إقرار الدولة بإقامة أكشاك للفتوي في محطات مترو الأنفاق يقطع بلا مالايخلق مجالاً كبيراً للشك، بأن النظام غير معني بمدنية الدولة وأن مواجهته للإسلام السياسي تقتصر علي مواجهة لأولئك المنافسين علي مقاعد السلطة فقط، أو أولئك المسلحون الذين يهددون أمن الدولة والنظام ويصدرون القلاقل له وأن النظام له هو أيضاً سلاحه السياسي المتمثل في السلفية الدعوية الوهابية الأزهرية.
بمعني أن صراع النظام مع هؤلاء صراع سلطة وليس صراعاً حول مدنية الدولة أو نضالاً ضد محاولة إكسابها هوية مذهبية سلفية وهابية
مجرد السماح بوجود هذه الأكشاك - أياً كانت طبيعة فتاويها - معناه اللغاء فكرة المواطنة والدوله المدنيه التى على اساسها قامت ثورة 30 يونيو للخلاص من جماعه الاخوان واتباعهم وإحلال دولة المذهب السني الإسلامي الوهابي بديلاً عن الدولة المدنية العصرية التي أصبحنا نبتعد أكثر عنها الآن
نحن بذلك إذاء أول تصرف طائفي تتبناه الدولة منذ عهد السادات
فهل تفعل الدولة المصرية ذلك لتتماشي مع مجتمعات السعوديه وجيرانها وارضاءا لحكامها
هل ستكون أكشاك الفتوي هذه بداية لتأسيس أكشاك وجماعات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مصر التي عرفها العالم كفجر للضمير الإنساني وكمهد للتحضر والتمدن الإنساني ؟
ورغم المبررات التى ايدت هذه الفكرة على اساس مواجهه التطرف والفتاوى العشوائيه بجانب مواجهه افكار الجماعات الاسلاميه التى تنادى بالجهاد وانشاء دوله الخلافه واعتبار النظام القائم كافر ويجب الخلاص منه الا ان هذة المبررات ليست كفيله بانهاء التوتر العقائدى ومحاربه العقائد المختلفه مع العقيدة الاسلاميه ونبذ الكراهيه وقتل الاخر وهدم منشئاته ونهب مدخراته وهتك عرضه واغتصاب نساؤه فكنت اتمنى كما تمنت الغالبيه العظمى من الشعب المصرى من خلال السوشيال ميديا ان نغير المفاهيم والمتغيرات بالتعليم واقامه لقاءات تليفزيونيه او صحفيه مع شيوخنا الافاضل من المعتدلين منهم مدعم بخطاب دينى موجه فى نقاط مشتركه لغسل عقول الشباب التى تلونت بفكر الارهاب والكراهيه والسعى بالنهوض بنشر الثقافه ومحو اميه الجهلاء بدلا من انشاء هذة الاشكاك التى تعد ظاهرة دخيله على المجتمع المصرى وكان الساحه المصريه حقل تجارب مباحه بدون اى ضوابط او اسس علميه او تربويه ...تخيلوا معى جميعا الزحام الذى قد ينشا على ابواب هذة الاكشاك مجرد اخذ فتوى ما قد تؤدى الى وقوع ضرر فى الحال وما يترب عليه من احداث واهانات بتايد من الدوله ؛ لهذا اطالب الدوله بايقاف هذة المهزله الرخيصه وعدم التعامل مع اى فتوى لا تصدر من دار الافتاء ومدعمه بختم الازهر الشريف بالاضافه الى تغير فكر الائمه فى القرى والنجوع من التهجم على عقائد الاخرين والدعوة الى الحب ونبذ الكراهيه وحب الوطن ويبقى السؤال ..هلى مفهوم تغيير الخطاب الدينى تمخض عنه اكشاك الوهم ؟