطفي والعناية والحب غير المشروط من جهة الإباء وانهم بحاجة لعلاقة حميمة معنا وان يعرفوا اننا نؤمن بهم مهما كانت الظروف. فان الحب والاهتمام يعتبر داعم قوى لمحبة الأولاد للتعلم والاهتمام بالدراسة. فالحب بمثابة الاكسجين الذي يتنفس الإنسان وبه يحيا، وهو تصميم الله للإنسان حين خلقه، (أن لا يجد الشبع في حياته سوى في الحب) المستمد في النهاية من الله نفسه.
لماذا يفشل التواصل
قد يفشل التواصل لعده أسباب منها انشغال الاسرة في تحسين المعيشة وجلب المال فالأب يعمل والام أيضا ويعتقدوا ان اهم شيء توفير المال لدخول أفضل مدرسة من وجه نظرهم وتوفير احتياجاتهم حتى لا يشعروا انهم اقل من أي أحد، وهذا خطأ كبير فالتعليم مهم جدا ولكن لا يغنى عن تسديد الاحتياجات الأساسية للأبناء فلو سؤل الطفل المدرسة الغالية اهم ولا شعورك بحب الاسرة لك اهم فبعض الأبناء في تعليم بسيط ولكن يشعروا بحب الاسرة ومدة التضحية من اجلهم وكم الحب المتبادل في الاسرة فهذا اغنى بكثير من أي شيء اخر. ثانيا يفشل التواصل لعدم وعى الاسرة بأهمية قضاء الوقت واللمس والانصات لهم فهم يعتقدوا انهم أطفال غير مدركة ولما يكبر تعرف تتكلم معه وهناك اسر مشغولة في المشاكل بينهم وعدم التفاهم ولذلك ليس لديهم خزين من المشاعر الإيجابية حتى يعطوا الأبناء، والبعض الاخر نظرا لفقد أحد الوالدين فالطرف الاخر هو اب وام وفى احتياج أيضا مثلهم ففاقد الشيء لا يعطيه، وعلى الجانب الاخر فبعض الإباء هم أنفسهم قد حرموا أيضا في طفولتهم من مثل هذه الاحتياجات الأساسية ولم يتعلموا، فهذا ليس عذر، فما ذنب الطفل في ذلك فعلى الإباء ان يساعدوا انفسهم ويعوضوا ما فقدوه واكبر حل هو الشبع بربنا ومحبته فهو القادر على اشباع الجميع فعلى الإباء التحدث مع الله والتقرب منه والشبع لكى يقدروا ان يعطوا الأبناء.
تأثير عدم التواصل على سلوكيات الأبناء
عدم التواصل واشباع احتياجات الطفل من الحب والحنان والاهتمام والتشجيع وقضاء وقت والحب غير المشروط تتشوه الصورة الذاتية لديه، الامر الذي جعل الطفل يفسر الاحداث لصالح رأى وتصور الوالدين وضد نفسه حال وجود توتر وتعارض ما وبالتأكيد حال تعرضه للإساءة.
عندما يفشل الوالدان في تحقيق الحب الكافي فإن سم الرفض ونقص الحب يستشرى بالتأكيد حتى يصل بالطفل الى حالة من التمزق والتفسخ والاهتزاز النفسي مما يجعله ضعيفا هشا وعرضه أكثر للألم والاضطراب النفسي.
أحد اهم النتائج العملية لتعرض الانسان لنقص الحب في طفولته المبكرة انحراف وتشوه واعوجاج الطبائع الشخصية.
النمط الأول: فنجد البعض مساير واسترضاء الناس حتى يحصل على الحب
النمط الثاني: التحدي والتمرد فهو شخص مغرور يميل الى القوة والسيطرة
النمط الثالث: الانعزال والانفصال والهروب
ان الأنماط الثلاثة تبحث عن الحب والأمان والقيمة بطرق مختلفة حسب طبيعتهم الفطرية
الثلاثة.
لو عرفت الاسرة مدا الخسائر لفقد الحب وعدد الناس العدوانية في المجتمع بسبب نقص الحب لجلست 24 ساعة تعبر وتعطى الحب لأبنائها فالاهتمام في الصغر أسهل وأعظم بكتير مما يحدث في المستقبل لأطفال لا تعرف طعم الحب، ربنا يشملنا بمحبته فالله محبه.
اتمنى للجميع حياة سعيدة مع مهارات التنمية البشرية التي من خلالها تقدر تغير حياتك عندما تكتسبها ولدروسنا من التنمية البشرية بقية .........
أخبار متعلقة :